سورية

العدوان التركي بات على مشارف المدينة … «حماية الشعب»: نرفض الخروج من عفرين

| وكالات

أعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردية رفض عرض للخروج من مدينة عفرين بريف حلب الشمالي مقابل وقف العدوان التركي المسمى «غصن الزيتون»، رغم أن الأخير اقترب كثيراً وبات على أعتاب المدينة.
وقال الناطق باسم «وحدات الحماية» نوري محمود رداً سؤال حول اقتراح «الحزب الديمقراطي التقدمي» الكردي بخروج الوحدات من عفرين مقابل خروج القوات التركية: «نحن قوات سورية تحمي أرضاً سورية، ولا يمكن أن نخرج منها ليحل محلنا تنظيم القاعدة وداعش الإرهابيان»، مشدداً على أن «هذا اقتراح مرفوض»، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية.
وكان عضو المكتب السياسي في «الديمقراطي التقدمي» أحمد سليمان، قال في تصريحات تلفزيونية الجمعة: «من يومين قدمنا اقتراحاً بخروج المقاتلين من الوحدات الكردية، وعودة تركيا للحدود، ومن ثم إقامة إدارة مدنية لهذه المنطقة لإيقاف الحرب، لأنها ليست لمصلحة أحد بمن فيهم الأكراد».
ورداً على سؤال حول تقديم «الديمقراطي التقدمي» الاقتراح إلى «وحدات الحماية»، قال محمود: «هذا الحزب موجود في مناطق وأراضٍ بشمال سورية تقع تحت حماية الوحدات»، موضحاً «لا نعرف على أي أساس قيل هذا الاقتراح وما هو ثقل هذا الاقتراح، وهل لدى الحزب القدرة على الوساطة مع القوات التركية».
جاءت تصريحات محمود رغم التقدم الميداني الذي تحرزه قوات النظام التركي وميليشيات المسلحين إذ تحدثت وكالة «الأناضول» عن تمكن الجيش التركي وميليشيا «الجيش الحر» من احتلال، 8 قرى ومطار «بابليت» الإستراتيجي الواقع على طريق جنديرس عفرين، من مسلحي «حزب الاتحاد الديمقراطي» و«حزب العمال الكردستاني» في إطار ما يسمى عملية «غصن الزيتون».
وبحسب الوكالة فإن القرى المحتلة هي قرى «حجمانلي» و«صوان كبير» و«جنجنلي»، التابعة لناحية راجو، وقريتا «تلف» و«قوجه مان» التابعتان لناحية جنديرس، وقريتي «صولاقلي» و«علي بيك» التابعتين لناحية بلبل، وقرية كوكبة التابعة لمركز عفرين، وقريتي «قره تبه» و«قسطل كجك» التابعتان لبلدة شران شمال شرقي عفرين، و«خالدية» و«جبول» التابعتان لمركز عفرين، و«كانة كاور» التابعة لبلدة جنديرس، ليرتفع عدد النقاط المحتلة إلى 14 نقطة يوم أمس.
مواقع إلكترونية معارضة لفتت إلى أن الاحتلال التركي امتد أيضاً إلى قرى «جقمق كبير» و«جقمق صغير» و«شلدار» و«علمدار القريبة» من بلدة «أدامنلي» شمال غرب عفرين، و«المروية» في ناحية بلبل شمال عفرين، وعلى قرية «قيبار» شرقاً.
وأعلن المركز الإعلامي لـ«قوات سورية الديمقراطية – قسد» أمس، أسماء 12 عنصراً من «الاتحاد الديمقراطي» ممن قتلوا في أوقات مختلفة خلال المعارك الدائرة بمنطقة عفرين.
وتحدثت «الأناضول» عن دخول قافلة تعزيزات عسكرية تضم دبابات وناقلات جنود مدرعة ومركبات عسكرية أخرى الجانب السوري من معبر «أونجو بينار» وهي في طريقها إلى منطقة عفرين لدعم «غصن الزيتون».
من جانبها نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن الناطق باسم ميليشيا «الجيش الوطني» التابع لما يسمى «الجيش الحر» المقدم الفار محمد الحمادين تأكيده أن المسافة بين «غصن الزيتون» وبين عفرين تقدر بـ1 كم.
بدوره أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، «ارتفاع عدد الذين تمّ تحييدهم في إطار «غصن الزيتون»، إلى 3 آلاف و300 «إرهابياً».
وكشف أردوغان لدى لقائه حشداً من أنصاره في ولاية بولو غربي البلاد، أن بلاده باتت تحتل «مساحة 950 كيلو متر مربع في عفرين رغم قوله: «نحن لسنا قوة احتلال، بل على العكس إننا نطارد الإرهابيين لنعيد تلك المناطق إلى أصحابها الأصليين، رأيتم كيف عاد نحو 140 ألفاً من السوريين إلى ديارهم عقب عملية درع الفرات، وبإذن اللـه سيعود أهالي عفرين أيضاً إلى قراهم ومنازلهم، وبعضهم بدؤوا بالعودة».
أما وزير داخليته سليمان صويلو، فقد قال خلال مشاركته في حفل مسابقة تصميم شعار ولافتات حول منع استخدام المخدرات: إن «غصن الزيتون» بقدر «إعاقتها للإرهاب، ستوجه في الوقت نفسه ضربة مهمة للغاية على المخدرات الكيميائية والصناعية التي تنتج هناك بشكل غير قانوني، وتسمم البشرية جميعاً»، زاعماً أن «العمال الكردستاني» يحقق من تجارة المخدرات سنويا نحو 1,5 مليار ليرة تركية.
في الغضون تحدثت مواقع معارضة، بأن حالة من الاستياء والغضب ممزوجة بالحيرة والخوف تسود أوساط الموظفين والمعلمين لدى إدارة حزب «الاتحاد الديمقراطي» عقب تشديد قياداته على وجوب حضورهم المسيرات المناهضة لعملية «غصن الزيتون» العسكرية عبر التوجه ضمن قافلة سيارات إلى مدينة عفرين يوم أمس الأحد من الحسكة، على حين قال موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: إن وفد نسائي من مختلف مناطق الشمال السوري، بالإضافة إلى العراق ولبنان، وصل إلى عفرين وذلك لتقديم الدعم لسكانها، في ظل ما تشهده المدينة من قصف ومواجهات في محيطها.
خارجياً أفادت مواقع معارضة بتلقي رئيس وزراء ولاية تورنغن الألمانية بودو راميلو المنتمي لحزب اليسار تهديداً بالقتل، بعد إعلانه تأييده لـ«وحدات حماية الشعب» وانتقاده لسياسة تركيا وعملياتها العسكرية التي تشنها على عفرين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن