في غرب آسيا سلة الجيش خسرت بالأرقام وفازت بالأداء
| مهند الحسني- بيروت
انتهت مشاركة سلة نادي الجيش في بطولة غرب آسيا للأندية التي اختتمت مساء أمس في بيروت، وأضاع الجيش فرصة التأهل للدور الثاني بعدما لحقه ظلم واضح بقرار اتحاد غرب آسيا الذي قرر قبل يوم واحد من البطولة تأهل ثلاثة أندية بدلاً من أربعة، الأمر الذي أربك حسابات فريقنا لكونه لم يتعاقد مع أي لاعب أجنبي لظنه أن التأهل مضمون، على أن تكون مشاركته بمنزلة مذاكرة مفيدة له قبل الدوري، عموماً المشاركة انتهت بفصولها، لكن الحديث عنها لم ينته، والسؤال هل كان بمقدور الجيش تحقيق نتائج أفضل؟
لم يكن لاعبو الجيش يحلمون بأن يعودوا فائزين على الرياضي اللبناني، وبتروشيم الإيراني صاحبي الإشراقات القارية، ولا على رام اللـه الفلسطيني المدجج بأفضل المحترفين، في ظل الظروف الاستعدادية البائسة، ولم يلعب الفريق أي مباراة تحضيرية قوية، ولم يضم أي لاعب محترف، فالفريق كان بحاجة ماسة إلى لعب مباريات احتكاكية توازي حجم وقوة الأندية المشاركة ليتمكن من مواجهة طريقة اللعب لفريقي الرياضي وبتروشيم.
وقفة
بعد انتهاء المشاركة كان لا بد من وقفة محايدة وموضوعية لتقييم أدائه أفراداً ومجموعة، فالنتيجة التي حصل عليها مقبولة من حيث المستوى قياساً على فترة التحضير، وغياب المحترفين، وإن كان أمامه فرصة تاريخية للحصول على نتائج أفضل، لو امتلك مقومات التحضير المثالي، الذي يوازي حجم البطولة وقوتها، وظروف إعداد أفضل مما قدم إليه، وفترة أطول للوصول بلاعبين إلى مراحل متقدمة من الانسجام الفني.
نظرة فنية
الخسائر في هذه البطولة ليست مقبولة، ولكن لا بد أن نسأل أنفسنا بطريقة معكوسة، على من كنا قادرين على الفوز ولم نفز؟ على السلة الإيرانية المتطورة، التي تعد أحد معاقل اللعبة آسيوياً، وما يصرف على محترفي الأندية الإيرانية من أموال لا نحلم بها، أم على السلة اللبنانية المستقرة، والمعززة بلاعبين مجنسين، وتوافر الإمكانات المادية، التي ما زالت تخرّج جيلاً بعد جيل؟ فهل يصدق ويتصور البعض أن تكلفة الدوري اللبناني وصلت هذا الموسم إلى 10 ملايين دولار، إضافة إلى ثلاثة لاعبين أجانب مع كل فريق في الدوري الذي يعد من أقوى دوريات القارة، دعونا نعترف أن المعسكرات الخارجية لأنديتنا، ومنتخباتنا باتت ضرباً من ضروب المستحيل في ظل الشح المادي وضيق ذات اليد التي تعاني منها رياضتنا.
رغم الخسارة القاسية أمام الرياضي، وغير المستحقة أمام بتروشيم يسجل للفريق روح التعاون بين اللاعبين، وتعدد الخيارات أمام المدرب، ومن حيث طريقة اللعب، فاللاعبون كانوا مدركين لما هو مطلوب منهم، ويعرفون حقوقهم وواجباتهم، كل هذه المقدمات أدت إلى نتائج مقبولة قياساً على فترة التحضير.
لسنا مداحين، ولكننا في الوقت نفسه لن نكون من الجناة عليها وعلينا أن نتحدث بواقعية، لأننا نؤمن بأن المقارنات تظهر المفارقات، وهنا ظلم كبير لممثلنا الجيش الذي كان أقل الأندية من حيث فترة التحضير، والإمكانات المادية، والمعسكرات الخارجية، والمباريات الودية.
جاءت مشاركة الفريق في هذه البطولة بمنزلة محطة مهمة وقوية من أجل اكتشاف الثغرات الفنية الواضحة والتراجع الكبير في مستوى بعض اللاعبين، لا نريد أن نقف هنا ونقول هذه إمكاناتنا، هناك أخطاء بدت واضحة على أدائه، وعلينا التخلص منها بعمل جماعي لا باجتهادات شخصية، ومع ذلك حاول الجهاز الفني للفريق برئاسة المدرب الشاب خالد أبو طوق والمدرب مجد شاهين أن يضعا الملح على الجرح، ويعتمدا على المحليين لإكمال المعادلة، ونجحا بمنح الثقة للشباب كي يكتسبوا فرصة الاحتكاك.
لغة الأرقام
خسر الجيش أمام الرياضي اللبناني (95-66) وأمام بتروشيم (60-55) واختتم مباراته بخسارة أمام رام اللـه الفلسطيني ( 78-77) بعد مباراة قوية، ورغم الخسارة غير أن فريقنا كان نداً قوياً طوال اللقاء.
حضور ودورة
فاجأ مدرب منتخبنا الأول بكرة السلة الصربي ماتيتش حضوره للعاصمة اللبنانية بيروت من أجل متابعة مباريات فريق الجيش الذي يشارك في بطولة غرب آسيا التي اختتمت مساء أمس السبت، وقد أثنى ماتيتش على أداء فريق الجيش، وخاصة في لقائه الثاني أمام فريق بتروشيمى الإيراني، وأكد أن الفريق لو توافرت له مقومات الاستعداد الجيد قبل المشاركة لكانت نتائجه أفضل بكثير، من جهة أخرى اتبع أمين سر اتحاد السلة الدكتور دانيال ذو الكفل، والحكم الدولي قاسم حموي دورة في مقر الاتحاد الآسيوي في العاصمة بيروت امتدت ليومين بمشاركة واسعة وكبيرة من اتحادات القارة، وتركزت الدورة حول تطوير مفاصل العمل في أمانات سر الاتحادات، بغية وضع بعض الأخطاء التي تظهر أثناء مشاركة المنتخبات في سلة النسيان، والعمل على نظام جديد أكثر شمولية.