«على سطح دمشق» التمسك بالحياة والحب رغم آلام الحرب
| وائل العدس – تصوير: طارق السعدوني
أطلقت المؤسسة العامة للسينما العرض الخاص لفيلم «على سطح دمشق» سيناريو سامر محمد إسماعيل وإخراج المهند كلثوم في صالة الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون، بحضور عدد من الوزراء والمهتمين بالشأن السينمائي.
وسبق الفيلم عرض غنائي لكورال مدارس أبناء وبنات الشهداء الذين أبدعوا بتقديم الأغاني الوطنية وتفاعل معهم الجمهور بالتصفيق الحار.
ويشارك في بطولة الفيلم وسيم قزق ولارا بدري ولينا حوارنة وعامر العلي وهنوف خربوطلي ويامن سليمان وحمادة سليم وربى الحجلي وطارق علي.
وقبل بدء العرض، قدمت أسرة الفيلم درعاً خاصاً للمؤسسة العامة للسينما، تسلمها مدير المهرجانات فيها عمار أحمد حامد.
وتميز الفيلم برؤية إخراجية مختلفة ومبتكرة وحركة انسيابية ومدهشة لكاميرا كلثوم، علماً أن الشريط عرض للمرة الأولى ضمن أفلام مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة بدورته الرابعة العام الفائت.
حياة افتراضية
يطرح الفيلم قضية جيل كامل يعيش حياة افتراضية ويعجز عن تحقيق ذلك في الواقع الذي فاقمت الحرب مفارقاته الصادمة معلناً حب الاستمرار في العيش رغم جميع أنواع الموت والبحث عن الحب مهما كان مستحيلاً، ويتحدث عن يوميات المواطن السوري والمخاطر التي يتعرض لها إلى جانب صعوبة الحصول على لقمة عيش وفسحة للحب.
وتمكن الشريط من وصف الواقع الذي تعيشه معظم البلاد العربية وليس سورية فقط، وهو التمسك بالحياة والحب رغم آلام الحرب، مظهراً صمود السوريين بإرادته القوية وشجاعتهم، ومثبتين أن سورية باقية وقوية وتحيا بالحب رغم باعة وقذارة الحرب الإرهابية عليها.
وتطرق ليوميات تخطها الحرب في مواجهة حب فقير وخائف ومذعور، حب يبحث عن الفرح بين شاشة السينما وأرصفة المدينة.
واستطاع الشريط التقاط لحظات معينة من سورية ضمن الحرب ومزج بين الحياة الحقيقية والحياة على مواقع التواصل الاجتماعي.
جزء من المعاناة
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قال مخرج الفيلم: لم نعرف يوماً أن افتتاح هذا الفيلم سيكون مع موعد عظيم لنصر عظيم وجيش عظيم، ولنا الشرف كل الشرف أن نكون هنا في دار الأسد للثقافة والفنون لافتتاح هذا الفيلم الذي أهديناه لكل من ظل حياً بالمصادفة، واليوم نهديه لكل أرواح شهدائنا الأبرار وجرحانا الأطهار من رجال الحق، رجال الجيش العربي السوري.
وأضاف كلثوم: نقول مجدداً ستبقى السينما رديفاً لبندقية الشرف بندقية الجندي العربي السوري الذي هزم بصموده وبسالته أعتى قوى الإرهاب الدولي ودحرها من بلادنا الغالية سورية.
وبيّن أن فيلمه مزج بين الواقع والعالم الافتراضي من خلال علاقة حب تجمع شاباً وفتاة بهذا العالم الذي يجسد جزءاً من المعاناة السورية.
وأكد أن السينما واحدة من أكثر الفنون حساسية وخصوصاً ضمن ظروفنا الراهنة، مشيراً إلى أن السينما السورية صادقة لأنها تعبر عن حالة البلد التي نعيشها.
وذكر أننا نحاول أن نسلط الضوء على جزء من الحرب في أفلامنا وننقلها بتفاصيلها الموجعة، خاصة أنني أؤمن بسينما الواقع وأسعى قدر الإمكان لأكون معتدلاً بالطرح السينمائي.
المشهد السوري
بدوره أكد كاتب الشريط أن فيلمه محاولة لقراءة المشهد السوري من خلال تجسيد قصة حب تبدأ على مواقع التواصل الاجتماعي بمشاعر الحب الجميلة، لكن الفتاة تُصدم بالواقع وتتخلى عن الواقع الافتراضي بتوقيت حساس وهو قضية القذائف التي أصابت المواطنين السوريين نتيجة أفعال قوة الظلام والتكفير.
وأوضح أنه لا يمكن أن يكون الفن خارج التاريخ، فهو دائماً في مواجهة ثقافة الموت.
ست جوائز
شارك «على سطح دمشق» في عدد من المهرجانات العربية والعالمية وحصد ست جوائز جائزة آخرها أفضل فيلم في المهرجان الدولي لسينما ضد الإرهاب في مدينة أربيل العراقية.
كما حصل على جائزة أفضل إخراج في «عين أسردون» السينمائي بدورته الأولى في المغرب.
ونال جائزة لجنة التحكيم في المسابقة الدولية لمهرجان نواكشوط الدولي بدورته الثانية عشرة في موريتانيا.