طهران: متفقون وموسكو على مكافحة الإرهاب والحل السياسي وإعمار سورية
| وكالات
أكد المساعد الأول ومستشار الشؤون الدولية لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، تفاهم طهران وروسيا حول مكافحة الإرهاب وتقوية سيناريو الحل السياسي وإعادة الإعمار في سورية، وسط توقعات متزايدة بقيام الولايات المتحدة الأميركية بعدوان جديد على سورية.
وفي حوار نشر أمس نفى عبد اللهيان وجود خلافات مع موسكو حول سورية، وقال: «هناك تفاهمات إيجابية للغاية على مستويات سياسية دبلوماسية وعسكرية وأمنية وتهدف للحرب على الإرهاب ولتقوية سيناريو الحل السياسي في سورية وحتى إعادة الإعمار».
وتابع: نحن متفقون على أننا سنساعد سورية الآن ومستقبلاً، والحديث عن وجود خلافات في ما يتعلق بسورية غير دقيق.
في المقابل أقر المسؤول الإيراني بأن «هناك اختلافاً في وجهات النظر بين طهران وموسكو في ما يخص العلاقات بينها وبين الكيان الإسرائيلي، وهناك واقع جغرافي أن سورية تجاور هذا الكيان غير الشرعي، وإيران تدعم المقاومة وتقف بوجه إسرائيل وطموحاتها التوسعية، في حين لدى موسكو علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. هنا يكمن الاختلاف».
وكشف عبد اللهيان عن «أبعاد» سياسة بلاده في سورية وهي «تعتمد أولاً على دعم وحدة هذا البلد، وترتبط ثانياً بدعم السوريين، وثالثاً بدعم المعارضة التي تؤمن بالحل السياسي لا تلك المسلحة والمحسوبة على التنظيمات الإرهابية، وأخيراً بدعم (الرئيس بشار)الأسد، أما في ما يتعلق بالمستقبل فهذا شأن سوري».
وحول إقالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوزير خارجيته ريكس تيلرسون منذ أيام، قال عبد اللهيان: أرى أن «استبدال تيلرسون ستلحقه سياسات جديدة أكثر تشدداً في السياسات الخارجية الأميركية»، لكنه أضاف: «في ما يتعلق بالمستقبل لن يأتي ما هو أسوأ مما حصل سابقاً، حتى لو أعلن ترامب رفضه تمديد تجميد العقوبات بحق إيران بعد شهرين، فواشنطن لم تنفذ الاتفاق النووي كما اللازم بالأصل».
واعتبر المسؤول الإيراني أن واشنطن «قد تطلق صواريخ نحو دول ثانية (في إشارة إلى سورية)، لكن السؤال المطروح يتعلق بقدرتها على إدارة حرب، ولا أعتقد أنها قادرة على الدخول في هذا الأمر حالياً».
وشدد عبد اللهيان على أن «أي عمليات على الأراضي السورية أو العراقية من دون تنسيق مع حكومتي البلدين أمر غير سليم»، معرباً عن رفضه «أي تدخل أجنبي في أي دولة من المنطقة من دون التنسيق مع حكومتها». ورأى أن عدداً من الدول ومن بينها أميركا «تحاول أن تستغل الملف الكردي في المنطقة. شهدنا ذلك في العراق، والآن في سورية».
بموازاة ذلك كشف مصدر رفيع المستوى بالمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عن أن روسيا أبلغت طهران أن الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي تخططان لمعركة كبيرة «بعد سقوط الغوطة الشرقية».
وبحسب وكالة «د. ب. أ» الألمانية، قال المصدر: إن «حلفاء دمشق في موسكو وإيران وحزب اللـه اللبناني وقوات عراقية، بدؤوا بالفعل يستعدون لهذه المعركة»، مشيراً إلى أن الروس فتحوا جسراً جوياً ونقلوا بطاريات لأحدث صواريخ الدفاع الجوي لديهم إلى قاعدة حميميم ودمشق، مؤكداً أنه جرى استكمال نصب هذه المنظومات، على حين طُلب من إيران تأمين عدد أكبر من القوات البرية للعمليات في سورية، وعودة عناصر «حزب الله» إلى لبنان، لتحصين جبهتهم في جنوب بلادهم التي لن تكون بمنأى عن الضربة على حد قول المصدر ذاته.
وبحسب المصدر، فإن الضربة المتوقعة ضد سورية كانت أحد أسباب إقالة تيلرسون، لأنه كان من معارضيها.