خاضعون لإشراف من «الموك».. وبعضهم لديه «تاو» وله علاقات بكيان الاحتلال … نحو 15 ألف إرهابي في الجنوب وأبرزهم في داعش وجبهة النصرة و«المعتز»
| سامر ضاحي
رغم عدم وجود تقديرات دقيقة لأعداد المسلحين في التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة المنتشرة في جنوب غرب سورية، إلا أن التقديرات تشير إلى أن هؤلاء نحو 15 ألف مسلح ويخضعون لإشراف مباشر من غرفة الاستخبارات الدولية «الموك» في عمان التابعة لما يسمى «مجموعة أصدقاء سورية».
وترددت مؤخراً أنباء عن احتمال توجه الجيش العربي السوري إلى جبهة الجنوب لتحرير درعا والقنيطرة من التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة، وذلك بعد أن أوشك ملف غوطة دمشق الشرقية على الانتهاء.
وحاولت «الوطن» التعرف عبر عدة مصادر على خريطة توزع الميليشيات في جنوب البلاد، ومن خلال معرفات الميليشيات على مواقع التواصل الاجتماعي ومقاطعتها مع معلومات من مصادر مقربة من الميليشيات.
وتفيد المعلومات بأن عدد المسلحين في جبهة الجنوب يبلغ نحو 15 ألف مسلح حالياً يخضعون لإشراف مباشر من غرفة الاستخبارات الدولية «الموك» في العاصمة الأردنية عمان والتابعة لما يسمى «مجموعة أصدقاء سورية».
وتتواجد مليشيا «جيش خالد بن الوليد» المبايعة لتنظيم داعش الإرهابي في جنوب غرب البلاد وتتموضع قيادتها في بلدة الشجرة، في حين ينتشر مسلحوها في الزاوية الجنوبية الغربية لمحافظة درعا في بلدات وقرى جملة، نافعة، عين ذكر، سحم الجولان، تسيل، ويقترب عدد مسلحيها من الألف.
كما يتواجد تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي بأعداد أقل من مسلحي المليشيات المسلحة وينتشر مسلحوه في منطقة اللجاة ويتبع له مليشيات «لواء المنطقة الغربية» و«لواء المنطقة الشرقية» و«لواء مدينة درعا».
وأكدت «النصرة» في جنوب البلاد مراراً تحريم قتال ميليشيات «الجيش الحر» إلا أن المصالح المتضاربة دفعت الطرفين لعدة مواجهات.
ويتزعم «النصرة» في الجنوب حالياً أبو جابر الشامي، المنحدر من مدينة سراقب بريف إدلب وجاء خلفاً ﻷبو أحمد أخلاق، المنحدر من محافظة درعا.
وينظر مراقبون إلى هذا التغيير لقيادة «النصرة» في جنوب البلاد على أنه يأتي في إطار إعادة إحياء فرع جديد لتنظيم «القاعدة» في جنوب سورية يكون بديلاً عن «النصرة» التي يحاول متزعمها أبو محمد الجولاني ومعه دول غربية وتركيا تقديمها كبديل مقبول لحركة «الجهاد» العالمية.
ويدعم هذا التوجه انضمام أبو ماريا القحطاني، إلى فرع التنظيم في درعا، كما يدعمه تواجد عدد من الأردنيين في صفوف «النصرة» هناك.
أما الميليشيات المسلحة المنضوية في ما يسمى «الجيش الحر» فإن أبرزها هي مليشيا «جيش المعتز بالله» التي تأسست في تشرين الأول عام 2012، ويبلغ تعداد مسلحيها نحو 4 آلاف، موزعين على 11 مجموعة وينتشرون في مدينتي طفس وداعل وبلدات عتمان والمزيريب وتل شهاب وقرى اليادودة والعجمي وجلين ومنطقة الأشعري في وادي اليرموك (يسيطر على أجزاء منها داعش).
ويعتبر هذا التشكيل ذراعاً لتنظيم «الإخوان المسلمين» في الجنوب، ويتميز بامتلاكه جناحا سياسيا يربطه بالخارج من قبيل قطر وتركيا ومصر وحركة حماس الفلسطينية، لكنه يتلقى تمويله من غرفة «الموك» ويمتلك كافة أنواع الأسلحة من دبابات ومدافع هاون ومضاد دروع «كونكورس» ورشاشات خفيفة ومتوسطة وثقيلة.
وفي المرتبة الثانية تأتي ميليشيا «جيش اليرموك» والتي بدأت بما يسمى «لواء اليرموك» أواخر 2012 ليتحول إلى «فرقة اليرموك» عام 2014 ثم أصبح اليوم ثاني أكبر ميليشيا وتعد قرابة 3000 مسلح موزعين على ما يسمى «8 ألوية» بينهم «لواءان» في المدينة.
وينتشر مسلحو «جيش اليرموك» بشكل كبير في المنطقة الجنوبية الشرقية والغربية وفي بلدات الريف الشرقي في بصرى الشام، معربة، غصم، الطيبة، أم المياذن، نصيب، درعا البلد.
ولهذه الميليشيا علاقة وطيدة بـ«النصرة»، وتعتمد على مصادر تمويل مختلفة أبرزها «الموك» بشكل كبير، وتمتلك شتى أنواع الأسلحة بما فيها الصواريخ والمجنزرات والمدرعات ودبابات «تي 72».
وتحل ميليشيا «فرقة شباب السنة» بقيادة المدعو أحمد العودة في المرتبة الثالثة بامتلاكها قرابة 2000 مسلح، موزعين على مناطق وبلدات وقرى طيسيا والسماقيات واللجاة.
وما يميز هذه الميليشيا هو ارتباطها القوي مع السعودية وكيان الاحتلال الصهيوني الذي حصلت منه على دعم كبير تحت مظلة مساعدات «إنسانية» ويعالج مسلحوها في مستوصفاته ومستشفياته.
وهناك أيضاً ميليشيا «ألوية العمري» التي تضم 2000 مسلح أيضاً ومقرها اللجاة، لكنها تنتشر في قرى كحيل وصيدا والسماقيات أيضاً، لتليها «فرقة الحمزة» التي تكتسب أهميتها من تركز تواجدها في مدينة انخل وتمويل الولايات المتحدة الأميركية لها بصواريخ «تاو»، ولا تخفي تلقيها دعماً من دول غربية وعربية.
والملاحظ أن تداخلات عديدة تربط بين الميليشيات من أبرزها إشراف «الموك» عليها بهدف تصويرها على أنها «معتدلة» وبعيدة عن «النصرة» من قبيل التحالف الذي يجمع بين «جيش اليرموك، وجيش المعتز بالله، ولواء المهاجرين والأنصار» تحت مسمى «جيش الثورة» بقيادة النقيب الفار إياد قدور منذ عام 2015، وهو من الميليشيات التي تلقت «تاو» أيضاً ويسيطر على مناطق إستراتيجية كمعبر نصيب الحدودي.
ويتركز تواجد ميليشيا «عامود حوران» في بصرى الحرير مع امتلاكها قرابة 1000 مسلح.
وتعتبر «الفرقة الأولى مشاة» التي تأسست في تموز الماضي من تجمع ميليشيات «تجمع المشاة الأول» و«لواء الحق» و«ألوية الناصر صلاح الدين» و«تجمع توحيد الأمة» و«لواء الدبابات»، من الميليشيات المسلحة القوية في الجنوب ويقودها المدعو محمد الجباوي مع عدد مسلحين يصل إلى 700 تقريباً.
ومن الواضح بحسب المراقبين، أن القوى الإقليمية والدولية تمكنت عبر غرفة تنسيق الدعم المشتركة «الموك» من التأثير في المشهد في درعا عبر تبنيها الكامل لميليشيات «الجبهة الجنوبية» وتقديمها لها على أنها «قوى معتدلة» رغم ارتباطاتها بـ«النصرة» من جهة وغلبة الطابع الراديكالي الإسلامي على معظمها.