قضايا وآراء

إسرائيل تلوح بالحرب لزيادة ردعها المتآكل

| تحسين الحلبي

بدأ الحديث في وسائل الإعلام الإسرائيلية والأوروبية يزداد في الأسبوعين الماضيين عن «الأخطار التي تهدد المصالح الأميركية في المنطقة» فقد نشرت صحيفة (الغيماينير) الألمانية في الـ8 من آذار الجاري أن تقريراً استخباراتياً أميركياً سلط الضوء على الأخطار المحدقة من إيران وحزب الله على الأمن الأميركي وأن (دانيال كوتس) مدير وكالة (المخابرات القومية الأميركية) (إن آي إي) قدم للكونغرس تقريراً عن الأخطار التي تواجه الأمن الأميركي في عام 2018.
ووضع في مقدمة هذه الأخطار إيران وقدراتها في تكنولوجيا (السايبير) والصواريخ ودعمها لحزب الله والمنظمات الفلسطينية ولسورية، ويشير التقرير إلى تزايد النفوذ الروسي والصيني في المنطقة وتأثيره الذي جعل بعض حلفاء واشنطن يعتقدون أن الضعف الأميركي سيغير قواعد لعبة التحالفات ويبعدهم عن واشنطن.
وعلى الجهة الأخرى من هذا التقرير بدأت إسرائيل تستغل المناورة العسكرية التي تقوم بتنفيذها في فلسطين المحتلة منذ عام 1948 بمشاركة 2500 جندي أميركي.
ويشير إلى أن هذه المناورة تشكل جزءاً من خطة واشنطن وإسرائيل للاستعداد لحرب مقبلة في هذا العام 2018 فقد ذكر العميد (نيسان ألون) رئيس قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي أن (هذا العام 2018 من المحتمل أن يشهد تصعيداً في النزاع العسكري في المنطقة بسبب التدهور التدريجي في علاقات دول المنطقة».
وحاولت وسائل الإعلام الإسرائيلية تركيز تهديدها على إيران وحزب الله وذكرت أن هذه المناورة العسكرية تتزامن مع توتر متصاعد مع إيران وقال (تسفيكا حاييموفيتش) قائد سلاح الجو الإسرائيلي في شباط الماضي أن هدف المناورات العسكرية بمشاركة 2500 جندي أميركي مع الجيش الإسرائيلي هدفها زيادة استعدادات الجيش لحرب ستكون الصواريخ ومضادات الصواريخ أهم الأسلحة المستخدمة فيها.
لكنه من الواضح بموجب سجل التهديدات الإسرائيلية والظروف المحيطة بإسرائيل الآن أن القيادة الإسرائيلية تسعى إلى تحقيق عدد من الأهداف:
أولاً: محاولة زيادة قدرة الردع وإبرازها بعد انتصارات سورية في الغوطة الشرقية.
ثانياً: استغلال أجواء الانتخابات البرلمانية المقبلة في لبنان بعد شهرين لتحريض الناخبين على حزب الله والقوى والأحزاب اللبنانية التي تدعمه بعدم السماح بزيادة نفوذ ودور هذه القوى لأن زيادة نفوذها ستدفع بإسرائيل إلى شن حرب على لبنان.
3- زيادة الجهود الإسرائيلية لتوريط إدارة ترامب بتصعيد عسكري ضد إيران وحزب الله وسورية… وأمام هذه الأهداف الإسرائيلية يتضح من المناورة العسكرية الإسرائيلية- الأميركية المشتركة والتصريحات التي رافقتها من الجانبين أن إسرائيل لم يعد في مقدورها شن حرب من جهة الشمال على سورية وحزب الله وحدها ما دامت القوة الإقليمية التي يشكلها أطراف محور المقاومة طهران ودمشق وحزب الله أصبحت ذات قدرة لا تستطيع إسرائيل مواجهتها وحدها إلا إذا قررت واشنطن أن تشارك مباشرة في الحرب إلى جانب إسرائيل، وهذا ما لا يمكن لإدارة ترامب القيام به خصوصاً بعد أن أصبح العراق قوة احتياطية لإيران وسورية عند أي حروب شاملة في الشرق الأوسط ويعترف مسؤولون في البنتاغون سابقاً أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تجنب خوض حرب مباشرة على إيران حين كان لديه 120 ألفاً من الجنود الأميركيين في العراق لأنها ستكون حرباً فاشلة وستزيد الأخطار على المصالح الأميركية في كل منطقة الشرق الأوسط ولذلك ستبقى تهديدات إسرائيل مجرد تصريحات إعلامية تريد أن تخفي من خلالها مظاهر ضعفها أمام جبهة الشمال وامتدادها إلى طهران.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن