سورية

الخارجية: بعض المسؤولين الغربيين شركاء في جرائم الإرهابيين … عشرات الشهداء والجرحى بأحياء دمشق.. والجيش أكثر إصراراً على الحسم في الغوطة الشرقية

| الوطن – وكالات

تزايد إصرار الجيش العربي السوري على حسم الوضع في غوطة دمشق الشرقية كسابقها من المناطق والمدن التي تمت استعادتها، وذلك مع مواصلة وتصعيد التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة من اعتداءاتها على الأحياء الآمنة في العاصمة ومحيطها.
وبينما أكدت دمشق، أن هذه الاعتداءات الإرهابية لن تثنيها عن الاستمرار في محاربة الإرهاب والعمل على إعادة الأمن والاستقرار إلى الشعب السوري، انبرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية للمطالبة بوقف الحملة ضد التنظيمات الإرهابية والمسلحة في الغوطة الشرقية، وتجاهلت القصف الذي تتعرض له دمشق.
وواصلت التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة أمس استهداف الأحياء الآمنة بدمشق وريفها، وأمطرتها بأكثر من 50 قذيفة صاروخية وهاون، بحسب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ما تسبب باستشهاد وجرح أكثر من 50 مدنياً.
وعلى مدار يوم أمس لم تتوقف أصوات الانفجارات في العاصمة نتيجة سقوط تلك الصواريخ والقذائف، والتي استهدفت شارعي حلب وبغداد وساحتي الأمويين والتحرير ومنطقة البرامكة وكليتي الحقوق والعلوم ومنطقة جسر الرئيس وحي المزة 86 وشارع الملك فيصل ومحيط بنك سورية والمهجر في القصاع وباب شرقي ودار الأوبرا، ومدرسة دار السلام بالشعلان وحي عش الورور، إضافة إلى ضاحية الأسد وجرمانا بريف دمشق.
من جانبه، قال مصدر في قيادة شرطة دمشق وفق وكالة «سانا»: إن عشرات القذائف الصاروخية والهاون سقطت في محيط ساحتي التحرير والأمويين ومنطقة العباسيين وباب توما ومنطقة الشعلان ما أسفر عن ارتقاء 6 شهداء وإصابة 29 مدنياً بجروح، وأدى أيضاً إلى وقوع أضرار مادية في الممتلكات العامة والخاصة.
وبين مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق بحسب «سانا»، بأن الميليشيات المسلحة استهدفت مدينة جرمانا بعدد من القذائف سقطت في محيط ساحة الرئيس وساحة السيوف وفي الأراضي الزراعية ما تسبب بارتقاء 3 شهداء وإصابة عدد من المدنيين ووقوع أضرار في المكان والمحال التجارية والمنازل.
جاءت تلك الاعتداءات مع مواصلة الجيش العربي السورية تمهيده للمعركة البرية الواسعة لاستعادة الغوطة الشرقية عبر استهداف مدفعي وصاورخي لمواقع وتحصينات التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة واستقدام المزيد من التعزيزات إلى محيط المنطقة.
وشوهدت طوال يوم أمس أعمدة الدخان تتصاعد من مدن وبلدات الغوطة الشرقية بعد استهداف سلاحي الجو والمدفعية لمواقع المسلحين.
وأفادت مصادر مطلعة على الوضع في جبهة شرق العاصمة «الوطن»، بأن التمهيد المدفعي والغارات الجوية استهدفت التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في بلدات «الشيفونية والنشابية وسقبا وحمورية ومسرابا والمحمدية وحزة وبيت سوى وجسرين وكفر بطنا»، ومدن «دوما وعربين وحرستا»، وحي «جوبر».
وأكدت المصادر، أن تلك الغارات والتمهيد المدفعي أسفر عن تدمير العديد من مواقع وتحصينات تلك التنظيمات والميليشيات على رؤوس من فيها.
وأكدت المصادر، أن «بنك الأهداف وضع والاستهدافات على قدم وساق ولن تتوقف حتى تحرير كامل الغوطة».
على خط مواز، قالت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالة وجهتها إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي أمس، وفق «سانا»: إن هذه الاعتداءات الإرهابية تأتي في الوقت الذي خرج علينا فيه بعض المسؤولين الغربيين وغيرهم بحملات لا يمكن وصفها إلا بأنها دعم مباشر لهؤلاء الإرهابيين وتشجيع لهم على ممارسة الإرهاب والقتل بعيداً عن المحاسبة.
وأضافت الوزارة: إن هذا يعني أن هؤلاء المسؤولين الغربيين هم شركاء في الجرائم التي ينفذها الإرهابيون بحق المواطنين الأبرياء في مدينة دمشق وريفها حيث ينكر هؤلاء المسؤولون حق الدولة السورية في الدفاع عن مواطنيها ومكافحتها للإرهاب والتصدي لمن يمارسه ويموله ويدعمه بالسلاح.
وتابعت: تؤكد الجمهورية العربية السورية أن هذه الاعتداءات الإرهابية لن تثنيها عن الاستمرار في محاربة الإرهاب والعمل على إعادة الأمن والاستقرار إلى الشعب السوري وإعادة بناء ما دمره الإرهابيون وشركاؤهم وممولوهم وداعموهم.
وشددت الوزارة على أن سورية تطالب كلاً من مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بالإدانة الفورية والشديدة لهذا التصعيد الإرهابي.
وبالتزامن مع التسخين في محيط الغوطة الشرقية، دعت ما تسمى «الهيئات السياسية» في محافظات إدلب وحلب ودمشق والحسكة وحماة وريف دمشق والقنيطرة في بيان نشرته مواقع الكترونية إلى فتح كافة الجبهات ضد الجيش العربي السوري ووقف العمل بمناطق «خفض التصعيد» المعلن، وذلك «نصرة للغوطة».
إلى ذلك، قال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سورية، بانوس مومتزيس، في بيان، وفق مصادر إعلامية معارضة: إن «استهداف المدنيين في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق يجب أن يتوقف حالاً في وقت يخرج الوضع الإنساني عن السيطرة»، في حين لم يكترث لعشرات الشهداء والجرحى المدنيين الذين سقطوا بقذائف التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة على دمشق.
كذلك، عبر الاتحاد الأوروبي عن «قلقه تجاه تدهور الحالة الإنسانية في عدة مناطق من سورية، وخاصة منطقتي الغوطة الشرقية وإدلب»، وذلك في بيان مشترك للممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، والمفوض المكلف المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستوس ستايليانيدس، وفق وكالة «آكي» الايطالية.
بدوره، حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، من خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية في الغوطة الشرقية، بحسب موقع «اليوم السابع» الالكتروني المصري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن