أين سلة الشهباء؟
| مالك حمود
يستحق الثناء نادي الساحل على تلك النهضة السلوية التي تعيشها سلته الأنثوية وتجسدها على أرض الواقع من خلال تصدره تجمع (دور الـ6) لمسابقة كأس الجمهورية للآنسات بكرة السلة.
فوز الساحل بالمركز الأول يأتي تتويجاً لتغلبه على كل الفرق المشاركة في ذلك الدور، ما يعني تفوقه على نخبة السلة السورية في مسابقة الموسم الحالي، وهذا يترجم الاهتمام الكبير الذي يوليه القائمون على كرة السلة بنادي الساحل، وما حققه ذلك النادي هو فوز لكرة السلة السورية بظهور قطب جديد لكرة السلة الأنثوية، وتفوقه على أندية كبيرة وعريقة وذات صيت وألقاب يؤكد العزم والعزيمة.
الفرح بدخول نادي الساحل على خط المنافسة في السلة الأنثوية، يقابله حزن على واقع سلة الشهباء التي لن يكون لها وجود في الدور نصف النهائي لمسابقة كأس الجمهورية لسلة الآنسات؟! فهل أضحت سلة الشهباء خارج حدود المنافسة؟!
بالطبع لا، ولكن لاشك أن الظروف الصعبة التي مرت بها حلب ورياضتها قد أثرت في واقع السلة الأنثوية أكثر من الرياضات الأخرى، وإلا فأين أندية الجلاء والحرية واليرموك والعروبة؟!
وهل اقتصر تمثيل حلب في دور الستة على نادي الاتحاد فقط (مع احترامنا للفريق الذي شارك وحقق المركز الخامس)؟!
لا شك بأن الخسارة الحقيقية لسلة حلب الأنثوية كانت بخسارتها للعديد من المواهب السلوية الناعمة والواعدة خلال سني الأزمة المريرة، واليوم هي تحصد هذه الحصيلة من التراكمات.
لن يفيد البكاء على الأطلال، مادامت القلاع السلوية ومدارسها موجودة، والفرصة الآن أضحت مواتية لإصلاح تصدعات الماضي، والإقلاع من جديد بأجيال سلوية جديدة وواعدة، فالشهباء كانت وستبقى من أهم الينابيع السلوية للطاقات البشرية، بعشقها لكرة السلة واجتهادها في تأهيل المدربين وبناء القواعد والأجيال، وصناعة البطولة والأبطال.
وثمة دمعة حزن على نادي سلمية الذي شاهدناه في الموسم الماضي على مثلث الصدارة بالسلة الأنثوية، وتوقعنا أن يكون ذلك حافزاً كبيراً له لكنه وبكل بساطة (فرط عقد الفرق) ووزع لاعباته على بقية الأندية.