رياضة

قراءة في مباريات التجمع الكروي…الكبار سيطروا بغياب المستوى والمنافسة الحقيقية

 نورس النجار : 

بعد ثلاث جولات من الدور النهائي للدوري الكروي السوري (قبل مباريات أمس) أصبحت دائرة اللقب محصورة بين فرق الجيش والشرطة والوحدة، على حين خرج المصفاة وتضاءلت آمال المجد والمحافظة وباتت شبه مستحيلة.
أكثر ما عاب هذا التجمع غياب المستوى وضعف الأداء، وغياب المنافسة الساخنة من نصف فرق التجمع، فماذا شاهدنا في المباريات السابقة؟ وما أهم الملاحظات التي سجلناها على الفرق؟

فرق متميزة
تحت عنوان الفرق المتميزة لابد أن نذكر بالدرجة الأولى فريق المحافظة وفريق الشرطة اللذين اعتبرا أفضل الفرق ولو بشكل نسبي والأكثر توازناً، المحافظة تفوق على نفسه وتفوق على الوحدة في المباراة الأولى وكان الطرف الأفضل، وأذهل الحضور بأداء منافس أمام فريق نجم من نجوم الكرة السورية، ومن شاهد المباراة قال: لو عدلت الكرة لخرج المحافظة فائزاً إلا أنه افتقد التوفيق فتعادل، وبالمجمل التعادل لم يكن سيئاً على المحافظة لأنه تعادل مع فريق بطل، وفي المباراة الثانية تعادل أمام مصفاة بانياس في مباراة كانت أقل من متوسطة المستوى الفني، كان فيها المصفاة نداً للمحافظة، فتحولت النقاط المجانية للمحافظة إلى نقاط ضائعة، وإضافة إلى الفرص الضائعة التي افتقدت اللمسة الأخيرة، فإن تعادل المحافظة كان نتيجة عدم احترام الخصم بالدرجة الأولى، والمباراة الأخيرة خسرها أمام الشرطة 1/2 وباعتراف جميع الخبراء فالمحافظة لا يستحق الخسارة باللقاء، وخسر بالوقت بدل الضائع، وهذه النتيجة بشكل عام هي صدمة لأي فريق، إلا أن كرة القدم لا تعترف إلا بمن يسجل، وقد تكون خبرة الشرطة هي التي فصلت اللقاء.
الشرطة في مباراته الأولى تجاوز المصفاة برباعية نظيفة وتسيد المباراة لفارق المستوى بين الفريقين وحاول المصفاة مجاراته وكان نداً لكنه خرّ مستسلماً في الشوط الثاني بفعل النقص العددي، في لقائه الثاني كبا أمام المجد فخسر صفر/1، وعلى الرغم من أن الشرطة كان الأفضل إلا أن التوفيق لم يكن حليفه وفي المباراة الأخيرة تجاوز المحافظة 2/1 في الوقت بدل الضائع واحتل الوصافة بثماني نقاط.
الشرطة ظهر جيداً في التجمع النهائي لكن أهم نقاط ضعفه كانت في غياب التركيز أحياناً وإضاعته لركلتي جزاء، التوفيق كان حليفه أمام المحافظة والمصفاة، لكنه لم يكن كذلك أمام المجد، التأخر في التسجيل أثر كثيراً في الشرطة فخسر أمام المجد وكاد يخسر أمام المحافظة، ونقطة تفوقه تكمن في خبرة لاعبيه وامتلاكهم النفس الطويل والحماس، ووجدنا الإصرار في أعلى درجاته لأن المباراة بالنسبة لهم لا تنته إلا بصافرة الحكم لذلك سجل الفريق نصف أهدافه بالوقت بدل الضائع.

فريقا البطولة
الوحدة والجيش هما فريقا البطولة، حيث يتصدر الجيش الترتيب بعشر نقاط والوحدة ثالثاً بسبع نقاط، الوحدة بعد تعادله مع المحافظة بهدف لمثله وخسارته أمام الجيش صفر/2 كان على شفا حفرة من الخروج من المنافسة إلا أنه استطاع أن يعود إليها بالفوز على المجد 3/1 وهو بما يملك من خبرة ولاعبين وأداء يعد فريق بطولة إلا أن الذي يقف في طريق تفوقه عدة أمور لاحظناها، ففي البداية هناك تخبط في أداء اللاعبين ما أثر في المستوى والأداء على حد سواء، وكذلك غياب التركيز وقلة الانضباط في أرض الملعب والغرور الذي ساد في بعض المباريات ما جعل مهمة الوحدة معقدة وصعبة.
تحدث البعض عن غياب أبناء النادي وأن ذلك سيؤثر في مستقبل الفريق ولكن هذا طبيعي في عصر الاحتراف.
فريق الجيش يعتبر من أفضل الفرق تعادل أمام المجد سلباً، وفاز على الوحدة 2/صفر وعلى مصفاة بانياس 2/صفر، المشكلة الأساسية في فريق الجيش تكمن بتأخره بالتسجيل فأهدافه جميعها جاءت في الشوط الثاني ونصفها كان آخر الوقت، وعلى الرغم من ذلك فالفريق متوازن على أرض الملعب ويتمتع بتركيز دفاعي عال وانضباط ملحوظ، أما الكبوة أمام المجد فأسبابها عديدة منها طبيعة المباريات الافتتاحية والحرارة المرتفعة، والثقة الزائدة، وقد يكون الغرور سبباً.

فرق مزعجة
فريقا المجد ومصفاة بانياس من الفرق المجتهدة والمزعجة لخصومها، فريق المجد من الفرق الجيدة، وخلال مبارياته الثلاث أمام الجيش والشرطة والوحدة كان نداً، حتى إن الفوارق بينه وبين هذه الفرق كانت متقاربةً، ففرض التعادل السلبي على الجيش في اللقاء الأول ومن ثم فاز على الشرطة 1/ صفر، وتعثر أمام الوحدة 1/3، مبارياته كانت تواكب ظروفه، فكان لطموحه ولمستواه حدود فلم يستطع أن ينافس على اللقب، لكنه استحق الثناء على ما قدمه والدرجة التي وصل إليها، ومازال يحتاج الكثير ليكون فريقاً بطلاً.
بالنسبة لفريق المصفاة فقد خسر أمام الشرطة وتعادل مع المحافظة وعاد ليخسر مع الجيش، وهو يلعب بأسلوب دفاعي فيغلق مناطقه ويعمل على إغلاق مفاتيح لعب الفرق الأخرى، كما يتعمد إضاعة الوقت بشكل كبير ليخرج من المباراة بأقل الخسائر الممكنة، إمكانيات الفريق الفنية والبدنية ضاعت لتردي الحالة المالية فدخل الدوري من الباب الخطأ بلا أدنى استعداد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن