الخبر الرئيسي

قاد سيارته في أحياء دمشق وصولاً إلى عمق الغوطة الشرقية … الرئيس الأسد: في كل متر هناك قطرة دم من مقاتل سوري

| الوطن

في بادرة هي الأولى من نوعها في تاريخ الإعلام الرئاسي، بث موقع رئاسة الجمهورية على وسائل التواصل الاجتماعي ثمانية مقاطع مصورة للرئيس بشار الأسد، يقود فيها سيارته انطلاقاً من حي المالكي في دمشق وصولاً إلى مدينة جسرين في عمق الغوطة الشرقية، مقدماً خلال رحلته هذه، شرحاً عن الحرب على سورية، وما آلت إليه وسير المعارك وتأثيرها المعنوي والنفسي على الإرهابيين، ورؤيته تجاه من ضلّل أو كان رهينة، وكيف يجب مساعدته واستيعابه ليتجاوز محنته، ويعوّض تلك السنين من الحرمان التي عاشها تحت تهديد الإرهاب في مختلف المناطق السورية.
في مقطع الفيديو الأول يظهر الرئيس الأسد من شارع المالكي قرب ساحة الأمويين المستهدفة يومياً بالقذائف ليقول: «سنتجه إلى الغوطة ونرى الوضع هناك، ونرى القوات المسلحة والتشكيلات التي تقاتل، والمناطق التي تحررت، سندخل من شرق الغوطة عند بلدة النشابية وصولاً إلى جسرين التي كان فيها قتال شرس، وكانت ربما واحدة من أقسى المعارك، خلال الأسابيع الماضية».
مقاطع الفيديو الثمانية حاكت كل منها موضوعاً محدداً، وجغرافية محددة، وتعمد موقع الرئاسة أن تكون المقاطع قصيرة وواضحة، تحاكي المواطن وتخاطب الرأي العام السوري بقيمه المعروفة على مر التاريخ من صمود وحب وتسامح وعزة وكبرياء وقصص بطولة سيكتب عنها التاريخ لعقود من الزمن.
جولة الرئيس الأسد في شوارع دمشق وريفها وجهت أيضاً رسائل تحدٍّ وتصميم للخارج، حيث ظهر الرئيس الأسد مرتاحاً لسير العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية، وواثقاً من النصر القريب على كامل التراب السوري مؤمناً بجيشه وشعبه وتصميمهما على ربح معركة الحق في مواجهة الباطل.
مقطع آخر أظهر الرئيس الأسد على طريق المطار، بجوار مدينة جرمانا حيث أشار إلى أن «طريق المطار في مرحلة من المراحل كان يشهد عمليات قنص، تؤدي لقطعه إن لم يكن لأيام فلساعات»، موضحاً أن الهدف كان «هو خنق مدينة دمشق، وخنق سورية بأكملها من خلال قطع الطرق وقطع التواصل بين المدن وبالتالي انتفاء كل العوامل الأساسية لحياة المدن والمواطنين».
ورأى الرئيس الأسد، أنه «وبفتح الطريق عملياً فإن شريان الحياة، والدم، والأكسجين بدأ يسير من جديد في سورية».
من خلال ظهوره بهذه المقاطع وهو يقود سيارة بسيطة من نوع هوندا بزجاج شفاف غير مفيم، رابطاً حزام الأمان وفقاً للقانون السوري، أعاد الرئيس الأسد التأكيد على ضرورة تواضع المسؤول وشجاعته واحترامه للقوانين، وأعاد التأكيد على ألا يألُو المسؤول جهداً، في التوجه إلى صفوف القتال الأولى، وأن يقدم كل ما هو قادر عليه ليحظى بثقة المواطن ويقوم بواجبه على أكمل وجه.
عند دخوله إلى الغوطة، قال الرئيس الأسد في مقطع آخر: «هذه منطقة دير سلمان وهي قبل النشابية بقليل، وجميع هذه المناطق كانت تحت سيطرة المسلحين، وعملياً في كل متر من هذه المناطق التي نسير فيها من الممكن أن هناك قطرة دم من مقاتل سوري وبطل من الأبطال روت هذه الأرض حتى نتمكن جميعاً من المرور فيها وتعود الحياة إليها».
الرئيس الأسد اعتبر أن «ورقة الغوطة بكل تأكيد هي ورقة كبيرة جداً قد تكون من أكبر الأوراق التي خسروها»، في إشارة إلى المسلحين، وقال: «نشاهد اليوم أن بعض السكان الخارجين هربوا تحت إطلاق الرصاص باتجاه حواجز الجيش، فهذا فضيحة حقيقية، لن أقول للإرهابيين، ففي النهاية الإرهابيون مجرد أدوات ونعتبرهم غير موجودين وهم أداة تُمسَك وتُحرك يميناً ويساراً، لكن بالنسبة للدول المنخرطة تماماً في الحرب على سورية هي فضيحة حقيقية، لأن الورقة الأساسية لديهم كانت هي الورقة الشعبية، وإن لم تكن هناك ورقة شعبية فلا شرعية لأي طرح أو لأي عمل».
عند مروره في النشابية، قال الرئيس الأسد: «هذه المدينة الأولى التي حررها الجيش العربي السوري في بداية العمليات، كانت محصنة بشكل كبير وتعتبر كخط متقدم باتجاه الجهة الشرقية في مواجهة القوات المسلحة».
ومع اقترابه من مدينة جسرين قال الرئيس الأسد: «إن الجيش العربي السوري من أيام الاستقلال إلى هذا اليوم هو الذي صنع تاريخ سورية».
مقاطع الفيديو التي ظهر فيها رئيس الجمهورية، انتشرت على نحو غير مسبوق على مواقع التواصل الاجتماعي وشاهدها الملايين من المتابعين الذين أبدو إعجاباً بأسلوب المخاطبة الجديد البسيط والمبتكر والمعبر، فكان له الأثر الكبير في بث روح من الطمأنينة والثقة عند كل السوريين وخاصة الدمشقيين الذين كانوا طوال الأيام والأسابيع الماضية يعيشون على وقع قذائف الإرهاب التي تنهمر عليهم بشكل عشوائي، وعلى وقع معلومات عن استهداف أميركي وفرنسي وبريطاني للعاصمة.
حضور الرئيس الأسد في شوارع العاصمة وعلى أطرافها وبقاؤه قرابة ثلاث ساعات في عمق الغوطة، وكلامه مع ضباطه وجنوده ومع جمهوره وهو يقود سيارته كان له وقعه الخاص ليس فقط عند السوريين، لكن أيضاً عند أعداء سورية الذين رأوا في جولة الرئيس الأسد إصرارا وصمودا غير مسبوق لقائد آمن بشعبه فمضي معه من انتصار لآخر، ليظهر جلياً أن عقيدة الوطن والشرف والإخلاص ليست فقط عقيدة الجيش العربي السوري بل عقيدة شعب بأكمله.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن