أردوغان غير قادر على ضبط «صبيانه».. واقتتالهم تمدد إلى الباب والراعي … أطماع تركيا تمتد إلى تلرفعت.. وتوقعات بأن تواجه بمقاومة شرسة من القوات الرديفة
| الوطن – وكالات
ما إن استكمل العدوان التركي احتلال منطقة عفرين بالكامل حتى باتت أطماعه تتجه لاحتلال بلدة تلرفعت بريف حلب الشمالي لتوسيع قوس سيطرته ومناطق ربط نفوذه بين شمال حلب وإدلب.
لكن الميليشيات المسلحة المتحالفة مع النظام التركي واصلت الاقتتال بينها في المناطق التي دخلت إليها وتمدد اقتتالها إلى مدينتي الباب والراعي.
وتحدثت يوم أمس مصادر إعلامية معارضة عن نيات للنظام التركي للتوجه قريباً إلى احتلال بلدة تلرفعت بعد احتلاله وميليشيات «الجيش الحر» لمنطقة عفرين.
جاء ذلك بعد يوم من حديث لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أعلن فيه أن جيشه برفقة ميليشيات «الجيش الحر» سيحققان أهداف عدوان «غصن الزيتون»، من خلال السيطرة على بلدة تلرفعت «خلال وقت قصير»، حسبما نقلت وكالة «الأناضول» التركية عنه. ونقلت المصادر عن عضو ما يسمى «مجلس محافظة حلب الحرة»، ورئيس «المكتب السياسي لبلدة تلرفعت بشير عليطو قوله: إنه «لا موعد لبدء العملية نحو تل رفعت». وأول من أمس وصلت تعزيزات عسكرية تركية جديدة إلى ولاية أديمان جنوبي تركيا، تتكون من 25 شاحنة محملة بالدبابات، انطلقت من ولاية أرضروم شرقي تركيا.
ومع انتهاء عملية «غصن الزيتون» بسيطرة الجيش التركي وميليشياته المسلحة على مدينة عفرين وعلى معظم أريافها، أمّن الجيش العربي السوري مناطق واسعة في ريف حلب الشمالي، وثبت نقاط تمركزه في المناطق التي سيطر عليها أخيراً على «خطوط التماس» الجديدة.
وبموجب خريطة السيطرة الجديدة فإن الجيش العربي السوري وبمؤازرة اللجان الشعبية الرديفة انتشر قبل أسبوعين في بلدات تلرفعت ودير الجمال والزيارة ومنغ مع مطارها العسكري، كذلك بلدة باشمرا، وذلك بعد انسحاب «وحدات حماية الشعب» الكردية، من منطقة عفرين وريف حلب الشمالي إلى منبج.
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ«الوطن» فإن النظام التركي وفي حال تنفيذ تهديداته باحتلال تلرفعت فانه سيواجه مقاومة عنيفة جداً هناك من قبل القوات الرديفة للجيش العربي السوري المنتشرة هناك. إلى منبج فقد تحدثت مواقع داعمة للمعارضة عن الزيارة المفاجئة التي قام بها وفد أميركي رفيع إلى المدينة بريف حلب الشرقي، معتبراً أنه «يحيطها الكثير من الغموض، في الوقت الذي تتواصل فيه التصريحات التركية حول ضرورة أن تخرج واشنطن وحدات الحماية الكردية من المدينة وتسلمها لأصحابها الحقيقيين».
وكان وفد من وزارة الخارجية الأميركية برفقة المستشار ويليام روبوك، زار قبل أيام ما يسمى «الإدارة المدنية» التابعة لـ«حماية الشعب» في مدينة منبج وريفها، وناقش الطرفان أوضاع المدينة الأمنية، ثم قاموا بجولة في أسواق منبج.
ونقلت المواقع عن شخصية معارضة: أن زيارة الوفد الأميركي لم تأت من فراغ وذلك بعد الإصرار التركي على التوجه عسكرياً باتجاه مدينة منبج لإخراج «قوات سورية الديمقراطية – قسد» التي تعتبر «حماية الشعب» عمودها الفقري، مشدداً على أن تركيا لن تتخلى عن موقفها، لأن غض الطرف عما يحاك على حدودها الجنوبية مع سورية سوف ينعكس على وضعها الداخلي ووحدة أراضيها.
وكان أردوغان صرح، أول أمس أيضاً بأن على واشنطن أن تتسلم السيطرة في منبج من «الوحدات»، مؤكداً أنه في حال عدم تسليمها إلى أصحابها الحقيقيين وإخراج التنظيم منها فستضطر تركيا لتحقيق ذلك.
وفي عفرين، تحدثت مواقع إلكترونية معارضة، أن ألغاما من مخلفات «وحدات الحماية»، انفجرت أمس في أحد الأبنية السكنية بحي الأشرفية في مدينة عفرين، ما أدى لمقتل امرأة أخرجت جثتها من تحت الأنقاض، إضافة لإصابة طفلتها بجروح، مشيرة إلى وجود أربعة أو خمسة أشخاص مفقودين وسط استمرار عمليات البحث عنهم بين الأنقاض.
وفي سياق الاقتتال بين الميليشيات التي تقاتل إلى جانب القوات التركية تحدثت مواقع إلكترونية معارضة عن مقتل متزعم إحدى الميليشيات أمس ويدعى أبو صقر القادسية خلال الاشتباكات التي دارت في مدينة عفرين بين مليشيات «فرقة الحمزات» و«تجمع أحرار الشرقية»، بعدما تم استهداف سيارته بالرصاص.
من جهة أخرى، تم اعتقال العشرات من «الحمزات» بعدما انتقلت الاشتباكات من عفرين إلى مدينتي الباب والراعي، في وقت قالت فيه مصادر مقربة من التجمع: إنه فرض سيطرته على جميع مقرات «الحمزات» في مدينة الباب وعلى مداخل ومخارج المدينة.
وتضاربت الأنباء حول انخراط «الجبهة الشامية» في القتال إلى جانب «أحرار الشرقية».
من جانبه أعلن ما يسمى «لواء مغاوير أرطغرل» التابع لـ«الحر» مساء الأحد، مسؤوليته عن محاولة اغتيال الناطق باسم «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في مدينة منبج بريف حلب شرفان درويش.
وكان شرفان درويش القياديّ في مجلس منبج العسكري التابع لميليشيا «قسد» نجا من محاولة قتل في منبج بعد تعرضه لإطلاق نار من قبل مجهولين مساء السبت، نقل على إثره إلى المستشفى.