التركيز على المُنافسة بين نجوم لجنة التحكيم … هل ما زال «ذا فويس» برنامجاً جماهيرياً مع تدني مستواه بشكل ملحوظ؟
| سارة سلامة
بدأت في برنامج «ذا فويس» مرحلة «الصوت وبس» التي يشارك فيها 94 موهبة عربية، تتنافس أمام لجنة الحكام المكونة من المطربين (محمد حماقي، وإليسا، وأحلام، وعاصي الحلاني) وذلك بعد التغيير الذي طرأ على اللجنة المُعتادة في المواسم الثلاثة السابقة، حيث تم استبدال بكل من (كاظم الساهر، وشيرين عبد الوهاب، وصابر الرباعي)، ثلاثة آخرين، في حين نجح الحلاني في الحفاظ على كرسيه.
وأثار انسحاب الفنان كاظم الساهر من لجنة تحكيم «ذا فويس» استياء جمهوره حيث أعلن الساهر منذ انتهاء الموسم الأول من «ذا فويس كيدز» أنه لن يطل في الموسم الجديد، لأن البرنامج شكّل له ضغطاً نفسياً وخاصة عند اضطراره إلى رفض موهبة طفلٍ والتسبّب في حزنه.
وبالتزامن مع اعتذار كاظم نرى أن الفنان التونسي صابر الرباعي لم يكن ضمن أعضاء اللجنة أيضاً حيث أعلن في تصريح سابق أن القناة لم تعاود الاتصال به للاتفاق معه على تجديد العقد بينهما بعد ثلاثة مواسم ناجحة من البرنامج.
ويأتي استبعاد النجمين عن البرنامج ضمن إستراتيجية المحطة التي أعلنتها أنها عمدت إلى استبدال نجوم أعضاء لجان التحكيم في برامج الهواة، وذلك نوعاً من التجديد حتى لا يملّ المشاهد.
الحماسة الزائدة
وترافق هذا الموسم مع الحماسة الزائدة والإعلان المستمر بأنه الموسم الأقوى وتراهن حكامه على تقديم الأفضل وقلب المعايير ولكن في الحقيقة لم نرّ هذا في الحلقات الأولى من بثه، فما إن بدأ البرنامج حتى لاحظ المتابعون فرقاً شاسعاً بين هذا الموسم وسابق عهده، فكانت الحلقات عبارة عن هرج ومرج مع المبالغة في التعليقات التي استخدمتها كل من أحلام وشريكتها إليسا اللتين اتفقتا على تشكيل حلفٍ نسائيٍ غير مقنع.
التركيز على المنافسة
ومن الواضح أن هذا الموسم يركز بشكل أكبر على المُنافسة بين نجوم لجنة التحكيم، وبعض المتابعين يرون أنه لا يوجد أي تناغم بين هذه اللجنة، فهم لا يشبهون بعضهم بعضاً وغير متناسبين، أما أكثر التعليقات فكانت بخصوص أحلام وصوتها وحركاتها ومبالغتها واستعراضها وغرورها، وإليسا التي هي بحسب الكثيرين لا تصلح لتكون محكمة في برنامج للهواة لأن صوتها أقل بكثير من الخامات التي تطرح في هذه البرامج، هذا إضافة إلى دندنة أحلام وتشويش إليسا وصراخهما في بعض الأحيان حيث أعاقتا وصول أصوت المواهب بشكل صحيح إلى الجمهور.
وفي الوقت الذي حافظ فيه الحلاني على كرسيه مترسخاً عليه وأخذاً دور العارف والخبير ويأتي ذلك من النضج الذي تشكل له في هذا البرنامج.
بينما المفاجأة كانت عند حماقي فالجميع استخف بقدرته على اقتناص المواهب الجميلة وعدم خبرته ليثبت العكس تماماً فهو أثبت أنه فنان راقٍ ومتزن ويسمع ويختار أفضل الأصوات حيث عبر عن هذا في الحلقة الفائتة قائلاً: «مين يفكر إني جيت الى لبنان حتى أعمل سياحة فهو غلطان».
برنامج استعراضي
ومع كل هذه الضجة الإعلامية يتضح لنا الهدف الأساسي للبرنامج وهو التسويق والربح بالدرجة الأولى ونرى أنه لا يحمل بين دفتيه أي رسالة من شأنها إيصال تلك المواهب إنما هدفه ربحي وتسويقي بالدرجة الأولى، مع تحوله هذا العام إلى برنامج استعراضي من الدرجة الأولى ونرى أشكال جذب المشترك بطرق ووسائل متعددة لا تمتاز بالمهنية أو العفوية!!
وربما سنعود هنا إلى ما قاله جورج وسوف عند سؤاله في أحد اللقاءات عن تلك البرامج حيث قال: «إن هذه اللجان تحتاج إلى لجنة تحكمها»، هذا إذا ما استثنينا الحلاني.
ونستطيع القول إن البرنامج مثل الدجاجة التي تبيض ذهباً لهذه القناة ولكن يا ترى هل ما زال يؤدي دوره كما في السابق، وخصوصاً أن مستوى البرنامج تدنى بشكل ملحوظ؟.
انتقاد الشارع السوري
وإذا ما عدنا إلى «ذا فويس كيدز» والانتقاد الكبير الذي تعرض له وخاصة من الشارع السوري فهو لم يكن إلا فاتحة للآخر الذي بدا متعثراً.
ونرى الكثير من الفنانين السوريين الذين انفجروا معبرين عن مشاعرهم شأنهم شأن الشارع السوري الذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي عند إزاحة: (عابد المرعي ويمان قصار ويائيل القاسم) من قبل عضوي لجنة التحكيم نانسي عجرم، وكاظم الساهر.
حيث كتب باسم ياخور: «شيء مؤسف فعلاً أن تحيد كل هذه المواهب الجميلة خارج المسابقة بلا منطق ولا احترام لعقولنا ولأصواتهم الرائعة.. يبدو للأسف أن هذا قدر معظم السوريين هذه الأيام».
أما الفنانة شكران مرتجي فعلقت على استبعاد المتسابقين السوريين قائلة: «شو ذنب الصغار بحرب الكبار ذا فويس كيدز.. شكراً».
ونشر الفنان أيمن رضا صورة له أمام قصر العدل وكتب عليها جملة «من أمام القصر العدلي، أجرم كاظم ونانسي على استبعاد أصوات السوريين».
وعبر الفنان عابد فهد: «اللي عم يصير بذا فويس كيدز شيزوفرينيا بين الفن والسياسة، والطفولة ضحية المستثمرين».
وفي محاولة لـ«الوطن» التواصل مع آباء هؤلاء الأطفال نجد الكل اعتذر عن الإدلاء بأي كلمة لأنهم وكما ذكروا لنا أنهم أبرموا عقداً مع القناة لمدة عام، الأمر الذي لا يسمح لهم بالإدلاء بأي كلمة.