منظمة الحظر الشامل للتجارب النووية ليست لديها معدات مراقبة في إيران … لودريان: مواقف واشنطن «عامل مخل» بالاتفاق النووي ونعارضها.. وطهران: نتمسك ببرنامجنا الصاروخي
قال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية مسعود جزائري أمس: إن بلاده ستمضي قدماً في برنامجها الصاروخي رغم الضغوط الغربية.
وفي تصريحات له أوضح جزائري أن «البرنامج الصاروخي الإيراني سيستمر دون توقف وليس من حق القوى الأجنبية التدخل في هذا الأمر»، مشيراً إلى أنه «من غير المسموح لأي مسؤول إيراني بحث هذه القضية مع أجانب».
وتأتي تصريحات جزائري تزامناً مع زيارة يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمس إلى طهران التقى خلالها بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني الذي أبلغ الوزير الفرنسي بأنّ على كل الأطراف والمجتمع الدولي الحفاظ على الاتفاق النووي، مشدداً على أنّ عدم الالتزام به من البعض «لم يعد مقبولاً»، واعتبر أن عدم نجاح الاتفاق سيؤدي إلى فشل باقي الاتفاقيات الدولية ومنطق الحوار لحل القضايا العالمية.
وبحسب شمخاني فإنّ سياسة أوروبا بمنح الولايات المتحدة بعض الامتيازات لضمان بقائها في الاتفاق «غير صحيحة» وتعني «الاستسلام أمام الحرب النفسية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب».
وأضاف شمخاني: «لولا تصدي إيران للإرهاب لكانت أزمة الأمن وعدم الاستقرار قد طالت أوروبا ولا سيما فرنسا»، مضيفاً: إن عدم التصدي للتنظيمات الإرهابية المعارضة لإيران والمقيمة في فرنسا «يتعارض مع مسؤوليات باريس الدولية ولا يعزز مسيرة تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين».
وعن مشروع القرار الأوروبي الأخير حول اليمن قال شمخاني: إنه كان «مُحبِطاً ودليلاً على لا مبالاة الدول الغربية حيال الإبادة الجماعية وعمليات انتهاك حقوق الإنسان التي يتعرض لها الشعب اليمني».
بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي لشمخاني: إن حكومة بلاده تكرر تأكيدها «ضرورة التزام أطراف الاتفاق النووي كافة بتعهداتها»، وإنها تعتبر المواقف الأميركية «عاملاً مخلاً» بالاتفاق وتعارضها.
وأضاف: إنه «سيتم الإعلان عن حلول جديدة من أجل حصول انفراجات جادة في العلاقات المالية والمصرفية بين إيران وفرنسا».
إلى ذلك نظم طلاب جامعيون إيرانيون وقفة أمام مطار مهر آباد الدولي احتجاجاً على زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى طهران أمس.
وحمل المشاركون في الوقفة الاحتجاجية لافتات تندد بالموقف الفرنسي من برنامج الصواريخ الدفاعية الإيرانية مطالبين بمواصلته.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قال الأحد عشية زيارة وزير الخارجية الفرنسي لطهران: إن «هواجس باريس حول سياسة إيران الإقليمية مجرد أوهام»، مؤكداً أن بلاده «لن تأخذ رخصة أو موافقة أي كان في تحديد سياستها الدفاعية الصاروخية».
كما نقلت وسائل إعلام إيرانية عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله في تصريح له الأحد: إن «الولايات المتحدة لم تنفذ تعهداتها بموجب الاتفاق النووي الإيراني ومنعت الدول الأوروبية أيضاً إلى حد ما تنفيذ التزاماتها بهذا الخصوص».
وتأتي زيارة وزير الخارجية الفرنسي لإيران للتشديد على «التزام أوروبا بالاتفاق النووي» الذي توصلت إليه قوى عالمية مع طهران، لكنه سيطرح أيضاً مخاوف أثارها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي هدد بالانسحاب من الاتفاق.
وفي سياق متصل أكد قاسمي أن منظمة الحظر الشامل للتجارب النووية ليس لديها أي مواقع أو معدات مراقبة في إيران.
ونقلت وكالة مهر للأنباء عن قاسمي قوله رداً على ادعاء موقع مونيتور الأميركي حول إصدار واشنطن إذناً بتصدير معدات المراقبة إلى إيران بهدف تشديد الرقابة على تنفيذ الاتفاق النووي والبرنامج النووي الإيراني: «الخبر الذي نشره الموقع المذكور مشوّه والمعلومات التي تضمنها حول إيران خاطئة وغير حقيقية».
وأضاف: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقعت على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية «إس تي بي تي» لكنها لم تصدق عليها ومن هذا المنطلق فإنه ليس لهذه المنظمة أي مواقع أو معدات للمراقبة النشطة في إيران ولم يتم إرسال أي معلومات من إيران إليها.
يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تبنت المعاهدة في الـ10 من أيلول 1996 ومنذ ذلك الحين وقعت عليها 183 دولة لكن المعاهدة لا يمكن أن تدخل حيز التنفيذ قبل أن تصدق عليها الدول الـ44 المذكورة في ملحقها الثاني.
الميادين- سانا