شؤون محلية

مواطن «نقاق»..!!

هني الحمدان : 

كان اللـه في عون المواطن السوري، صبر ومازال يكابد، تحمل رفع الأسعار وزيادات الضرائب وتبعاتها، بقي يتلقى الصدمات المتوالية، لأجل استقرار وطنه وحماية مقدرات بلده… ورغم ما اعتراه من ويلات ونكسات اقتصادية واجتماعية كبرى، فالحكومة وأجهزتها مطالبة هي الأخرى بتكريم هذا المواطن الذي طالما دفعت جيوبه ثمن الهدر المالي الرسمي والإنفاق غير الرشيد للحكومات وأجهزتها، وحمل على أكتافه إخفاق السياسات الاقتصادية في السنوات الماضية..!
تحديات يومية آخذة بالتفاقم وخاصة تلك المتعلقة بالأمن المعيشي للمواطن، ومع كل إطلالة لجهاتنا وتأكيداتها «الخلبية» على حماية مواطنها، تزداد أسعار المعيشة من جديد، ومع كل تأكيد لحماية المواطن تشتعل زيادة مادة ما، لترافقها سلسلة زيادات إضافية… وحكومتنا لا تفكر إلا في كسب المال السريع وفي كيفية تحصيله لتوريده مباشرة للخزينة من دون أي اعتبار لواقع وتداعيات أي قرار زيادة ما على مادة استهلاكية يتعاطى معها المواطن يومياً، سواء أكانت غذائية، أم مادة طاقوية تستخدم في التنقلات وغيرها..!!
زادت الأعباء وبحدة، لا كهرباء، ولا حتى مياه، ناهيك عن غلاء المعيشة لحدود قاسية جداً، وزاد في الطنبور نغماً، غضب الجو بموجة الحر القائظ، أتعبت الصدور وأحرقت الزرع والشجر.. وفوق كل ذلك يسمع المواطن تحذيرات لا تسمن ولا تشبع.. وكأنها من باب الضحك على الذقون.. فكل شيء بات مكشوفاً..!!
حماية المواطن يجب أن تكون أولوية حقيقية، صحيح أن هناك ظروفاً صعبة وتحديات أخرى، لكن أيضاً مطالب المواطن ليست بتلك المعجزات الكبيرة، يحتاج إلى شبكة أمان متكاملة قوامها الكهرباء والمياه ووو..
أما إذا كانت بالأمر الصعب جداً، فخير ما تفعله جهاتنا هو السكوت، من باب احترام هذا المواطن، لا ترديد خطابات سرعان ما تتبخر بقرارات تزيد الواقع بؤساً.. وكأن المواطن آخر الاهتمامات..!!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن