اقتصادالأخبار البارزة

رجال أعمال السويداء في ضيافة الحكومة … خميس للمغتربين: ضمانتكم هي الدولة ونعمل على تبسيط الإجراءات وإعداد بيئة تشريعية مرنة

| هناء غانم

وعد رئيس مجلس الوزراء المستثمرين وأصحاب الفعاليات الاقتصادية في السويداء بتأمين كل التسهيلات اللازمة لتشجيع الاستثمار، إضافة لتشكيل لجنة برئاسة وزير الداخلية لحسم الوضع الأمني في المحافظة.
جاء ذلك خلال اجتماعه أمس مع رجال الأعمال وممثلي الفعاليات الاقتصادية في محافظة السويداء في مبنى مجلس الوزراء يوم أمس، استمر لأكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة تقريباً، حيث تم التطرق إلى العديد من المشكلات الخاصة التي تعهدت الحكومة بحلها جميعاً.
خميس وجه نداءً للمغتربين مؤكداً خلاله أن الضمانة لهم هي الدولة وأن الانتصار هو أكبر رسالة للمغتربين وأن هناك العديد من الإجراءات والتشريعات سوف يتم العمل على تعديلها، وذلك بناءً على ما تقدم به أهالي المحافظة مطالبين الحكومة برسائل تطمينية للأهالي المغتربين الذين لديهم رغبة بالاستثمار في بلدهم.
وأشار خميس إلى أهمية وضع رؤية اقتصادية جديدة للمحافظة لتحقيق عملية التنمية الشاملة والاستمرار في بناء منظومة اقتصادية حقيقية من خلال تحديد المشاريع التي من شأنها النهوض بالواقع الاقتصادي للمحافظة لإنشاء صروح سياحية وتجارية وصناعية كبيرة، داعياً القائمين على المحافظة ولجنة المتابعة لتحديد ما هو المطلوب من مشاريع للنهوض بالواقع الخدمي والاقتصادي للمحافظة من خلال رؤية متطورة، بحيث يتم تحديد أولويات ومتطلبات كل مشروع، من أجل التنسيق مع الوزارات المعنية للانطلاق به، مشيراً إلى أن الحكومة سوف تعمل على تبسيط الإجراءات وإعداد بيئة تشريعية مرنة.
وبيّن خميس ضرورة أن يكون لدينا مشاريع تنموية لتوظيف المنتجات الزراعية المخصصة للتصدير، إذ سيتم الاهتمام بالمنطقة الحرة، وتشكيل لجنة خاصة بمادة البازلت في المحافظة لتنشيط استثمار هذه المادة.
وأضاف: «ملف المغتربين ملف مهم وعلينا استثماره بالطاقة القصوى، وتجب دراسة هذا الملف من لجان مختصة لمعالجته ووضع التسهيلات اللازمة لجذبهم لاستثمار أموالهم داخل المحافظة، وذلك من خلال اللقاءات الدورية والمنظمة معهم وشرح الانتصارات التي يخطها الجيش العربي السوري والتي وفرت البيئة المناسبة للاستثمارات خصوصاً في مرحلة إعادة الإعمار.. ونحن جاهزون لتقديم كل التسهيلات اللازمة للمغتربين الوطنيين الراغبين في استثمار أموالهم داخل المحافظة لإقامة معامل نوعية لتنشيط الصناعة في المحافظة».

أولويات
وخلال الاجتماع بين خميس أن هذه اللقاءات تعمد إليها الحكومة مع ممثلي القطاع الخاص للوصول إلى أعلى مستوى من الأداء الفعال في تحقيق عملية التنمية الشاملة، «وقد بدأت هذه اللقاءات مع ممثلي المؤسسات الحكومية وغرف الاتحادات بالتوازي مع لقاءاتنا معكم لوضع رؤية تطويرية حقيقية للاقتصاد السوري بعد هذه الحرب التي نالت من اقتصادنا، فبات من الواجب علينا مضاعفة جهودنا لتذليل الصعوبات التي أفرزتها الحرب.. من هنا وانطلاقاً من كون محافظة السويداء تشكل بيئة حقيقية للاستثمارات المهمة فإن المطلوب هو التعاون مع الجهات المحلية لوضع رؤية تطويرية للمحافظة تتناسب مع الفرص الاستثمارية المتاحة فيها».
وأضاف: «لقد أولينا المحافظة أهمية كبيرة حيث زارها في الفترة الماضية العديد من الوفود الوزارية ضمت 19 وزيراً وذلك للالتقاء بالفعاليات المحلية والوقوف على متطلبات المحافظة الخدمية والعمل على تأمينها».
ولفت خميس خلال حديثه إلى «أننا نبحث عن شركاء حقيقيين في عملية التنمية الاقتصادية وقد قمنا بعدة خطوات مع القطاع الخاص لتطوير القطاع الصناعي وإعادة كل مؤسسات الدولة التي تضررت من الإرهاب إلى عملها وتأمين متطلبات القطاع الصناعي الخاص من تشريعات وتسهيلات لاستيراد المواد الأولية والقروض والتراخيص المؤقتة للمعامل، وإعادة المدن الصناعية إلى العمل، وفي القطاع الزراعي اهتمت الحكومة بالزراعات الأسرية والقطاع الحيواني وإعادة زراعة الأراضي التي حررها الجيش العربي، وكذلك القطاع التجاري تم إعطاؤه أهمية كبيرة للاستيراد والتصدير وتشجيع المعارض لتنشيط حركة الأسواق، وفي مجال السياحة أولينا الاستثمار السياحي اهتماماً كبيراً في كل أنواع السياحة، وهو ما يعكس جدية الحكومة في تأمين جميع متطلبات التنمية الاقتصادية».
مشدداً على أهمية التركيز على الاستفادة من رؤوس الأموال التي يؤمنها المغتربون وتأمين جميع التسهيلات اللازمة لتشجيع رؤوس الأموال الوطنية في الخارج على الاستثمار داخل البلاد «والأهم هو الإقلاع بالمشاريع الخدمية في المحافظة وإيلاء أهمية كبيرة للمناطق الصناعية فيها»، مشيراً إلى أن الجهات المعنية تعمل على وضع رؤية أمنية شاملة للمحافظة «وهناك جهات معنية تقوم بخطوات نوعية ومع الأيام سوف يتحسن الوضع الأمني».
ونوّه خميس إلى أن الحكومة مستمرة في دعم التصدير الذي زاد 300 بالمئة خلال العام الماضي، موضحاً أن رؤية الحكومة في مشاريع عام 2018 التي تتركز حول التنمية الخدمية تزيد على 20 مليار ليرة، إضافة إلى غيرها من مشاريع الدعم للمحافظة.

مطالب استثمارية
من جانبهم أكد رجال الأعمال والمعنيون في المحافظة على العديد من المطالب أبرزها إعطاء التسهيلات والحدّ من الروتين والبدء بإنجاز المعبر الحدودي وإقامة منطقة حرة، مؤكدين أن هناك 11 نقطة جمركية بين دمشق والسويداء.
وأشار البعض إلى وجود مشاريع بعشرات الملايين من الدولارات تؤمن الآلاف من فرص العمل، وتعود بالفائدة على الخزينة العامة للدولة، لكنها بحاجة إلى الموافقة عليها، على حين طالب آخرون بضرورة تثبيت سعر الصرف وتأمين المحروقات.
كما طالبوا بتنشيط رأس المال في المحافظة وإنشاء مصانع في أم الزيتون لتشجيع الصناعة في المناطق الصناعية، ومنح قروض للمستثمرين، والمساواة بين القطاعين العام والخاص في مناقصات الحكومة، وإنشاء معامل للبازلت التي تشتهر المحافظة فيه، وإقامة محطات للطاقة البديلة، ومصانع لتعبئة الرمل الأسود، إضافة إلى الاهتمام بالعملية التعليمية من خلال العديد من الدورات والبرامج المجانية، وضبط قطاع الوقود في المحافظة الذي يعاني من الاستغلال، ومنح قروض للمشاريع الصغيرة، وطرح مشاريع مع الدول الصديقة، وطرح المشاريع الاستثمارية على مواقع التواصل الاجتماعي لجذب المستثمرين، وإعطاء ضمانات للاستثمارات من خلال التشريعات التي تضمن ذلك وتشجيع الاستثمارات في مجال السياحة، واستثمار منتجات المحافظة بالشكل الأمثل، وإقامة معامل لعصير التفاح والعنب ومعاصر للزيت والزيتون، إضافة إلى تفعيل دور اتحاد المصدرين لخلق نافذة لتصريف المنتجات الزراعية، والمطالبة بمنطقة حرة حدودية، وضرورة دعم المنتج الزراعي الذي يعاني من تكاليف كبيرة.

مشاريع ووعود
بدوره وزير السياحة بشر يازجي أشار إلى أن هناك 76 مشروعاً سياحياً في المحافظة منها 40 مشروعاً يعمل والباقي يتم العمل على تأهيله، كما أن هناك 100 ألف مغترب مستعدين للاستثمار فيها، وهناك 10 مشاريع الآن متاحة أمام المستثمرين للاطلاع على دفاتر الشروط والتقدم لها والوزارة مستمرة بالترويج للمحافظة سياحياً كما تستحق.
وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عبد اللـه الغربي بيّن أن هناك 120 مشروعاً استثمارياً وجميعها ستعمل بالشكل الأمثل، على حين أشار وزير المالية مأمون حمدان إلى أنه ستتم دراسة المواضيع الاقتصادية المطروحة كافة.
وزير الصناعة مازن يوسف قال: «مستعدون لتقديم الدعم الكامل للمنشآت الصناعية، إضافة إلى طرح الفرص الاستثمارية الصناعية من خلال خريطة»، على حين طالب رئيس اتحاد غرف الصناعة فارس الشهابي بإقامة منطقة حرة في السويداء وإنشاء مركز تجاري لبعض الصناعات مع الدول المجاورة بحيث تكون السويداء عاصمة للاستثمار الصناعي للعديد من المنتجات ولاسيما الكيمائية والغذائية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن