عربي ودولي

موسكو تطرد 23 دبلوماسياً بريطانياً.. ولندن: ليس من مصلحتنا القومية قطع الحوار .. صمت انتخابي في روسيا استعداداً للاستحقاق الرئاسي اليوم

بدأ أمس السبت صمت انتخابي في مختلف أنحاء روسيا عشية الانتخابات الرئاسية بعد استكمال كل الاستعدادات لإجرائها وسط إصرار وتصميم من المواطنين الروس على المشاركة فيها غير مبالين بالمحاولات الأمريكية والغربية للتشويش على سير الانتخابات والتأثير على الوضع السياسي في بلادهم.
وسيتوجه ملايين المواطنين الروس اليوم الأحد إلى مراكز الاقتراع لانتخاب رئيس للبلاد لولاية مدتها ست سنوات من بين ثمانية مرشحين أبرزهم الرئيس فلاديمير بوتين إضافة إلى سيرغي بابورين ممثل الاتحاد الوطني الروسي وبافل غرودينين عن الحزب الشيوعي وفلاديمير جيرينوفسكي عن الحزب الليبرالي الديمقراطي وكسينيا سوبتشاك عن المبادرة المدنية ومكسيم سورايكين عن «شيوعيي روسيا» وبوريس تيتوف عن حزب النمو وغريغوري يافلينسكي عن حزب يابلوكو.
وأظهرت استطلاعات الرأي المختلفة خلال الفترات الماضية ارتفاع شعبية الرئيس بوتين ونسبة التأييد الكبيرة لسياساته الداخلية والخارجية وكان آخرها استطلاع أجري الأسبوع الماضي وأعرب فيه 69 بالمئة من الروس عن استعدادهم للتصويت له في الانتخابات فيما حل غرودينين في المركز الثاني بنسبة 7 بالمئة من الأصوات يليه جيرينوفسكي في المركز الثالث بنسبة تأييد بلغت 5 بالمئة.
وأكد بوتين أثناء الإعلان عن ترشحه للانتخابات عزمه مواصلة نهجه السياسي الراهن مع زيادة النفقات الاجتماعية كما دعا الجمعة مواطني بلاده للمشاركة في الانتخابات وقال: إنه «وفقاً للدستور الروسي فإن الشعب هو المصدر الوحيد للسلطة والطريق الذي ستسلكه روسيا ومستقبلها ومستقبل أبنائها يعتمد على إرادة الشعب وإرادة كل مواطن روسي».
وفيما يبقى المجال مفتوحا أمام الناخبين الروس لاختيار المرشح الذي يرون فيه الخيار الأفضل لقيادة بلادهم نحو التطور والرفاه تتزايد محاولات التدخل في الانتخابات الرئاسية الروسية وعمليات التشويش عليها من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الذين لم يألوا جهداً لإثارة القلاقل والتأثير على المشهد السياسي في روسيا.
وفي السياق انتقدت السفارة الروسية في واشنطن تدخل وزارة الخارجية الأمريكية في شؤون موسكو الداخلية على خلفية المزاعم التي أطلقتها بأن الانتخابات الرئاسية الروسية المقبلة لن تكون شفافة.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن السفارة قولها في بيان رداً على هذا التدخل إن «وزارة الخارجية الأمريكية تظهر مثالاً آخر على التدخل في شؤوننا الداخلية عبر الأخبار المزيفة»، موضحة أن محاولات إلحاق الضرر بالديمقراطية الروسية لن تنجح إذ إن شفافية الانتخابات الرئاسية في روسيا أمر مضمون.
ومن جانبها حاولت أوكرانيا التأثير على الانتخابات الروسية من خلال منعها وصول المواطنين الروس إلى مراكز الاقتراع فيما أصدرت السفارة الروسية في كييف بيانا أكدت فيه أنها ستتخذ جميع التدابير اللازمة لضمان إتمام فتح جميع المراكز في يوم التصويت للانتخابات.
إلى ذلك وقبيل الانتخابات الروسية افتعلت بريطانيا التي طالما امتثلت لإملاءات واشنطن وحذت حذوها في السياسات العدائية أزمة سياسية حادة مع موسكو وعمدت إلى إطلاق اتهامات استفزازية تحمل فيها موسكو مسؤولية تسميم الضابط السابق في الاستخبارات الروسية سيرغي سكريبال وابنته جنوب بريطانيا مطلع الشهر الحالي وهو ما نفته روسيا بشدة وأكدت أن لا صلة لها به وسط تأكيدات روسية أن المادة التي تسمم بها سكريبال صنعت في بريطانيا.
وفي هذا السياق أعلنت وزارة الخارجية الروسية اعتبار 23 دبلوماسياً بريطانياً غير مرغوب فيهم وذلك بعد استدعائها السفير البريطاني في موسكو لوري بريستو مجدداً اليوم لإبلاغه إجراءاتها الجوابية رداً على عقوبات فرضتها لندن إثر اتهاماتها لموسكو بتسميم الضابط السابق في الاستخبارات الروسية سيرغي سكريبال في بريطانيا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها نقله موقع روسيا اليوم إنها تعتبر «23 دبلوماسياً بريطانياً غير مرغوب فيهم في البلاد» وطالبت بمغادرتهم روسيا في غضون أسبوع كما أعلنت سحب موافقتها على فتح قنصلية بريطانية في مدينة سان بطرسبورغ ووقف نشاط المجلس الثقافي البريطاني في روسيا.
وأكدت الخارجية الروسية في بيانها أن موسكو تحتفظ لنفسها بحق اتخاذ إجراءات جوابية أخرى ضد لندن.
بدورها أعلنت الخارجية البريطانية أنه ليس من مصلحة بريطانيا القومية قطع الحوار بشكل كامل مع روسيا، معتبرة أنه يتوجب على موسكو أن تتحمل مسؤولية أفعالها.
وأضافت: إن مجلس الأمن القومي البريطاني سيجتمع الأسبوع المقبل للنظر في خطوات جديدة على خلفية التصعيد السياسي الحاصل بين بريطانيا وروسيا في ضوء قضية سيرغي سكريبال.
وجاء في بيان الخارجية البريطانية: «ليس لدينا أي خلاف مع الشعب الروسي، وما زلنا نعتقد أنه ليس من مصلحتنا القومية قطع الحوار بشكل كامل بين بلدينا، إلا أنه يتوجب على الجانب الروسي أن يحاسب على أفعاله».
(سانا– روسيا اليوم- سبوتنيك)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن