سورية

ترويج تركي لحملة مشتركة قريبة ضد داعش.. ومسؤول أميركي ينفي قبول واشنطن إبعاد «حماية الشعب» عن «المناطق المطهرة»

الوطن – وكالات : 

أعلنت أنقرة عن قرب انطلاق حملة مشتركة مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي في سورية، معلنة عن بدء وصول الطائرات الأميركية إلى قاعدة أنجرليك، على حين نفت واشنطن أن تكون قد قبلت بإبعاد «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية من المناطق المطهرة من التنظيم الإرهابي.
ومن العاصمة الماليزية أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن فتح قاعدة أنجرليك بموجب الاتفاق المبرم مع الولايات المتحدة، أمام التحالف «قطع شوطًا من الناحية الفنية»، مشيراً إلى أن الطائرات الأميركية «بدأت» بالوصول إلى القاعدة. واعتبر أن «داعش تشكل أكبر خطر على تركيا، لأنه على الجانب الآخر من الحدود مباشرةً، وأيضاً بسبب تدفق المقاتلين الأجانب». واستطرد «(لذلك) يجب القضاء عليه»، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها جاويش أوغلو، عقب لقائه نظيره الأميركي جون كيري، على هامش الاجتماع الـ48 لوزراء خارجية دول اتحاد جنوب شرق آسيا (آسيان) المنعقد في كوالالمبور، حيث قال في رد مقتضب على أسئلة أحد الصحفيين، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية: «إننا نعمل حالياً مع الولايات المتحدة على تدريب وتجهيز المعارضة المعتدلة، وسننطلق أيضاً في معركتنا ضد داعش قريباً، وبشكل فعال». واعتبر أن العمليات العسكرية المقبلة ضدّ داعش ستكون مجدية، مشدداً على أن القوات التي ستقوم بتنفيذ هذه العمليات ستحرص على عدم إلحاق الأذى بالمدنيين..!
وتابع: «عندها ستكون الأرضية أكثر أماناً للمعارضة المعتدلة التي تقاتل داعش ميدانياً». وأوضح، بحسب وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، أن بلاده ستساعد، في حال إقامة المنطقة الآمنة، الراغبين من المهجرين السوريين على العودة إلى بلادهم.
وأشار الوزير التركي إلى وجود دول أخرى داخل التحالف «مهتمة» بالمشاركة في العملية، مثل بريطانيا وفرنسا، أما بين دول المنطقة فأشار إلى إمكانية مشاركة السعودية وقطر والأردن. وأكد أهمية الإقدام على خطوات من أجل حل سياسي من دون الرئيس بشار الأسد في سورية، موضحاً أن المباحثات في هذا الشأن مستمرة. وأشار إلى أن نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، سيزور العاصمة التركية الأسبوع المقبل، لإجراء مباحثات تتناول قضايا ثنائية وإقليمية.
من جهة أخرى صرح مسؤول كبير في الخارجية الأميركية للصحفيين، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أن كيري «رحب بقرار تركيا الأخير بفتح قواعدها أمام مشاركة الولايات المتحدة في العمليات (ضد داعش) ودعمها للاجئين السوريين»، في أثناء تلخيصه للقاء مع جاويش أوغلو. وأضاف: إن «الوزير كرر (خلال اللقاء) تأكيد التزام الولايات المتحدة تعزيز الظروف من أجل تسوية بالتفاوض لإنهاء النزاع في سورية».
من جهة أخرى بحث جاويش أوغلو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في لقاء استمر نحو 35 دقيقة، مواجهة تنظيم داعش في سورية، ومشروع السيل التركي، حسبما أفادت مصادر دبلوماسية تركية لوكالة «الأناضول». في المقابل أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن اللقاء تناول التطورات في سورية وسبل زيادة فعالية الجهود الرامية إلى مكافحة تنظيم داعش.
لقاءات الوزير التركي في كوالالمبور، وإعلانه عن قرب شن حملة شاملة ضد داعش، جاءت على حين تعكف تركيا والولايات المتحدة على وضع خطط لتوفير غطاء جوي لمجموعة من «المسلحين المعتدلين»، الذين دربتهم الولايات المتحدة حتى يتم بشكل مشترك طرد مسلحي داعش من شريط حدودي في شمال سورية يمتد نحو 80 كيلومتراً على حدود تركيا.
ويقول دبلوماسيون مطلعون على الخطط: إن إغلاق الحدود أمام التنظيم التي يتدفق عبرها المقاتلون والإمدادات قد يغير دفة الحرب. وأضافوا: إن مسلحي المعارضة الذين دربتهم الولايات المتحدة وعددهم يقل عن 60 فرداً سيكونون مسلحين تسليحاً جيداً وسيكون بوسعهم طلب الدعم الجوي حين يحتاجونه.
ومؤخراً نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» تقريراً ادعت فيه أن أنقرة وواشنطن قد «اتفقتا على عدم السماح لوحدات حماية الشعب بالوجود في المناطق الحدودية المحاذية لتركيا التي يتم التخطيط لتطهيرها من وجود داعش».
إلا أن واشنطن نفت هذه الأنباء. وقال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية: «تفاصيل جهود تطهير داعش من المناطق الحدودية ما زال العمل مستمراً عليها، ولم يتم تحديد أي هيكلية لها بعد».
وأضاف المسؤول في رسالة بعث بها إلى وكالة «الأناضول»: «نحن نعمل مع شركائنا الأتراك على الخطوات القادمة، ولن نكشف عن المزيد من المعلومات العملياتية المحددة»، مؤكداً أن «التحالف الدولي.. سيواصل دعم جهود القوات المقاتلة ضد التنظيم، بما في ذلك المقاتلين من الأكراد السوريين والعرب والتركمان، لطرد داعش من المناطق الشمالية للحدود السورية».
وأوضح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، «القوات المحاربة لداعش منذ أيار 2015، حققت تقدماً ملحوظاً شمال سورية، واستعادت منها 5400 كيلومتر مربع، وذلك بدعم أكثر من 2200 غارة جوية نفذتها قوات التحالف»، في إشارة إلى صعوبة التخلي عنهم.
وترافق التسخين الدبلوماسي التركي تمهيداً للتدخل ضد داعش، مع تصديق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على قرارات مجلس الشورى العسكري التركي الأعلى، بتعيين قائد القوات البرية التركية خلوصي أكار رئيساً لهيئة أركان الجيش التركي. وبذلك تخلص أردوغان من نجدت أوزال الذي عارض على مدار الأعوام الماضية مشاريعه للتدخل في سورية.
وعلى ما يبدو أن أردوغان روج لمشروع المنطقة الآمنة أثناء جولته الآسيوية التي شملت الصين وأندونيسيا وباكستان، وهو يعتزم زيارة الولايات المتحدة خلال الشهر الجاري لبحث قضايا المنطقة، وعلى رأسها القضية السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن