سورية

وصف خطابها بـ«المأساوي» ودعاها إلى عدم التباكي على «الفصائل الفاشية».. والإدراك أن «النظام» طرف قوي … جاموس لـ«الوطن»: على معارضة الخارج رفع العلم الأبيض والتخلي عن خطاب «الثورة»

| موفق محمد

دعا رئيس «تيار طريق التغيير السلمي» المعارض فاتح جاموس معارضات الخارج إلى «رفع العلم الأبيض»، والتخلي عن «خطاب الثورة»، والاعتراف «بقوة الأطراف الموجودة وقوة العامل الداخلي»، وذلك بعد الخسارات الكبيرة التي منيت بها الميليشيات المسلحة وخصوصاً في غوطة دمشق الشرقية.
وفي مقابلة مع «الوطن»، ورداً على سؤال حول الاتجاه الذي تذهب إليه الأوضاع في البلاد في ظل الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري خصوصاً في الغوطة الشرقية، قال جاموس: «أعتقد أن الأمور تذهب إلى نهايات التناقض الصراعي على مستوى الخلافات العميقة بين طرفي الصراع، ولهذا رسائل عديدة على رغم التكتيكات المختلفة التي تتخذ للمراحل الانتقالية».
وأضاف: «مظهر التناقض في الصراع ومستوى الخلاف، أعتقد أنه ستستمر الأعمال العسكرية على الجغرافية السورية، وأعتقد أن العملية السياسية مؤجلة وكل ما يحصل هو تصريف وقت من أجل الأطراف الأساسية في الصراع وخاصة الأطراف الداخلية».
وأعرب جاموس الذي ينشط تياره في الداخل السوري ويعتبر أحد مكونات «جبهة التغيير والتحرير» المعارضة عن «ثقة تامة»، بأنه وبعد ملف غوطة دمشق الشرقية، الذي يعتبر الأكثر تعقيدا ويسير «باتجاه الانتهاء»، «سيبدأ ملف الباطن السوري وهو المرحلة الأكثر احتمالا، وستفتح ملفات أخرى».
وأضاف: «على الرغم من خطورة فتح ملفات تتعلق بالتواجد الأميركي في المنطقة الشرقية، حتى هذا الملف سيفتح بالمعنى العسكري، ولكن بالنيابة بين موسكو وواشنطن، الأطراف التي تتعامل بالوكالة إن صح التعبير، وبالتالي العملية السياسية مؤجلة جداً وإن حصل وعززت إطارات للعملية السياسية، فإن ذلك سيكون لتصريف الوقت».
وأعرب جاموس عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة الأميركية «ستمضي إلى مزيد من التشدد العسكري في سورية»، وقال «الولايات المتحدة تمضي أكثر فأكثر بصيغة لا يمكن ضبطها أو مقاربتها بصورة منهجية، ستمضي من أجل مزيد من التناقض ووسائل هذا التناقض الصراعي مع موسكو وبالتأكيد سورية إحدى ساحات هذا الأمر».
ورأى رئيس «تيار طريق التغيير السلمي» المعارض، أن دمشق وبعد الانتهاء من ملف الغوطة الشرقية ستتجه إلى حسم الوضع «في ريف حمص الشمالي باتجاه مشارف ريف إدلب ذلك أن هناك زوايا جغرافية عسكرية متعددة في سورية المطلوب الانتهاء منها خاصة داخل البادية السورية».
وأضاف: «أيضاً هناك حول دمشق بعض المناطق الجغرافية المطلوب التخلص منها بالحسم العسكري» في إشارة إلى منطقة جنوب العاصمة التي تضم مناطق الحجر الأسود ومخيم اليرموك وغيرها من مناطق في جنوب دمشق.
وإن كانت منطقة جنوب البلاد التي يحكمها حالياً اتفاق «خفض تصعيد» منذ الصيف الماضي ستشهد تسخينا ميدانيا، أعرب جاموس عن اعتقاده بأن جنوب البلاد هو «حلقة أكثر تعقيدا حتى من ملف الغوطة الشرقية وعلى الرغم من إمكانية أن يشهد بعض التصعيد لكنه ليس موضوعا بالحسم لأن وضع الحسم صعب جداً جداً».
وفيما يتعلق بشمال البلاد وكيفية التعامل مع احتلال جيش النظام التركي والميليشيات المتحالفة معه لمنطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، قال جاموس: أعتقد أن الاحتلال التركي كان يجب أن يواجه بطريقة مختلفة وألا يترك في إطار إدارة الظهر لما يحصل. كان يجب أن يبرمج ويمنهج في إطار مقاومة شعبية سورية شاملة وألا يقتصر الأمر على مثل هذه المواجهة في إطار أهداف خاصة كردية».
وأضاف: «كان يجب ألا يكون الأمر كذلك، ومن أجل تهيئة مواجهة شعبية مسلحة أكثر اتساعاً وتصعيداً في العتبة الوطنية تجاه الاحتلال الأميركي للأسف هذا لا يحصل وهذا ليس صعباً كان يجب وضعها في إطار مقاومة شعبية واسعة وشاملة بما فيها الطرف الكردي». ورداً على سؤال عن فقدان المعارضات الخارجية لأوراقها في أي مفاوضات مقبلة بعد الخسارات الكبيرة التي منيت بها الميليشيات المسلحة على الأرض، قال جاموس: «أتابع خطابات لعدد من الأشخاص من المعارضات الخارجية التي لها علاقات مع أسوأ أعداء السوريين».
وأضاف: «خطابهم مؤسف ومأساوي ومتهافت للأسف، وعليهم أن يراجعوا أنفسهم بطريقة مختلفة، وعليهم أن يتخلوا تماماً عن أي خطاب أو إنذار يتعلق بخطاب الثورة أو ما شابه ذلك، وعليهم أن لا يتباكوا على الفصائل الفاشية، وعليهم أن يتوقفوا تماماً ويراجعوا أنفسهم بأنه حان الوقت لخطاب مختلف والتخلي عن أن يكونوا لسان حال الفاشية».
ومضى جاموس قائلاً: «عليهم أن يدركوا أن النظام هو طرف قوي خاصة مع الدخول الروسي في سورية. كان عليهم أن يدركوا أن السقف الذي انطلقوا منه عالٍ جداً، وليس عليهم فقط أن يخفضوا السقف، بل عليهم أن يراجعوا أنفسهم بموقف نقدي شامل وأن يضعوا خطة تتعلق فعلياً بإدارة حوار للسلام، وأن يعترفوا بصراحة بقوة الأطراف الموجودة وقوة العامل الداخلي، أي بصراحة هو رفع علم أبيض من أجل العودة إلى الداخل بحماية حتى لو كانت خارجية بجزء منها روسية خاصة، وفتح حوار يقوم على أرضية التوافق والمراجعة التامة».
وعن المكاسب التي يمكن أن تحصل عليها المعارضات الخارجية جراء هذا الحوار في ظل موازين القوى الحالية على الأرض في البلاد، قال جاموس: «ليس مطلوباً أن يحصلوا على الكثير. المطلوب أن نحصل جميعاً على تراكم تدريجي، وهذا كان على الجميع أن يفكروا فيه منذ فترة، وليس فقط المعارضة الوطنية الداخلية، وبهذه الطريقة توقف الدموع إن صح التعبير حتى لو تعزز النظام وحتى لو غدا عنده شعور عميق بالنصر علينا أن نتعاطى مع المسألة بحذر وتدريجية بصورة آمنة وعلى المعارضة الخارجية أن تثبت ذلك بمراجعة عميقة وليس مراجعة تكتيكية وليس خطاباً نارياً أو متعالياً جداً في إطار مفهوم الثورة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن