ثقافة وفن

فيزيولوجيا التحديث الإعلامية!

| يكتبها: «عين»

«منامات أبو سعدة»

في رمضان عام 1977، بثت إذاعة دمشق برنامجا ترفيهيا من إعداد محمد جومر وإخراج هشام شربتجي اسمه «قطار رمضان»، ويتألف البرنامج من فقرات درامية على مدار ساعة من الزمن، ومن ضمن هذه الفقرات فقرة درامية جميلة جداً اسمها «منامات أبو سعدة» كان يكتبها الشاعر(المغترب منذ نحو ثلاثين عاما) رضا أسعد، وكان يلعب دور «أبو سعدة» الفنان الكبير ياسر العظمة!
المهم في مضمون المنامات أن الكاتب رضا أسعد كان يبني نصه الدرامي على فكرة تقوم على صورتين هما في حد ذاتهما مفارقتان في لعبة النص: الأولى، أن «أبو سعدة» يرى فيما يرى النائم، جانبا من جوانب الحياة، انتظمت فيه الأمور على نحو مثالي بحيث أن الجميع سيكون راضيا قنوعاً سعيداً بما يجري، فأجور السكن مثلا، رخيصة تناسب أصحاب الدخل المحدود، والعلاقة بين المؤجر والمستأجر على أحسن حال، وبيوت الأجرة (على قفا من يشيل).. إلخ. وفجأة يستيقظ «أبو سعدة» ليكتشف جحيم الواقع وأجرة السكن الباهظة ناهيك عن ندرة بيوت الإيجار، وطبعا يبني الكاتب مفارقات على غاية الروعة في فقرة القطار الرمضاني تلك!
حصلت معي أمور كثيرة، أحسست أنني أنا المواطن «أبو سعدة» نفسه، ولن أحكي عن ظروف الحياة والأجور والأسعار والعقارات والبنزين وسرقة الشهادات وسرقة نصوصنا الأدبية ومقالاتنا وغيرها، بل سأحكي عن الإعلام، فقد رأيت فيما يرى النائم، حلما يقوم على أن الإعلام عندنا صار عال العال، بل تجاوز الإعلام اللبناني والخليجي الذي تصرف عليه ملايين الدولارات، وصار عندنا عشر محطات فضائية كل واحدة أجمل من الثانية، وهناك عشر صحف وعشرات الإذاعات ومئات من نجوم الإعلام والمقدمين والمذيعين الذين يضاهون كل نجوم الإعلام في العالم.
أي صار الإعلام صورة من صور حياتنا التي نطمح إليها، وفجأة: استيقظ محسوبكم، على حوار على شاشة التلفزيون ظهرت فيها يد مذيعة تجري مقابلة مع أحد الإعلاميين، ولكي أكثف الفكرة، سأقول لكم إن إسفنجة لوغو التلفزيون مهترئة مرقعة ووسخة وإن حال الصورة يأخذنا سريعا إلى البرامج الرديئة والمكررة والديكورات المتداعية والتقديم غير المهني المبني على الواسطة، وكله يصلح للصورة الأخرى من منامات أبو سعدة!
فتمنيت لو أنني أنام نومة أهل الكهف ولا يحصل معي ماحصل مع «أبو سعدة»!

سري!!
نُمي إلى الجهات المعنية أن إحدى المديريات في الإذاعة والتلفزيون التي جرى التغيير فيها تراجعت عما كانت من قبل وأن حماسة العاملين انخفضت إلى الثلث!

قيل وقال والحبل ع الجرار
• الطريقة التي تدار فيها تغطية الأحداث المستجدة والعاجلة بين أعضاء الإدارة الإعلامية خلال الفترة الأخيرة نوعية وتكشف حسن التصرف والأداء!
• مذيعة إذاعية تحاور ضيفا سياسيا، في الحوار قال لها على سبيل الدعابة: أزعل منك هه. فانتشر الخبر: زعل منها الضيف. اللـه أعلم ما السبب… وصارت العبارة موضوعا للنميمة على مدار يومين!
• أحد المديرين الذين تولوا مهماتهم الجديدة اكتشف أن ماورثه عن الذي سبقه تقشعر له الأبدان!
• مدير آخر تمت إقالته وصف مرحلته التي أدار فيها العمل بأنها كانت ممتازة!
• تعويضات معرض دمشق الدولي للإعلاميين تأخرت كثيراً، وأشعل صرفها احتجاج كثيرين قبضوا أقل مما يستحقون!

باليد
• إلى مدير برامج قناة نور الشام:
عرضتم يوم الجمعة مادة شائقة للدكتور مازن المبارك عن أخلاق السوريين، وهذا النوع من البوح أفضل من البرامج الوعظية المباشرة!
• إلى المذيعة مجد أبو عسلة:
لاتقعي بما وقعت به زميلة لك صارت تظهر صباح مساء لأن في وجهها مسحة جمال، فسريعاً كشفت عيوبها!
• إلى الإعلامي أنس المدني:
برنامج القلب الطيب في إذاعة نجوم إف أم ناجح جدا، ولكن لماذا تخيف المتبرعين من عمليات كذب ونصب، ولماذا تتهكم ببعض المحتاجين الطماعين!

ملحق بموضوع تكريم المذيعين!
اللجنة المهنية في الإذاعة السورية احتجت بكتاب رسمي لاتحاد الصحفيين على عدم استشارتها بموضوع تكريم عيد الإذاعة!
وكان المذيعون احتكروا التكريم في الحفل الخاص في دار الأوبرا!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن