كذبة الكيميائي.. مسرحية في عرض مستمر
| ميسون يوسف
بات يقيناً عند كل عاقل متابع لمجريات الأحداث في المشهد السوري، أن هناك مسرحية محضرة بشكل كامل وجاهزة بأشخاصها وإعلامها وممثليها للعبها عند الطلب، ويلجأ إليها معسكر العدوان على سورية على حد قول بعض الخبراء في كل مرة يبدو له فيها إن الجيش العربي السوري وحلفاءه بصدد التحضير أو الانطلاق في عملية عسكرية ذات بعد إستراتيجي تغييري، وإن قدرات الإرهابيين الميدانية لا تمكنهم من التصدي لها، ما يجعلهم بحاجة إلى وسيلة ضغط من أجل منع انطلاق العملية، أو وقفها بعد انطلاقها.
أو يتم اللجوء إليها عندما تتهاوى الجماعات المسلحة أمام ضربات الجيش العربي السوري وتصبح بحاجة لعمل ما يشعرها بأنها غير متروكة لمصيرها وإن معسكر العدوان بصدد تهيئة ظروف التدخل لنصرتها والمطلوب منها فقط الصمود لأيام ريثما تنجح عملية التهيئة وبعدها التدخل ضد الجيش العربي السوري وهذا ما بدا واضحاً في تحذيرات وتهديدات وزير الدفاع الأميركي الأخيرة وهو في طريقه إلى سلطنة عُمان جيمس ماتيس.
أو يتم اللجوء إليها عندما ترسم نتائج الميدان مشاهد تستفيد منها الحكومة السورية في سعيها للحل السلمي الموازي في حراكه للعمل العسكري ضد الإرهاب، ويأتي الاتهام باستعمال الكيميائي من أجل إرباك سورية ومنعها من استغلال نجاحات جيشها والقوات الخلفية.
وعلى هذا الأساس بات المراقبون ينتظرون إطلاق تهمة السلاح الكيميائي والتهديد بالتدخل من معسكر العدوان بقيادة أميركا ومعها بريطانيا وفرنسا، في كل مرة تتحقق فيها حالة مما ذكر، كما اتجه المراقبون سابقاً لتوقع عمل عدواني من أميركا للتصدي لهجوم سوري أو لإنقاذ الإرهابيين عندما تستشعر أميركا خطراً عليهم، خطراً لا يدفع إلا بالتدخل المباشر ولهذا تستعمل ذريعة الكيميائي.
إن هذه المسرحية المبنية على كذبة استعمال السلاح الكيميائي باتت اليوم ممجوجة وعقيمة غير صالحة للاستثمار على أكثر من صعيد، وهذا ما تؤكده مداولات مجلس الأمن التي عجزت قوى معسكر العدوان مؤخراً عن تمرير أي موقف فيها يناسبها ضد سورية، كما تؤكده مواقف الحكومة السورية التي ترفض الاختلاق والتزوير وتتبع الرفض باستعداد للدفاع عن نفسها بكل قوة، وأخيراً ما رشح من مواقف روسيا التي عبرت بوضوح أن أي اعتداء على حلفائها إنما هو اعتداء عليها يستوجب الرد المناسب.
انطلاقاً مما تقدم نرى أن اللجوء إلى مسرحية الكيميائي في الغوطة من أجل منع استكمال تحريرها، إنما هي محاولة عقيمة لن تجدي أصحابها نفعاً مهما تفننوا بالكذب والتلفيق، فزمن اليوم غير زمن الأمس والغوطة ستتحرر مهما لفقوا وهددوا.