سورية

تشكيك بالرواية الإسرائيلية حول إسقاط الـ«إف 16».. وتحذير من تهور نتنياهو

| الوطن – وكالات

تواصل التشكيك برواية كيان الاحتلال الإسرائيلي حول حادثة إسقاط الطائرة «إف 16» فوق الجولان العربي السوري بوسائط الدفاعات الجوية السورية، وأن كيان الاحتلال عاد واستهدف تلك الدفاعات، وسط تحذيرات من تهور رئيس حكومة الاحتلال بعمل عسكري للتغطية على قضايا الفساد التي تلاحقه.
ونقلت مواقع إلكترونية عن المُحلّل العسكريّ الإسرائيليّ، عمير راببورت، وهو رئيس تحرير موقع «إزرائيل ديفنينس»، المُختّص بالشؤون الأمنية والعسكريّة، أنه ثمة شك كبير في أن سلاح الجوّ الإسرائيليّ فعل ذلك، ولتعزيز نظريته، قال: لم ينشر سلاح الجو صوراً تدُلّ على نتائج هذا الهجوم، مثل الهجوم على موقع الطائرة الإيرانيّة من دون طيار مثلاً.
وفي مقالٍ نشره بصحيفة «مكور ريشون» اليمينيّة العبريّة المُتشدّدّة، تابع راببورت، وهو المُقرّب جداً من المؤسسة الأمنية والعسكريّة في تل أبيب، قائلاً: من المحتمل جداً أن جزءاً من الأهداف التي تمّت مُهاجمتها كانت أهدافاً وهميةً، مشدداً في الوقت عينه على أن هذا أسلوب روسي معروف، ولفت أيضاً إلى أنه في جميع الأحوال فإن بطاريات الـSA17 صغيرة ومتحركة ويُمكنها الاختفاء، على حدّ تعبيره.
وتسائل راببورت: لماذا جرت مهاجمة الموقع الإيرانيّ الذي انطلقت منه الطائرة من دون طيّار بواسطة طائراتٍ حربيّةٍ وليس بواسطة صاروخ دقيق عن بعد؟ وردّ بالقول: إنه على مدار عشرات الأعوام حافظ سلاح الجو الإسرائيليّ على احتكار الهجمات في العمق انطلاقاً من نظرية أنه يمتلك حريّة عمل كاملة.
وتابع، نقلاً عن مصادره في المنظومة الأمنية: أنه في هذه الأثناء لم يتسلّح الجيش الإسرائيليّ بصواريخ بريّةٍ دقيقة جداً يبلغ مداها عشرات الكيلومترات، على الرغم من أن الصناعة الإسرائيليّة باعت مثل هذا السلاح إلى دولٍ متعددةٍ في العالم.
وأشار إلى أنه بعد تأخيرٍ كبيرٍ بدأ الجيش الإسرائيليّ بتحسين قدراته في هذا المجال، لكن مهاجمة أهداف في العمق لا تزال تحت التفويض الحصريّ لسلاح الجو، كما أكدت المصادر الأمنية بتل أبيب.
ورأى أن ذروة التوتّر على «الجبهة الشماليّة» مع سوريّة وحزب اللـه وإيران لم تنتهِ حتى اللحظة، ناقلاً تصريحات سابقة لوزير الأمن في حكومة الاحتلال أفيغدور ليبرمان قال فيها: «إنّ الجولة المُباشرة المُقبلة في مواجهة إيران هي مسألة وقت، وذلك نتيجة تمسّك الإيرانيين وتمسّكنا نحن أيضاً بمواقف متعارضة»، بحسب ليبرمان، وبالتالي، وفق المُحلّل: يبدو أن الإصرار الإيرانيّ على الدفع قدماً بشؤونهم العسكريّة والاقتصاديّة هو أمر مطلق، لهذا السبب يبدو أن ليبرمان على حقٍّ.
في سياقٍ متصل، حذّر مُحلّل الشؤون العربيّة في صحيفة «هآرتس»، تسفي بارئيل، من لجوء بنيامين نتنياهو إلى شنّ حربٍ بعد تورطّه حتى أخمص قدميه في أربع قضايا فساد تشمل تلقّي الرشاوى، الاحتيال وخيانة الأمانة، معتبراً أن المجتمع الإسرائيليّ الذي كشف عمق الفساد الذي انحدر إليه رئيس الوزراء، بات يمقته ويُريد منه الاستقالة من منصبه، لكنه أعرب عن استغرابه أن الإسرائيليين يُصدّقون نتنياهو عندما يتحدّث عن التحديات الإستراتيجيّة الماثلة أمام «إسرائيل»، وهم على استعداد لقبول نظرياته التي يُسمعها جهاراً – نهاراً عن التهديدات الوجوديّة المُحدّقة بإسرائيل.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن