من الغوطة.. رسائل وعبر
| ميسون يوسف
قد لا ينسى العالم «الحزن والأسى» وتباكي دول معسكر العدوان على سورية، تباكيهم على آلاف المدنيين في الغوطة الذين وكما يدعي ويزعم هذا المعسكر المنافق، أنهم محاصرون من قبل الجيش العربي السوري الذي على حد كذبهم يمنع عنهم الماء والغذاء والدواء إلى آخر معزوفة الكيد والنفاق الذي اعتاده هذا المعسكر.
كما لن ينسى العالم تهديدات معسكر العدوان بقيادة أميركية تهديده بشن الحرب على سورية من أجل إنقاذ « هؤلاء المدنيين المساكين» وكسر الحصار المفروض عليهم أو إخراجهم من تحت وطأة استعمال الأسلحة الكيماوية.
ولكن وبشكل مفاجئ صمت هذا المعسكر وخرست ألسنته وعميت عيونه وصمت آذانه عندما نجح الجيش العربي السوري في الوصول إلى المدنيين ونجح في فتح الممرات الإنسانية الآمنة التي مكنت عشرات الآلاف من المواطنين السوريين من النجاة بأنفسهم والخروج من جحيم فرضه الإرهابيون عليهم ومن واقع اتخذهم الإرهابيون فيه دروعا بشرية ليحتموا بهم ثم يتباكون عليهم.
لقد أكدت جحافل السوريين الخارجين من جحيم الإرهاب في الغوطة والسالكين المعابر تحت حماية الجيش العربي السوري حقيقة وأظهرت فضيحة.
أما الفضيحة فقد كانت متعددة الوجوه، وأولها فضيحة المسلحين الذين شهد الناجون عليهم بأنهم مجرمون استعملوهم وأذلوهم وعذبوهم ثم تباكوا عليهم للاستثمار الدنيء، وثاني وجوه الفضيحة هو ما سجل من عدم اكتراث غربي أميركي وأوروبي لكل ما جرى من تمكين المدنيين من الخروج الآمن إلى حد أن أحداً من المسؤولين أو وسائل الإعلام الغربية لم يذكر بحرف أو رسم أو صورة شيئاً يشير إلى هذا الحدث، وإذا بالإنسانية والشعور الإنساني المزيف يتبخر بسرعة وكأن لا عين بكت كذبا ولا تهديد أطلق من أجل «تخليص المدنيين من عذابات حصار الحكومة» كما يدعون.
أما الحقيقة التي لا يمكن لأحد أن يطمسها مهما جهد في إعلامه الكاذب والمنافق، فهي أن الحكومة السورية هي الحريصة على مواطنيها وهي التي لا تفوت فرصة إلا وتغتنمها من أجل أمنهم وتقديم المساعدات لهم بأقصى ما تستطيع وبكل ما تتمكن، ولقد لمس المواطنون الناجون من جرائم الإرهاب في الغوطة أن الحكومة التي فتحت الممرات الإنسانية لهم أمنت لهم فور الخروج المأوى والحاجات المعيشة التي تمكنهم من العيش الكريم بعيداً عن الخوف والرعب الذي عاشوه تحت سيطرة الإرهابيين.
ثم تكللت الحقيقة السورية بالزيارة الزلزال التي قام بها الرئيس بشار الأسد للغوطة ووقف بين جنوده على خطوط النار الأولى يقول للنازحين تعالوا إلى حضن الوطن، فالوطن لكم ويحميكم، ويقول للإرهابيين عودوا إلى رشدكم فسورية انتصرت وعبثا تحاولون قتالا ومواجهة، ويقول للعدو الذي يهدد بحرب، إننا هنا نتحدى بإرادتنا وبقوتنا وبشعبنا وبجيشنا ولن يثنينا تهديد أو تهويل.