العاصمة تحت القذائف.. وتصاعد المطالبات بالحسم … الجيش استكمل تحضيراته لعملية الغوطة.. والميليشيات تمنع المدنيين من الخروج
| الوطن- وكالات
مع استمرار المناكفات في مجلس الأمن الدولي في محاولة عربية غربية لتجنيب إرهابيي ومسلحي غوطة دمشق الشرقية مصير الحسم على يد الجيش العربي السوري، عاشت العاصمة دمشق يوماً جديداً تحت رحمة قذائف الإرهاب.
هذه الحالة أدت إلى ارتفاع حدة المطالبات الشعبية للجيش بالإسراع في إطلاق عمليته، في وقت أذاق فيه الإرهابيين والمسلحين مرارة تمردهم، في حين أكدت القوات الروسية دعمها له واستعدادها للمشاركة الجوية في العملية المرتقبة.
وأكدت مصادر ميدانية لـ«الوطن»، أن الجيش استكمل عدته وعتاده وباتت انطلاقة عمليته الواسعة في الغوطة الشرقية رهن إشارة القيادة، ولفتت إلى أن وتيرة الأعمال العسكرية التي يشنها الجيش تمهيداً للعملية استمرت أمس بوتيرة مركزة.
وبينت المصادر الميدانية لـ«الوطن» أن غارات سلاح الجو الروسي استمرت على معاقل «جبهة النصرة» الإرهابية في بيت سوى وعربين وسقبا وحمورية، على حين استمر تحليق الطيران المروحي وطائرات الاستطلاع في عموم مناطق الغوطة، فيما أكدت مصادر أهلية أن سلاح الجو جدد استهداف مواقع الإرهابيين والمسلحين في عربين وحوش الضواهرة وفي دوما وحرستا والشيفونية وكفربطنا.
ولفت المصادر الميدانية إلى أن الطيران المروحي استمر أمس برمي المناشير التي تدعو أهالي الغوطة للتوجه نحو معبر مخيم الوافدين، وتبين لهم، بالخرائط، الطرق الواجب عليهم سلوكها للوصول إلى المعبر لتجنب استهداف الجيش للميليشيات و«النصرة»، ما يدحض كل الروايات التي تقول إن الجيش يستهدف المدنيين في الغوطة.
إلا أن مصدراً أهلياً في مخيم الوافدين، أشار في اتصال مع «الوطن» إلى أن حركة الأهالي عبر المعبر معدومة و«لم نلحظ خروج أحد»، متوقعاً أن تكون الميليشيات تمنع الأهالي من الخروج لاتخاذهم كدروع بشرية.
في المقابل، واصلت «المجموعات المسلحة في الغوطة الشرقية» الاعتداء على الأحياء الآمنة السكنية في العاصمة وريفها، بـ«50 قذيفة صاروخية وهاون ورصاص القنص» حتى عصر أمس، بحسب وكالة «سانا» للأنباء.
وأفادت مصادر إعلامية، بإصابة أربعة مدنيين بجروح نتيجة سقوط قذيفة على أطراف حي المزة 86، واستهداف الدويلعة بثلاث قذائف وقذيفة في شارع بيروت وثلاث في محيط فندق داما روز وخمس قذائف في ساحة الأمويين ومحيطها، وذلك بعدما أصيب مدني بجروح نتيجة سقوط ثلاث قذائف على شارع الباكستان والشيخ رسلان والقيمرية بدمشق القديمة.
وبينت المصادر، أن «ثلاث قذائف سقطت على أحياء مدينة دمشق القديمة أسفرت عن وقوع أضرار مادية بعدد من المنازل إضافة إلى تضرر أحد الجوامع في حارة الجورة»، لافتاً إلى وقوع أضرار مادية في سور حي باب توما الأثري نتيجة سقوط قذيفة، في حين أصيب مواطن بجروح خطرة نتيجة استهدافه برصاص القنص من قبل المجموعات المسلحة على أطراف منطقة العباسيين في الجهة الشرقية من دمشق.
كما سقطت 8 قذائف في شارع بغداد ومنطقة الزبلطاني وحيي باب شرقي وبرزة البلد والقصاع ما تسبب بإلحاق أضرار مادية بالممتلكات.
وفي ريف دمشق أصيب 8 أشخاص في حي جرمانا وسقطت 28 قذيفة على ضاحية الأسد ومحيطها بحرستا.
ورداً على اعتداءات «المجموعات المسلحة»، ذكرت «سانا»، أن وحدات من الجيش العربي السوري وجهت ضربات دقيقة على النقاط التي انطلقت منها القذائف أسفرت عن تكبيد المجموعات المسلحة خسائر بالعتاد والأفراد.
وبينما كان الركود وقلة الحركة سيدي الموقف في أحياء وشوارع العاصمة لاسيما التي يتتالى سقوط القذائف عليها، دون أي تبعات اقتصادية حيث واصل سعر الصرف ثباته على ذات السعر الموجود منذ نحو أكثر من شهر، تحول الرأي العام في العاصمة خلال الأيام القليلة الماضية إلى مناشدة الجيش للحسم في الغوطة وبسرعة، بهدف لجم القذائف.
وبعد يوم من إطلاق الميليشيات المسلحة في حماة وحلب وإدلب وريف اللاذقية الشمالي غرفة عمليات سميت «الغضب للغوطة» لتخفيف العبء عن رفاقهم في الغوطة، أعلنت ميليشيا «جيش الإسلام» أن مدفعيتها استهدفت مواقع للجيش في درعا.