تقرير: دول تسرق «الحرف التقليدية» السورية وتصنفها من تراثها!
| وكالات
كشفت تقرير إعلامي أن بعض الدول التي هاجر إليها الحرفيون السوريون، قامت بتشجيع صناعة الحرف اليدوية التراثية التقليدية السورية وعرضتها في صالتها واعتبرتها من تاريخ بلدها.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن الحرفي السوري جوني غربيان تأكيده قيام دول الجوار لسورية والخليج العربي وقرية التراث في دبي بعرض المصنوعات اليدوية التراثية السورية على أنها تعود لتاريخ بلدها بعد تسرب الحرفيين السوريين، وانتقالهم إلى الخارج بسبب الحرب التي تتعرض لها البلاد التي أثرت في التراث السوري.
وأشار غربيان إلى أن الأزمة أثرت بشكل كبير في واقع الحرفيين لكون التسويق مرتبطاً بشكل مباشر بالسياحة «وهنا أصبحنا بحاجة إلى رعاية الحرفيين الذين أصبحوا قليلين وتقديم التسهيلات وتأمين الأسواق الخارجية لمصنوعاتهم».
شيخ كار في الفنون اليدوية التراثية عدنان تنبكجي، أكد بدوره، وفقاً لـ«سبوتنيك» أن هناك شحاً في بعض المواد الأولية وتمت صناعة البديل في ظل وجود 33 حرفة تقليدية في سورية ورثها الحرفي عن الآباء والأجداد، لافتاً إلى وجود حرف في طريقها للاندثار «كالبروكار الدمشقي» وحرف اندثرت كمهنة «القباقيبي ويتم إنجاز القطع الصغيرة أو قطعة كبيرة جداً كالتي تم إنجازها في إيطاليا ووضعت للعرض، وكذلك اندثرت حرفة المقشات التي تنظف بشكل جيد وتزيل البكتريا التي لا تنظفها الآلة، وكذلك حرفة السروجي الذي استخدم للحمير والأحصنة» على حد قوله.
وبيّن تنبكجي أن سورية من السباقين في حرفة النحاسيات والعمل لم يتوقف حيث تم تحقيق أربع ميداليات ذهبية وآخرها في معرض بموسكو.
بدورها الحرفية ذكرى العلي، أشارت إلى تركها مهنة التدريس كخريجة فيزياء، للعمل في إنجاز أيقونات بيزنطية من أجل إحياء هذه الحرفة وتطويرها، على حين أوضح حرفي الشرقيات يحيى علاف أن المواد الأولية لصياغة الفضة يتم تأمينها من خلال إعادة تكرير القطع السابقة بصياغة الخواتم أو الأساور.
من جهته، اعتبر الأمين العام للجنة الوطنية لـ«اليونسكو» في سورية نضال حسن، أن «اليونسكو» تساهم في حفظ المهارات والمهن التقليدية التي تشتهر فيها سورية بتدريب المجموعات التي لا تقل عن 250 شخصاً، وتساعد الدول الأعضاء في الحفاظ على التراث الإنساني الكبير، ورسم الإستراتيجيات على المستوى الوطني وبناء قدرة موظفي هذه الدول لتنفيذ الخطط الوطنية التي تضمن صون التراث للأجيال القادمة.
وعلى حين أشار حسن إلى أن الأزمة التي تتعرض لها سورية استهدفت النيل من الهوية الوطنية والنيل من الجانب الثقافي والتراثي وسرقة الآثار، أكدت معاونته منى الجندي أن نشاطات المنظمة تستهدف تمكين المرأة واستقطاب أكبر عدد ممكن في ظل الأزمة التي تتعرض لها البلاد.
بدوره دعا حسين الحمد من وزارة السياحة إلى الاستفادة من الحرف الثقافية والتاريخية وتدريب ذوي الإعاقات والسيدات ومصابي الحرب على الإنتاج، وضرورة الترويج والتسويق لهذا الإرث، مشيراً إلى غياب العلامة التجارية عن المصنوعات اليدوية التي تأخذ وقتاً ودقة في العمل على حين الآلة تصنع مئات القطع خلال ساعة.
وبينت الفنانة التشكيلية ريم الحمش ضرورة تبادل الزيارات الميدانية بين الحرفيات في الأقطار العربية وتشجيع المعارض المحلية والاشتراك في المعارض الدولية وإيجاد حوافز لتشجيع الإبداع في الميادين.