ثقافة وفن

يوم المرأة العالمي بلون نوعي في الحسكة

| الحسكة – دحام السلطان

أحيت مديرية الثقافة بالحسكة الذكرى السنوية ليوم المرأة العالمي الذي تزامن مع ذكرى ثورة الثامن من آذار المجيدة في لوحة احتفالية ثنائية قريبة كل واحدة منها من الإطار العام المرتبط بالنوع الفهمي لمناحي الإبداع والنتاج الفكري بمفهومه الثقافي التقليدي.

تناولت الأولى منها معرضاً فنياً لعدد من الفنانات التشكيليات في المحافظة، تضمّن ما يقارب 50 لوحة فنية منوعة، تناول كل منها مواضيع مختلفة، شكّلت حالة تقارب والتصاق مباشر بالمرأة، وما يتفرّع عنها من شكليات ومظاهر حياتية ملموسة ترتبط بالموروث الشعبي والمعاصر، إضافة إلى مضامين روحية تتعلق بوجدان المرأة وأحاسيسها الداخلية كبشر له الحس الإنساني بالدرجة الأولى، وامرأة بمفهومها المجرد بالدرجة الثانية.
وقال مدير ثقافة الحسكة محمد الفلاج: إن ما يلفت النظر هنا، يكمن في حقيقة الأمر ويعتبر حالة نصر ثقافي للمشهد الإبداعي للمحافظة بعودة النشاط المسائي من خلال المرأة اليوم، ويبرهن على أن الشعر والفن كل منهما في خندق واحد وإلى جوار البندقية، ويقف خلف انتصارات الجيش العربي السوري في ميادين القتال كافة من أرض الوطن، ما أعطى الصورة الحقيقية لسورية المنتصرة.
وأشارت كوثر عباس المشرفة على المعرض الفني، ورئيس لجنة المرأة العاملة في اتحاد عمال الحسكة إلى أنه قد تم تقديم مواهب ومبدعات نسائية تزامن نتاجها الفني مع الاحتفال بيوم المرأة العالمي لتنشيط حركة الثقافة والفن، وبدورنا نحن نعمل أيضاً على تنمية المواهب وإبراز المبدعات في كل المجالات التي تعنى بتمكين المرأة وإظهار قدراتها.
وبيّنت الفنانة نافية نواف الفارس: أنها شاركت في هذا المعرض بخمس وثلاثين لوحة، تحدثت كل منها عن شخصيات من عدة أماكن بلون النسيج الاجتماعي للمحافظة، وتناولت أيضاً إيحاءات وتعابير تلوّنت رسومها بحنان الأم، وبواعث الأمل والتفاؤل، وعن معاناة المرأة التي أعطت بلا حدود في ظل ظروف المعاناة والألم التي تمر على البلاد بصورة عامة.
وقالت الفنانة هبة أحمد خليف: إنها شاركت بأربع لوحات فنية «طبيعة صامتة» تزامن عرضها من خلال المشاركة المشتركة الرابعة لها كفنانة مع الاحتفال بيوم المرأة العالمي، الذي هو يشكل حالة نوع وتوازن من المساواة مع الرجل، ويُجسد حالة تميّز للمرأة المعطاء في كل موقع من مواقع العمل.
وقدمت الفنانة إيمان خليف مجسّمات لأعمال يدوية من بقايا الطبيعة، مبيّنة أن للطبيعة إلهاماً يعطي الجمال للأشياء، من خلال معطيات الذوق والفن الجمالي للأشياء ذاتها من خلال لمسات المرأة.
وتناول الجانب الثاني من الاحتفالية بيوم المرأة: أمسية شعرية لمجموعة من الأديبات والقامات الشعرية المشهود لها بالمحافظة من أمثال «هدى يونان، إيفيت تانو، آمال اللطيف، مريم الرمو، نورا خليف، نجاح عبيد».
تناولت كل منها نماذج معيّنة من الإبداع عن التغنّي بحب الوطن وأمجاده، وبدمشق «مدينة الياسمين» عاصمة الثقافة والأدب والحضارة والجمال، ومعاني التفاؤل بالانتصار على الإرهاب وإعادة بناء ما دمرته الحرب الظالمة التي استهدفت البشر والحجر والشجر، ومجّدت القصائد أيضاً بطولات الجيش العربي السوري في ميادين الشرف والكرامة، والانحناء أمام دماء الشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة ثرى الوطن الغالي.
كما أخذ الوجدان حيّزاً وافراً من القصائد الشعرية، وبطابع الغزل والحب والشوق والحنين بتفاصيلها المختلفة، كما كان للشعر النبطي حضور أيضاً من حيث لوني «الفراقيات والهواويات» التي لها بالغ الأثر والتأثير في أذهان ونفوس أبناء المحافظة وموروثهم الشعبي الذي لا يزالون يتغنون به ويحافظون عليه جيلاً بعد جيل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن