عشرات القذائف اخترقت قرار وقف الأعمال القتالية … الجيش يتقدم ويستعيد النشابية وحزرما وحوش الصالحية وتل فرزات
| الوطن – وكالات
لم تمض ساعات قليلة على تبني مجلس الأمن الدولي قرار وقف العمليات القتالية في سورية، من دون أن يشمل «النصرة» و«داعش» وحلفاءهما، حتى باشر الجيش السوري عملياته لاستئصال الإرهاب من الغوطة الشرقية، وفق ما نص عليه القرار الدولي، ليستعيد السيطرة على بلدات النشابية وحوش الصالحية وحزرما بالكامل وتل فرزات الإستراتيجي مع كتل أبنية في حي العجمي بحرستا، وسط تأكيدات أن العمليات العسكرية لن تتوقف إذا لم يتوقف انتهاك القرار الدولي واستهداف العاصمة ومحيطها.
ميليشيات الغوطة الشرقية المسلحة والتنظيمات الإرهابية استمرت باستهداف الأحياء السكنية الآمنة في العاصمة ومحيطها، حيث أمطرتها بـ21 قذيفة صاروخية، ليرد الجيش على هذه الاستهدافات وسط معلومات لـ«الوطن» عن أنه حقق تقدماً في القطاع الأوسط.
وتناقلت مصادر أهلية تفاصيل عملية سيطرة الجيش، وذكرت أن «المجموعات الإرهابية المنتشرة في قطاعات الغوطة الشرقية، حاولت الخروج من مقراتها باتجاه نقاط الجيش السوري في محاور النشابية البلالية، وحزرما الزريقة، وجوبر القابون، لإحداث خرق متزامن في هذه المحاور».
وأوضحت المصادر، أن الجيش نفذ هجمات معاكسة على مناطق انتشار «النصرة» والميليشيات المرتبطة بها، عقب محاولة هؤلاء اختراق دفاعاته ومحاصرة القوات العاملة على اتجاه شرق وجنوب شرق الغوطة.
وأكدت المصادر تصدي الجيش لهذه المحاولات اليائسة، وأشارت إلى تدمير وحدات الجيش لعربة مفخخة قبل وصولها إلى هدفها في محور جوبر القابون، كان من المقرر أن يتبعها هجوم عنيف على نقاط الجيش والعاصمة دمشق.
على خط مواز أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مجموعات مسلحة غير شرعية متمركزة في غوطة دمشق الشرقية تخطط لهجوم استفزازي بالمواد السامة، هدفه اتهام دمشق باستخدام الأسلحة الكيميائية.
وأشار بيان صدر عن المركز الروسي للمصالحة الوطنية في سورية، إلى تصاعد التوتر في الغوطة، حيث أنشأت خمسة فصائل مسلحة، هي «جيش الإسلام» و«جبهة النصرة»، و«أحرار الشام» و«فيلق الرحمن» و«فجر الأمة» قيادة عمليات موحدة.
وذكر البيان أيضاً أن الخبراء المعنيين بمتابعة نظام وقف الأعمال العدائية في سورية يرصدون انتهاكات متكررة للهدنة في أرياف حلب واللاذقية وإدلب.
التطورات الميدانية واكبتها جملة من التصريحات الروسية والتحركات الدولية، على وقع تبني قرار وقف الأعمال القتالية في سورية، حيث بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، في اتصال هاتفي، مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الملف السوري «في سياق تطورات الأوضاع في الغوطة الشرقية وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق في سورية».
وأفاد الكرملين في بيان له، بأن الزعماء الثلاثة أعربوا عن ارتياحهم لتبني مجلس الأمن الدولي القرار 2401 حول الهدنة في سورية، نتيجة «لعمل مشترك بناء»، مشددين على أهمية مواصلة الجهود لتطبيق القرار «على أكمل وجه وفي أسرع وقت ممكن».
بدوره نقل موقع «روسيا اليوم» بياناً للخارجية الروسية شددت فيه موسكو على أنها ستتصدى بحزم لمحاولات نسف التسوية السياسية في سورية، وأشار البيان إلى أن نص مشروع القرار يستثني بوضوح تنظيمات داعش والقاعدة وجبهة النصرة الإرهابية والجماعات المتحالفة معها من نظام الهدنة، مشدداً على أن معاقبتها ستستمر، رغم محاولات بعض اللاعبين الخارجيين استغلال العناصر الإرهابية و«الفصائل» المسلحة المتواطئة معها في مسعى إلى الإطاحة بالحكومة السورية وتقسيم البلاد.
إلى ذلك قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري: إن «مواجهة الإرهابيين ستستمر، وفي غضون الأشهر المقبلة سيتم تطهير سورية بالكامل».