سورية

مفاوضات لإخراج 600 مسلح من ممر «جسرين – المليحة».. و«النصرة» تواصل استهداف «الآمن» في مخيم الوافدين … الجيش انتزع مسرابا وعزل حرستا بالكامل عن دوما

| الوطن – وكالات

لم تتوقف الماكينة العسكرية للجيش العربي السوري عن حياكة ثوب استعادة غوطة دمشق الشرقية، حيث واصل عملياته أمس وبسط سيطرته الكاملة على مسرابا، وتقدم في مديرا وعدة مناطق ومزارع، في وقت تمكن فيه من محاصرة حرستا وعزلها بالكامل عن دوما.
جاء ذلك على حين تجري مفاوضات لإخراج 600 مسلح من الممر الإنساني في جسرين – المليحة، ومواصلة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي احتجاز المدنيين واستهداف الممر الآمن في مخيم الوافدين.
وذكرت مصادر أهلية لـــ«الوطن»، أن الجيش سيطر أمس على بلدة مسرابا بالكامل وضبط فيها كميات كبيرة من الذخيرة والأسلحة بعضها فرنسي الصنع تركها المسلحون خلفهم قبل فرارهم، على حين واصل تقدمه في عمق الغوطة، مؤمناً المزارع بين بيت سوى ومسرابا.
وفي وقت سابق من يوم أمس، ذكرت وكالة «سانا» للأنباء، أن وحدات الجيش حققت تقدماً جديداً في عملياتها على أوكار مسلحي «النصرة» والميليشيات المتحالفة معها، على محور بلدة مسرابا ومزارع أفتريس بالغوطة الشرقية.
وبينت الوكالة أن العمليات العسكرية تركزت خلال الساعات القليلة الماضية على أوكار الإرهابيين في محور بلدتي مسرابا ومديرا وذلك بهدف قطع خطوط إمدادهم بين شمال الغوطة وجنوبها تمهيداً لاجتثاثهم بشكل كامل.
ولفتت إلى أن وحدات الجيش حققت تقدماً كبيراً في عملياتها ضد الإرهابيين في بلدة مسرابا وسط انهيار كبير في صفوفهم نتيجة التقدم الكبير للجيش والخسائر الفادحة التي تكبدوها خلال المعارك الأخيرة.
وبينت «سانا» أن وحدات الجيش تقدمت في عملياتها داخل مزارع بلدة أفتريس بعد تكبيد التنظيمات الإرهابية خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.
وعقب ذلك، أفادت الوكالة، بأن وحدات من الجيش، قامت بتأمين خروج عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال كان مسلحو «النصرة» يحتجزونهم كدروع بشرية داخل أحد الأقبية في مسرابا.
ولفتت إلى أنه تم نقل المدنيين المحررين من البلدة إلى أحد مراكز الإقامة المؤقتة وتأمين جميع احتياجاتهم الأساسية.
وأشار أفراد العائلات المحررة إلى أنهم رفضوا الخروج مع أفراد التنظيمات الإرهابية من بلدة مسرابا وبقوا بانتظار وصول وحدات الجيش لتحريرهم وتأمين نقلهم إلى مناطق آمنة.
في الأثناء، سيطر وحدات من الجيش على عدد من المزارع شمال شرق وجنوب بلدة الريحان، وعلى عدد من المزارع شمال وجنوب بلدة أفتريس وجنوب غرب بلدة حوش الأشعري وتقدمت في بلدة مديرا، وفق ما ذكرت المصادر الأهلية، على حين أعلن لواء القدس الفلسطيني محاصرة حرستا وعزلها بالكامل عن مدينة دوما، بحسب ما ذكرت مصادر أهلية.
وأضافت المصادر: إن الجيش حاصر مسلحي «النصرة» والميليشيات المتحالفة معها في مدينة حرستا ناريا بشكل شبه كامل بعد سيطرته على «كازية كيلاني» الواقعة على أتوستراد دوما – حرستا، وانه حقق تقدماً على محور مزارع حرستا.
وترافق ذلك مع فتح الجيش طريقاً آمناً جديداً للمدنيين في حرستا قرب الموارد المائية.
وفي السياق، أفادت مصادر أهلية، بأن الجيش فجر أمس سيارة مفخخة يقودها انتحاري كانت متجهة إلى بلدة المحمدية، على حين دمر الطيران الحربي مستودع ذخيرة لمسلحي «النصرة» في بلدة جسرين، ووجه ضربات جوية لمعاقل مسلحي التنظيم في مديرا وجسرين وعربين وبساتين حرستا.
إلى ذلك، نقلت وكالة «سبوتنيك» للأنباء، عن أحد شيوخ العشائر من مدينة دير الزور والعامل في شؤون المصالحة السورية قوله من معبر جسرين- المليحة: «هناك مفاوضات جارية لإخراج 600 مسلح من الممر الإنساني الجديد جسرين – المليحة».
وأضاف: ترقبوا في أقرب وقت خروج 600 مسلح من الغوطة وبالتحديد سوف يخرجون من الممر الإنساني الجديد ونحن نعدكم بذلك»، لافتاً إلى أن لجان المصالحة السورية وبالتعاون مع الحكومة السورية قامت بتجهيز الباصات لنقلهم خارج الغوطة بعد خروجهم وتسليم أنفسهم.
على خط مواز واصل مسلحو «النصرة» لليوم الثاني عشر على التوالي منعهم المدنيين من الخروج عبر الممر الآمن في مخيم الوافدين.
وأفادت «سانا» بأن فترة التهدئة اليومية المحددة لإفساح المجال لخروج المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية انتهت عند الساعة الـ2 ظهراً من دون خروج أي مدني بسبب استمرار التنظيمات الإرهابية في احتجازهم واتخاذهم كرهائن ودروع بشرية.
ولفتت إلى أن مسلحي «النصرة» استهدفوا خلال فترة التهدئة ممر مخيم الوافدين بعدة قذائف سقطت في محيطه وذلك للضغط على الأهالي ومنعهم من الاقتراب باتجاه الممر.
وفي وقت لاحق ذكرت الوكالة، أن نيران أطلقت على عائلات حاولت الخروج باتجاه بلدة المليحة، ما أدى إلى استشهاد امرأة و3 من أطفالها، على حين خرجت تظاهرات حاشدة ضد المسلحين في بلدة حمورية ترفع الإعلام السورية وتطالب بإخراج المسلحين من الغوطة الشرقية ودخول الجيش لحماية الأهالي منهم، بحسب مصادر أهلية.
في المقابل، ذكرت صفحات على موقع «فيسبوك»، أن 14 قذيفة سقطت أمس في محيط مشفيي البيروني والشرطة ومساكن الشرطة وضاحية الأسد أطلقها مسلحو الغوطة، تسببت بأضرار مادية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن