رياضة

في الجولة الأولى من إياب بطولة الاتحاد الآسيوي … مواجهة نارية متجددة بين الجيش والعهد اللبناني

| نورس النجار

تدخل بطولة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مرحلة جديدة من الإثارة والتنافس الساخن عندما تنطلق مباريات الإياب اليوم، الفرق مازالت على نسق واحد ولم يستطع أي فريق حسم تأهله، لذلك فإن مباريات اليوم بين الجيش والعهد عند الخامسة والنصف ستأخذ طابعاً مغايراً لمباريات الذهاب، فهدر النقاط ممنوع، والتعويض مطلوب.

ففي المجموعة الثانية التي تضم الجيش والعهد اللبناني والزوراء العراقي والمنامة البحريني فإن الأمور مازالت معلقة بين الفرق الأربعة وخصوصاً أن الفوارق بينها مازالت ضئيلة ويمكن تعويضها، فالصدارة اليوم للعهد اللبناني بخمس نقاط ثم الجيش بثلاث، وتوقف رصيد الزوراء عند نقطتين والمنامة بنقطة وتنتظرهما مباراة مؤجلة فإن فاز بها الزوراء صار رصيده خمس نقاط كالعهد ويخرج المنامة من المنافسة وإن فاز المنامة يرتقِ إلى أربع نقاط وتتجدد آماله بالمنافسة، لذلك فالموقف مازال ضبابياً ويمكن أن تعطينا مباراتا الجولة القادمة التي ستقام اليوم صورة أكثر وضوحاً عن شكل المنافسة.

لا حلول وسطاً

الجيش الذي أنهى مباريات الذهاب بالتعادل في المباريات الثلاث لم تعد هذه التعادلات تجدي نفعاً في مباريات الإياب، فالتعادل أفقد فريقنا العسكري ست نقاط أي ما يعادل خسارتين، لذلك علينا ألا نفرح كثيراً بالتعادل لأنه أقرب إلى الخسارة منه إلى الفوز.

إذا افترضنا أن المباراة المؤجلة بين الزوراء والمنامة انتهت إلى التعادل أو فاز بها أحد الفريقين فإن موقع فريق الجيش هو الثالث بالمجموعة، ومن هذه الحقيقة يجب أن ينطلق في رحلة الإياب ليعوض ما فاته بالذهاب.
ومن هنا فإن طريق العودة نحو المنافسة واعتلاء القمة يجب أن يبدأ بالفوز على العهد وهو ضروري وحاسم للأسباب التالية:
أولاً: يرتقي بالفوز إلى المقدمة ويرفع رصيده إلى ست نقاط.

ثانياً: يزيح عن طريقه أحد الفرق القوية المؤهلة للصدارة أو التأهل من بوابة أفضل فريق يحتل المركز الثاني بين المجموعات الثلاث، لذلك فالمباراة تعتبر مفرق طرق لفريق الجيش بالدرجة الأولى وللفريق اللبناني أيضاً، وهذا الأمر يدركه الضيف الذي سنواجهه على ملعب خليفة في البحرين ويستعد له ليمضي بالصدارة مرتاحاً متربعاً على القمة بانتظار المباراة الحاسمة التي ستجمعه مع الزوراء العراقي.
من هذه المعطيات نجد أن المباراة ستأخذ منحى مباراة الكؤوس بين الفريقين فلا حلول وسطاً ولابد من فائز فيها ليمضي طريقه بسلام إلى الأدوار الأخرى.

قوة الخصم

فريق العهد ضيف الجيش من الفرق الحديثة القوية وهو غير العهد الذي نعرفه في السنوات الماضية وقد كان طري العود، وسبق أن فاز عليه الجيش 6/3 وتعادلا 1/1 في موسم 2010، لكن علينا ألا ننسى أن العهد فاز على الوحدة 4/صفر في دور الـ16 من موسم 2016، وهذا يشير إلى ارتقاء الفريق بالأداء والمستوى وهذا ما لحظناه بمباراة الذهاب بينهما قبل أسبوع عندما كان العهد يشكل خطراً دائماً وخصوصاً في الدقائق الأخيرة من المباراة عندما أضاع لاعبوه العديد من الفرص المباشرة تكفل ببعضها دفاعنا وتكفل ببعضها الآخر الحارس، ولدى فريق العهد الكثير من الأوراق الرابحة أهمها خط الهجوم الذي يقوده الإيفواري إدريس مع أحمد زريق صاحب هدف العهد بمرمانا.

وقوة العهد نجدها من سيطرته على الدوري اللبناني حيث لم يخسر في 18 مباراة وهو يغرد بالصدارة وحيداً مع منافسة وحيدة من النجمة الذي يبتعد عنه بفارق نقطتين فقط وهو مؤهل للاحتفاظ بلقبه للموسم الثاني على التوالي، كما أنه منافس كبير على كأس لبنان.

الورقة الرابحة

رغم أن فريق الجيش أنهى معاناته مع التسجيل والعلّة التهديفية في الدوري المحلي عبر مشاركة لاعبي الوسط والدفاع في العمليات الهجومية وكان لهم الحصة الأكبر من التسجيل في الدوري، إلا أن ذلك لم نره في البطولة الآسيوية وربما كانت تعليمات المدرب للاعبي الدفاع أو الوسط المدافعين بعدم التقدم كثيراً والمجازفة خشية تعرض الفريق لأهداف غير محسوبة، لذلك لم يتلق الفريق في مبارياته الثلاث إلا هدفاً واحداً من العهد، كذلك لم يسجل إلا هدفاً واحداً وكان بمرمى العهد أيضاً، وإذا كان الشق الدفاعي أكثر من ممتاز فإن هذا لا يكفي، لأن التعادل وحده لا يكفي لبلوغ الأرب وتحقيق الهدف.
ونحن نعذر فريق الجيش الذي يحاول هذا الموسم بناء فريق شاب من لاعبين صغار السن ليكتسبوا الخبرة مع توالي المباريات، لذلك نجد أن أغلب لاعبيه من عداد المنتخب الأولمبي الذين لم يأخذوا حقهم الكامل مع المنتخب بعد أن وضعهم المدرب على صفوف الاحتياط وهم أحمد الأشقر وورد السلامة ومحمد عنز وفارس أرناؤوط وعبد الرحمن بركات وغيرهم.
وفي خط الهجوم لا نجد بقية اللاعبين التي تملك ثقلاً في المباريات الدولية كرضوان قلعجي وحسن عويد، لذلك لابد من البحث عن البدائل التي تعزّز القدرة الهجومية للفريق.
الورقة الرابحة للفريق نجدها اليوم في انضمام أحمد الصالح إلى الفريق القادم من الصين بعد أن أنهى رحلة احترافية مع فريق هينان جياني وفائدة انضمام الصالح تكمن في شيئين أساسيين، أولهما ستدفع عز الدين عوض إلى مواقع أكثر هجومية فتحرر قيوده الدفاعية والمهمات المكلف بها في الخط الخلفي، وثانيهما: نكسب قدرات الصالح في حسن تعامله مع الكرات الثابتة كالركلات الركنية وطريقة استفادته منها أو الركلات المباشرة التي تشكل خطراً على مرمى الخصوم، ولنا في مشاركته مع المنتخب خير دليل.
قصارى القول فإن مهمة الجيش في إياب البطولة الآسيوية ليست سهلة على الإطلاق، ولابد من إستراتيجية جيدة مع عامل المباغتة ليغير الفريق من صدمات التعادل التي وضعته على أعتاب الخروج المبكر من البطولة.

الفوز على العهد ليس عسيراً لكنه يتطلب جهداً مضاعفاً وعقلية هجومية شجاعة تؤمن بالفوز وهي أفضل من عقلية مترددة تؤمن بتجنب الخسارة، مع أمنياتنا لفريق الجيش بالتوفيق والنجاح وتجاوز عقبة التعادل بفوز يضع الفريق على طريق الصدارة والتأهل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن