العودة الله: الأوائل من المدارس الحكومية
| درعا – الوطن
لا ينقطع حديث الأهالي في محافظة درعا عن تفاوت إعطاء المدرسين بين المدارس العامة والخاصة، وأن بعض المدرسين لا يبذل الجهد المطلوب ولا يستخدم كامل المهارات والخبرات التي يمتلكها في شرح الدروس للطلاب ضمن المدارس العامة، وذلك على عكس أدائهم في الدروس والمعاهد الخاصة، إذ تجدهم فيها وكلهم حيوية ونشاط وتفاعل مع الطلاب وتتعدد لديهم الأساليب والطرق التعليمية، وأشار الأهالي إلى أن هذه المهنة ينبغي ألا تجرد من قيمتها كرسالة نبيلة بدافع الكسب المادي.
وتحدث كثيرون عن فحش أجر الدروس الخصوصية الذي ساد في السنوات الأخيرة، إذ يصل أجر الجلسة الواحدة إلى أكثر من 3 آلاف ليرة سورية، وبالطبع لا يقدر على ذلك إلا قلة قليلة جداً من الميسورين ماديا، لافتين إلى أن ذلك يحدث نتيجة عدم وجود أي تسعيرة استرشادية ومرجعية رقابية تضع حدا للاستغلال الحاصل، وتساءلوا: لماذا لا يسمح مثلاً للمهندسين بفتح مكاتب هندسة وللصيادلة بفتح صيدليات إذا كانوا موظفين، على حين يسمح للمدرسين الموظفين العمل في مدارس خاصة وحتى ضمن أوقات الدوام الرسمي نتيجة تفريغ أيام لهم أو تفصيل البرامج على مقاسهم؟
من جهته مدير تربية درعا محمد خير أحمد العودة اللـه أشار لـ«الوطن» بأن الانطباع السائد بأن التعليم في الخاص أفضل منه في العام غير دقيق، بدليل أن معظم الأوائل على مستوى المحافظة هم من مخرجات المدارس العامة، وعلى سبيل المثال فإن العشرة الأوائل في جميع الشهادات للعام الدراسي الفائت كانوا كلهم من المدارس الحكومية.
ولفت إلى أن الالتحاق بالمدارس الخاصة يحدث من باب العدوى والمشابهة، والعمل جار لاستمرار تفعيل دور الموجهين التربويين والاختصاصيين في تقييم مستوى الأداء للمدرسين ورفع اللائحة التوجيهية بذلك، كما جرى التوجيه لجميع المدارس ببناء البرامج بما يخدم مصلحة الطالب بالدرجة الأولى وستتم المحاسبة حال مخالفة ذلك. وأضاف العودة اللـه بأن الدروس الخصوصية أصبحت موضة وتعود الطالب على الإتكالية وتقلل من قدراته على الدراسة بالاعتماد على الذات، وقد يحتاج طالب الشهادة إلى جلسات محدودة لسبر معلوماته وتقييم مستواه أو حل تمارين إضافية ونماذج دورات، لكن ليس إلى حد أخذ جلسات يومية على مدار العام ولكامل المنهاج، لأن المدرسة تؤدي ذلك، وبالنسبة لأسعار الدروس الخصوصية ذكر مدير التربية أنها تتم بالاتفاق بين الأهل والمدرسين ولا علاقة للتربية بها، وعلى الأهل ألا ينجروا وراء طمع بعض المدرسين بدفع أجور باهظة.