أكدت أنها حذرتها من أية إجراءات «غير مسؤولة».. وبحثت مع أنقرة «خفض التصعيد» في الغوطة … موسكو: التحضير لاستفزاز كيميائي هدف أميركا للاعتداء على سورية
| وكالات
أكدت موسكو أن التحضير لاستفزاز كيميائي في غوطة دمشق الشرقية يهدف إلى تمهيد واشنطن للاعتداء على سورية، لافتة إلى أنها حذرتها بشدة من أية إجراءات غير المسؤولة في هذا البلد.
وبينت أن واشنطن تسعى لبقاء قواتها في سورية «مدة طويلة أو للأبد» لتعمل على تفكيك سورية، على حين اعتبرت أنقرة أن الوضع في سورية يشهد تغيرات إيجابية، وزعمت أنها تشدد على مكافحة التنظيمات الإرهابية فيها.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في موسكو أمس، بحسب وكالة «سانا»، أن التحضير لاستفزاز كيميائي في الغوطة هدفه تمهيد الولايات المتحدة للاعتداء على سورية، مشيراً إلى أن وجود القوات الأميركية في منطقة شرق الفرات يهدد وحدة الأراضي السورية.
وأوضح لافروف، أن بعض المسؤولين في الولايات المتحدة يحاولون جعل الوجود الأميركي في سورية لفترة طويلة بما يهدد وحدة أراضيها ويستخدمون لتحقيق ذلك أساليب مختلفة بما فيها التحضير لعملية استفزازية باستخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة، مبيناً أنه تم إبلاغ المجتمع الدولي عبر وزارتي الدفاع والخارجية بذلك.
وأضاف: إن «الولايات المتحدة تهدف من ذلك إلى لفت أنظار المجتمع الدولي إلى معاناة المدنيين لتبرير استخدامها للقوة بما في ذلك في العاصمة دمشق»، لافتا إلى أن بلاده حذرت الولايات المتحدة الثلاثاء عبر كل القنوات من تداعيات اعتدائها على سورية، ومعبراً عن أمل بلاده بألا تنفذ واشنطن مخططاتها غير المسؤولة.
وقال لافروف: إن «الولايات المتحدة تعهدت بأنها لن تسعى لنسف وحدة الأراضي السورية وهذا ما سمعناه أكثر من مرة، لكن ما يجري حالياً يتنافى مع ما نسمعه وهذا سيخرق كل المواثيق والقوانين والقرارات الدولية ومنها القرار 2254».
من جانبه، نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن لافروف قوله، خلال المؤتمر الصحفي: إنه «لا توجد هناك أسس للتشكيك في نيات بعض ممثلي القيادة الأميركية للتمركز هناك (في سورية) لمدة طويلة أو للأبد والعمل على تفكيك الجمهورية العربية السورية».
وكانت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي هددت خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي الاثنين، بالتحرك ضد دمشق «في حال تقاعس مجلس الأمن عن اتخاذ إجراء ضدها»، على حين اعتبر مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن هذه التهديدات الاستفزازية هي تحريض مباشر للإرهابيين لاستخدام السلاح الكيميائي».
وأول من أمس، أكد لافروف أنه في حال حصول ضربة جديدة من قبل أميركا على سورية فستكون العواقب وخيمة جداً.
وبنفس الوقت أكد رئيس هيئة الأركان الروسية فاليري غيراسيموف أن لدى روسيا معلومات موثوقة حول أعداد المسلحين لعملية باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين وأن أميركا تخطط بعد هذا الاستفزاز لاتهام الجيش العربي السوري باستخدام تلك الأسلحة، ورداً على ذلك تخطط واشنطن لقصف صاروخي على مواقع حكومية بدمشق».
وشدد غيراسيموف على أن روسيا «سترد حال تعرض حياة العسكريين الروس الموجودين في سورية لأي خطر»، على حين قال المستشار الروسي في وزارة الدفاع الروسية إيغور كاروتشينكو: «لدينا في حميميم وطرطوس مضادات جوية قادرة على صد أي عدوان أميركي جديد على سورية».
من جانبه، نقل موقع اليوم السابع الإلكتروني المصري عن جاويش أوغلو قوله خلال المؤتمر الصحفي مع لافروف: «إن الوضع على الأرض في سورية يشهد تغيرات إيجابية»، مشدداً على مكافحة التنظيمات الإرهابية في سورية كـــ«جبهة النصرة»، حسب زعمه.
وفي وقت سابق من يوم أمس، أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان، بحسب «اليوم السابع»، أن لافروف بحث أمس مع جاويش أوغلو ما آلت إليه الأوضاع في سورية، لاسيما مع استمرار التوترات في منطقتي عفرين والغوطة الشرقية.
وذكرت أن تحقيق الاستقرار في سورية سيكون من بين نقاط التركيز خلال المحادثات، لافتة إلى أن كلاً من روسيا وتركيا ستعملان على تحديد سبل تخفيف حدة التوتر ودفع التسوية السياسية للأزمة السورية.
وسبق ذلك، إعلان لنائب وزير الخارجية الروسي ومبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف قال فيه للصحفيين، إن الملف السوري بأكمله سيطرح على أجندة المفاوضات بين لافروف وجاويش أوغلو في موسكو اليوم (الأربعاء)، وخاصة فيما يتعلق بسبل محاربة إرهابيي تنظيمي داعش و«النصرة» الموجودين في مناطق «تخفيض التصعيد»، بما في ذلك الغوطة الشرقية، بحسب ما ذكر موقع «روسيا اليوم».
في الأثناء، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء، عن مستشار الأمم المتحدة يان إيجلاند قوله أمس: إن الحرب في سورية قد تشهد معارك طاحنة في عامها الثامن حتى وإن بدا القتال في الغوطة الشرقية الحلقة الأحدث في سلسلة معارك النهاية.
وأضاف: إن الوقت لم يفت لتجنب إراقة الدماء في إدلب ودرعا وعفرين عبر المفاوضات.