طالب الغرب بتحقيق نزيه بشأن عدوان «التحالف الدولي» على الرقة والموصل … بوتين: اتهام الجيش السوري باستخدام الكيميائي مفبرك
| وكالات
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن اقتناعه بأن الاتهامات الموجهة إلى الجيش العربي السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية مفبركة وتصب في مصلحة الإرهابيين، وطالب الدول الغربية بإجراء تحقيق شفاف ونزيه بشأن هجمات «التحالف الدولي» المزعوم، بقيادة الولايات المتحدة التي طالت المدنيين في مدينتي الرقة والموصل.
وقال بوتين في مقابلة مع قناة «إن بي سي» الأميركية، وفق وكالة «سانا» للأنباء: «انظروا إلى مدينة الموصل دمروا كل شيء، كذلك الأمر في مدينة الرقة وحتى الآن ما زالت جثث المدنيين تحت الأنقاض ولم تدفن. أنتم لا ترغبون في أن تتذكروا ذلك».
وكان التحالف غير الشرعي الذي تقوده الولايات المتحدة بزعم محاربة تنظيم داعش الإرهابي أقر مؤخراً بقتله أكثر من 841 مدنياً في غارات نفذها طيرانه في سورية والعراق منذ عام 2014 بينما يؤكد مراقبون أن هذه الأرقام تجافي الحقيقة حيث وثقت جماعة «إير وورز» للمراقبة في إحصاء أعدته مؤخراً مقتل 5961 مدنياً على الأقل في ضربات جوية للتحالف.
كذلك، أعرب الرئيس الروسي عن اقتناعه بأن الاتهامات الموجهة إلى الجيش العربي السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية مفبركة وتصب في مصلحة الإرهابيين.
وأشار بوتين، في المقابلة، بحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني إلى أن الحكومة السورية قد أتلفت ترسانتها الكيميائية، مؤكداً علم موسكو بتخطيط المسلحين لتزييف هجمات كيميائية من قبل الجيش، على غرار الاستفزازات التي قد حدثت في الماضي، لاستخدامها لاحقاً كحجة لتوحيد الجهود الدولية في محاربة الرئيس بشار الأسد.
وقارن الرئيس هذه الاتهامات بخطاب وزير الخارجية الأميركي حينئذ كولن باول في مجلس الأمن الدولي عام 2003، حين كان عميد الدبلوماسية الأميركية يلمح بأنبوبة اختبار مدعياً أنها تحتوي على عينات تثبت امتلاك السلطات العراقية أسلحة الدمار الشامل، وتبين لاحقاً أن ذلك كان كذباً استخدم كذريعة لغزو العراق.
وانتقد بوتين التحقيق الأممي في حالات استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية والذي يحمّل دمشق المسؤولية عن هذه الهجمات، قائلاً: إن «هذا التحقيق لم يكن جدياً».
وكذّب بوتين أنباء تتحدث عن حيلولة موسكو من دون إجراء تحقيقات مفصلة على الأرض في استخدام الكيميائي بسورية، مشدداً على أن روسيا كانت ولا تزال تطالب بإجراء تحقيق شامل في الموضوع لمعاقبة المسؤولين.
والجمعة، اقترحت السفارة الروسية لدى الولايات المتحدة على واشنطن تنفيذ القرارات الدولية حول سورية بشكل مشترك، داعية إياها إلى وقف تحريض المسلحين من جبهة النصرة الإرهابية الذين يستخدمون المدنيين كدروع.
وقالت السفارة الروسية، وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: «لنعمل ما لم تنجح الولايات المتحدة في تحقيقه في الرقة والموصل وخاصة ضمان الممرات الإنسانية ودعم القافلات الأممية وإجلاء المدنيين».
ويأتي هذا التصريح رداً على تعليق المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت على التهاني الموجهة إليها من قبل الدبلوماسيين الروس بمناسبة عيد المرأة العالمي والذي دعت فيه موسكو لـ»مراعاة التزاماتها الدولية» و«وقف قصف المدنيين في سورية».
وبعد سنة على استعادة الموصل والرقة، اعتبر المتحدث باسم «التحالف الدولي» المزعوم الكولونيل الأميركي راين ديلون، أول من أمس، بحسب وكالة «أ ف ب»، أنه طرأ تغير على المعركة ضد تنظيم داعش مع التركيز على نشر الاستقرار في المناطق المستعادة.
وقال ديلون للصحفيين من لندن: إنه «عدا عن النجاحات العسكرية الرئيسية (طرد داعش من الموصل والرقة)، يستمر الانتصار على تنظيم داعش عبر دعم التحالف المستمر للاستقرار في المناطق المحررة».
من جهته، قال مساعد المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب لدى «التحالف الدولي» تيري وولف، بحسب وكالة «أ ف ب»: إن «الحرب ضد داعش ستكون مختلفة خلال هذه السنة».
وأضاف وولف: إنه في 2017 «سجلنا عدة مكاسب وبات علينا أن نعيد توجيه بعض التكتيكات والموارد (…) الأمر يتعلق بالتصدي لقدرة داعش على شن هجمات إرهابية ونشر الدعاية وتجنيد الأنصار»، مشيراً إلى تغير رسالة التنظيم المتطرف. وقال: «قبل ثلاث سنوات كانت رسالة داعش: هناك خلافة وعلى الجميع الالتحاق بها. واليوم الرسالة هي: ابقوا حيث إنتم ونفذوا هجمات إرهابية».