أودت بحياة 7 مرضى في الفترة الماضية ولم تبادر وزارة الصحة إلى نقل المرضى … 400 مريض نفسي في مشفى ابن سينا يتعرضون لقذائف الإرهاب منذ عدة سنوات
| محمود الصالح
يبدو أن حال مرضى مشفى ابن سينا للأمراض النفسية لم يرد في حسابات وزارة الصحة لناحية التفكير خلال سنوات الأزمة بالبحث عن مكان آمن لهؤلاء المرضى، فقد تعاون عليهم المرض والمجموعات الإرهابية وإهمال وزارة الصحة لأحوالهم.
وبالعدوى انسحب الأمر إلى إدارة هذا المشفى التي لم تعد تهتم حتى بالرد على الإعلام للبحث في أوضاع هؤلاء المرضى، محاولات عديدة للتواصل مع إدارة مشفى ابن سينا للأمراض النفسية بدمشق لكن دون جدوى بسبب عدم الرد على الاتصالات ونحن نحاول أن نتعرف على واقع مشفى ابن سينا دون جدوى، على الرغم من المحاولات المتكررة مع المكتب الإعلامي في وزارة الصحة لم نحصل على ما نريد من معلومات عن المشفى.
مصادر خاصة أكدت للوطن وجود 400 إلى 500 مريض في مشفى ابن سينا في منطقة حرستنا تنهال عليهم قذائف المجموعات الإرهابية والتي أودت بحياة أكثر من 7 مرضى خلال الفترة الماضية، وعلى الرغم من بقاء الوضع على حاله في هذا المشفى لم تبادر وزارة الصحة إلى نقل هؤلاء المرضى في ظل واقع مزر لناحيتي الخدمات والإدارة لهذه المؤسسة الصحية التي كانت حتى وقت قريب مثالاً يحتذى في خدماتها. السؤال الذي يحتاج إلى إجابة: أين وزارة الصحة إزاء ما يعانيه مرضى مشفى ابن سينا.؟؟
في مشفى ابن رشد للأمراض النفسية ومعالجة الإدمان ليس الحال بأفضل مما هو عليه في ابن سينا نتيجة الترهل الإداري والتراجع في الخدمات المقدمة للمرضى الذين يراجعون المشفى حيث أفادنا المكتب الإعلامي في وزارة الصحة في ظل امتناع مديرة مشفى ابن رشد عن إعطاء المعلومات وعدم وجودها هي ومعاونها في المشفى خلال محاولاتنا الدائمة للتواصل معها، أن عدد من راجعوا مشفى ابن رشد خلال العام الماضي بلغ 313 مريضاً وفي العام الحالي وحتى الآن بلغ عدد المراجعين 81 مريضاً.
الحقيقة أنه على الرغم من وجود هذا النصف الفارغ من الكأس فيما يتعلق بواقع الخدمات المقدمة للمرضى النفسيين في ظل الأزمة، فإننا نؤكد جودة الخدمات المقدمة في مشفى ابن خلدون للأمراض النفسية بحلب حتى خلال فترة الأزمة ورغم معاناة مدينة حلب ومحاولات المجموعات الإرهابية بالدخول إلى مشفى ابن خلدون وتدميرها الجزء الأكبر منه، فضلاً عن قيام إدارة المشفى بافتتاح 3 مراكز في المناطق الآمنة في الفرقان والأكرمية والحمدانية لاستقبال المرضى وتقديم العلاج لهم، وبعد تحرير حلب في نهاية عام 2016 بادرت إدارة مشفى ابن خلدون إلى تفعيل المشفى الأساسي في الدويرينة ونقلت المرضى إلى الإقامة الدائمة.
وأكد مدير عام الهيئة العامة لمشفى ابن خلدون بسام الحايك أن المشفى يستقبل شهريا ما يزيد على 6 آلاف مراجع، ويقيم فيه 170 مريضاً بشكل دائم وقد كان العدد عند التحرير 70 مريضاً تقدم لهم جميع الخدمات.
وبين الحايك أنه تم خلال العام الماضي 2017 قبول أكثر من 2000 مريض، مؤكداً توافر جميع الأدوية على الرغم من صعوبة تأمين الأدوية الاستيرادية نتيجة الحصار المفروض على البلاد، إضافة إلى توافر التجهيزات الطبية، مشيراً إلى أنه كان في المشفى طبيب واحد مختص في معالجة الأمراض النفسية في بداية 2017 والآن وصل العدد إلى 5 أطباء.
وأعاد الحايك النقص في الكوادر الطبية إلى الهجرة لخارج البلاد لمختلف الكوادر الوطنية، علما أن هناك تعويضات مجزية للأطباء النفسيين تصل إلى 100 بالمئة من راتب عام 2012 وكذلك يستطيع الأطباء النفسيون ممارسة أعمالهم في معالجة المرضى في مشافي القطاع الخاص التي تستقبل أيضاً المرضى النفسيين ولكن بأعداد قليلة جداً ولفترة محدودة لأن كلفة المريض النفسي في القطاع الخاص يصل إلى 50 ألف ليرة يوميا في وقت تقدم الدولة العلاج المجاني الكامل في مؤسسات وزارة الصحة، منوهاً بأن نفقات مشفى ابن خلدون في العام الماضي بلغت نحو 780 مليون ليرة.
عن إعادة تأهيل مشفى ابن خلدون أكد المدير العام السعة التصميمية للمشفى استيعاب 680 مريضاً لكن نتيجة التدمير الممنهج من الإرهابيين اليوم وبعد التأهيل السريع والجزئي نستطيع استقبال 260 مريضاً وأن نقدم لهم الرعاية الصحية والطعام واللباس وكل الخدمات.