عربي ودولي

سيناريوهات غزة القادمة.. مواجهة مع الاحتلال وغياب أفق للتوافق الوطني

| فلسطين المحتلة– محمد أبو شباب

دخلت الأوضاع في قطاع غزة منعطفاً خطيراً في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية لدرجة باتت ترعب حكومة الاحتلال التي تخاف من أن يكون الانفجار القادم في غزة في وجهها، ما دفعها لإطلاق تحذيرات لفصائل المقاومة، عبر رسائل عسكرية من خلال غارات جوية وعمليات توغل في أطراف القطاع، في محاولة لردع المقاومة الفلسطينية من أن تفكر بتوجيه ضربات في عمق كيان الاحتلال.
وأجمعت الفصائل والمؤسسات الفلسطينية، أن الاحتلال يتحمل تبعات الأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة حيث وصلت معدلات الفقر لنسب مخيفة تجاوزت كل المستويات العالمية.
وحذرت الفصائل الفلسطينية كذلك من الانعكاسات الخطيرة التي قد تنتج في ظل اشتداد الخلافات بين حركتي فتح وحماس، والتي وصلت إلى مرحلة تهديد الرئيس الفلسطيني محمود عباس باتخاذ إجراءات قانونية وإدارية ومالية ضد قطاع غزة بسبب عدم سماح حركة حماس بتمكين حكومة الوفاق من القيام بعملها في القطاع المحاصر.
وقال رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار جمال الخضري لـ«الوطن»: «الوضع الإنساني في قطاع غزة مرعب ومخيف، البطالة وصلت لمعدلات تفوق 80 بالمئة خاصة المخيمات، ومعظم سكان غزة باتوا يعيشون على المساعدات التي تقدمها المؤسسات الدولية وهذه المساعدات غير كافية».
وأكد الخضري أن مليوني نسمة في غزة يعيشون ظروفاً صعبة للغاية في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الظالم ما أثر على كافة الجوانب الحياتية، وبالتأكيد الانفجار القادم سيكون في وجه الاحتلال إن لم يرفع حصاره عن القطاع.
وأشار الخضري بضرورة الإسراع في إنشاء صندوق لإغاثة غزة تقوم بالإشراف عليه الدول العربية والإسلامية والدول المانحة، لأن غزة بحاجة لمساعدات عاجلة لإنقاذ الوضع المتأزم فيها.
وعقد في واشنطن مؤخراً مؤتمر قاطعته السلطة الفلسطينية، تحت غطاء بحث الأزمات الإنسانية في غزة، دون أن يخرج هذا المؤتمر بدعوة واضحة لحكومة الكيان لرفع حصارها عن القطاع، وتمكين المؤسسات الإغاثية من القيام بمهامها.
بدوره قال القيادي في حزب الشعب الفلسطيني طلعت الصفدي لـ«الوطن» إن «الاحتلال يتحمل تبعات الأوضاع المتأزمة في غزة، ومحاولاته لفصل غزة عن الضفة لن تنجح، لأن الشعب الفلسطيني صاحب مشروع وطني بإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة، وهذا شعار يرفعه الكل الفلسطيني».
وشدد الصفدي على ضرورة أن يكون هناك توافق وطني بين الكل الفلسطيني، وعدم اللجوء إلى التهديد بفرض عقوبات على غزة المنهكة بالحصار الإسرائيلي منذ عقد من الزمن وذلك في إشارة منه لتهديدات الرئيس عباس الأخيرة ضد غزة بعد الانتكاسة الجديدة في ملف المصالحة الفلسطينية.
من جانبها أكدت الفصائل الفلسطينية أن الانفجار القادم في غزة سيكون في وجه الاحتلال، وعليه أن يرفع الحصار، قبل فوات الأوان.
وشددت الفصائل الفلسطينية في بيان على ضرورة صياغة إستراتيجية وطنية موحدة لمجابهة التحديات التي تواجه قطاع غزة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع، التي أنتجها الحصار الإسرائيلي الظالم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن