قافلة مساعدات تدخل إلى الغوطة الشرقية بالتنسيق مع الحكومة السورية … الجيش يسيطر على المحمدية ويقترب من دوما ومن حصار حرستا بالكامل
| موفق محمد – الوطن
على نحو متدحرج سارت عمليات الجيش السوري المستمرة في الغوطة الشرقية نحو انتزاع المزيد من القرى والمناطق من قبضة الإرهاب، وصولاً إلى إعلان الإنجاز الأهم، وعزل مناطق الميليشيات الإرهابية في دوما وحرستا عن بعضها البعض، تمهيدا لاقتلاع الإرهاب منها.
وعلى حين لا تزال المجموعات المسلحة مستمرة بمنع خروج المدنيين، دخلت قافلة مساعدات إلى دوما بعد التنسيق مع الحكومة السورية، وسط أنباء عن وعود بإطلاق المدنيين، مقابل الحصول على مساعدات إنسانية.
الإعلام الحربي قال إن الجيش السوري واصل عملياته في الغوطة الشرقية، وسيطر على بلدة المحمدية غرب بلدة بيت نايم، بعد مواجهات مع المجموعات الإرهابية المنتشرة في المنطقة.
الإعلام الحربي ذكر أيضاً أن الجيش بسط سيطرته على عدد من المزارع والنقاط جنوب شرق مشفى البيروني شرق مدينة حرستا، بعد مواجهات مع أحرار الشام، وباتت قواته على بعد 1 كلم عن كازية البيروني، وبالتالي حصار المسلحين في ما بقي لهم من مساحة في مدينة حرستا بشكل كامل.
في الأثناء أفادت مصادر أهلية لـ«الوطن»، أن وحدات من الجيش سيطرت على ما نسبته 40 بالمئة من مناطق سيطرة مسلحي «النصرة» والميليشيات المتحالفة معها في الغوطة، وباتت تبعد 2 كم عن مدينة دوما.
وأمس دخلت بعد التنسيق مع الحكومة السورية، قافلة مساعدات مشتركة بين الهلال الأحمر العربي السوري والأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية انجي صدقي في تصريح لـ«الوطن» عصر أمس: إن القافلة مشتركة بين الهلال الأحمر العربي السوري والأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وهي «حالياً في مدينة دوما ويجري تفريغها ومؤلفة من 46 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والطبية»، وأوضحت أن المواد الغذائية تكفي لـ27500 شخص.
وإن كان تم التنسيق والتعاون مع الحكومة السورية لإدخال القافلة، قالت صدقي: إن أي عملية يتم تنفيذها على الأرض يجري التنسيق بشأنها مع جميع الأطراف المتصارعة على الأرض حتى لا تحصل أي أضرار للقافلة ومن فيها.
واعتبرت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن إدخال قافلة المساعدات «خطوة ايجابية جداً ولو أنها صغيرة»، وأعربت عن تمنياتها في أن «نتمكن في الأيام القادمة من إدخال مزيد من المساعدات» إلى الغوطة، ولفتت إلى أنه «لدينا مؤشرات إيجابية بأنه يمكن أن يتم إدخال مساعدات في الأيام المقبلة ولكن لا يوجد أي تأكيدات في أي يوم سيتم ذلك».
وفي وقت سابق من يوم أمس، أكدت «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية» أن القافلة تخطط للوصول إلى الغوطة، وهي تضم إضافة للشاحنات مستشفى ميدانياً.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية علي الزعتري في حديث نقله الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: «إن دخول القافلة الإنسانية الأممية لا يدخل ضمن بند هدنة الخمس ساعات اليومية، بل وفق ضمانات باستمرار وقف إطلاق النار حتى الانتهاء من إيصال المساعدات في دوما»، موضحاً أن تفريغ الشاحنات يحتاج لساعات طويلة يمكن أن تستمر حتى ساعات الليل المتأخرة.
وكشف الزعتري عن أن دخول قافلة ثانية يوم الخميس، يقوم على التنسيق مع الجهات الرسمية والجانب الروسي لتسهيل دخولها إلى الغوطة الشرقية.
من جهته كشف مركز المصالحة الروسي أن المسلحين في الغوطة وعدوا الجيش السوري بإطلاق المدنيين، مقابل الحصول على مساعدات إنسانية، غير أن «النصرة» والميليشيات المسلحة واصلت احتجاز المدنيين ومنعهم من المغادرة من خلال الممر الآمن المؤدي إلى مخيم الوافدين لليوم السابع على التوالي، وفقاً لـ«سانا»، وذكرت الوكالة، أن المجموعات الإرهابية في الغوطة لا تزال تمنع المدنيين من الخروج حيث لم يخرج أي مدني حتى الآن.
كما استمرت الميليشيات المسلحة بعدم التزامها بقرار مجلس الأمن 2401 حول وقف الأعمال العدائية، وأطلق مسلحو «النصرة» عدة قذائف هاون على مشفى تشرين، ما تسبب بإصابة 7 من المراجعين إلى المشفى إصابات بعضهم خطرة، كما ألحق الاعتداء الإرهابي أضراراً مادية في المكان.
ونقل نشطاء عن مصدر في قيادة الشرطة تأكيده سقوط عدد من القذائف على محيط ضاحية الأسد والعباسيين وعلى منطقة باب توما بدمشق، ما تسبب بأضرار مادية.