سورية

«حميميم» تؤكد: جنوب دمشق والقلمون الشرقي المحطة القادمة بعد الغوطة … الجيش يشتبك مع مسلحي دوما.. وترحيل ميليشيات الجيب الجنوبي يتواصل

| الوطن- وكالات

أكدت روسيا أن المحطة القادمة بعد إنهاء ملف الغوطة الشرقية، ستكون جنوب دمشق ومنطقة القلمون الشرقي، في وقت تستكمل فيه إجراءات إخراج مسلحي الجيب الجنوبي لليوم الثالث على التوالي.
وواصل الجيش العربي السوري استهداف الميليشيات المسلحة في مدينة دوما في الجيب الشمالي، في حين لا تزال المفاوضات مستمرة للتوصل إلى اتفاق مصالحة بخصوص المدينة.
وكتب المتحدث باسم «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية»، ألكسندر إيفانوف، على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: ستكون المحطة القادمة بعد الغوطة الشرقية، جنوب دمشق ومنطقة القلمون الشرقي، وذلك بعد أن أعلنت معظم مناطق درعا قبولها ببرنامج المصالحة الروسي.
وتضم منطقة جنوب دمشق منطقتي الحجر الأسود ومخيم اليرموك اللتين يتحصن بهما تنظيم داعش الإرهابي، الذي يسيطر أيضاً على القسم الجنوبي من حي التضامن وجزء من القسم الشرقي من حي القدم، على حين تتواجد أعداد قليلة من جبهة النصرة الإرهابية في جزء بسيط من المخيم. كما تسيطر ميليشيات مسلحة على بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم الواقعة إلى الجنوب من مخيم اليرموك وحي التضامن.
على خط مواز، ذكرت مصادر مطلعة لـ«الوطن»، أن التحضيرات لإخراج دفعة ثالثة من مسلحي جوبر وعين ترما وزملكا وعربين وعائلاتهم إلى إدلب تتواصل وقالت: إن «ثالث أيام الاتفاق يمضي وسط هدوء تام على تلك الجبهات».
من جانبها، لفتت وكالة «سانا» للأنباء إلى أن الحافلات تدخل تباعا إلى جوبر وعربين وزملكا وعين ترما لجلب المسلحين وعائلاتهم الرافضين للمصالحة باتجاه ممر عربين المؤدي إلى الموارد المائية تمهيداً لنقلهم إلى إدلب وذلك في سيناريو مشابه لاتفاق إخراج المسلحين وعائلاتهم من مدينة حرستا الذي أنجز يوم الجمعة الماضي لتعلن المدينة خالية من الإرهاب. وأشارت الوكالة، إلى تجهيز 28 حافلة تقل 1835 شخصاً بينهم 421 مسلحاً وتجميعها على أطراف ممر عربين تمهيداً لنقلهم إلى إدلب في وقت لاحق من يوم أمس بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري.
وأشارت «سانا» إلى أن المسلحين عمدوا إلى إحراق مقراتهم قبل خروجهم بالحافلات حيث شوهدت أعمدة دخان كثيفة تتصاعد من القطاع الأوسط في الغوطة وذلك لطمس حقيقة ارتباطاتهم الخارجية.
وخرجت خلال اليومين الماضيين دفعتان من المسلحين الذين رفضوا المصالحة مع عائلاتهم في جوبر وعربين وزملكا وعين ترما باتجاه محافظة إدلب وتضمنتا 98 حافلة بداخلها 6416 شخصاً من المسلحين وعائلاتهم.
وبالترافق مع تواصل المفاوضات مع مليشيا «جيش الإسلام» لإنجاز اتفاق تسوية مشابه لاتفاقات الجيبين الأوسط والجنوبي لإعلان الغوطة الشرقية خالية من الإرهاب، ذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن» أن الجيش اشتبك مع مسلحي جيش الإسلام في دوما، في مؤشر على إصرار المسلحين على مواقفهم وعدم الاتعاظ مما حصل لنظرائهم في الجيوب المجاورة.
وخرجت أمس دفعات جديدة من المدنيين من أهالي الغوطة الشرقية الذين تتخذهم التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة التابعة لها دروعا بشرية وذلك عبر الممر الآمن المؤدي إلى مخيم الوافدين القريب من دوما والذي افتتحه الجيش العربي السوري لتأمينهم ونقلهم إلى مراكز الإقامة المؤقتة.
وذكرت «سانا»، أن وحدات من الجيش وفرقا طبية من الدفاع المدني ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري استقبلت دفعات جديدة من الأهالي الهاربين من التنظيمات الإرهابية التي احتجزتهم واتخذتهم دروعا بشرية في القطاع الشمالي للغوطة الشرقية.
ولفتت إلى أن معظم المدنيين الخارجين من الممر هم أطفال ونساء وشيوخ حيث تم نقلهم بالحافلات إلى مراكز الإقامة المؤقتة المجهزة مسبقاً بكل الخدمات الأساسية من أماكن سكن وإطعام ومركز صحي وغيرها.
وأمنت وحدات الجيش خلال الفترة الماضية خروج نحو 110 آلاف من المحتجزين لدى التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة عبر الممرات الآمنة على حين لا يزال الإرهابيون يحاصرون مئات العائلات داخل الغوطة الشرقية ويستهدفون الممرات بالأسلحة الرشاشة لمنع مغادرة الأهالي.
وفي الإطار ذاته، أعلن مركز المصالحة الروسي في بيان له ظهر أمس خروج أكثر من 400 مدني، منذ ساعات الصباح من الغوطة الشرقية عبر الممر الإنساني في مخيم الوافدين، وأنه منذ بدء عمل الممر الإنساني خرج أكثر من 114 ألف شخص، وذلك بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.
من جهة ثانية، ذكرت «سانا» أن وحدات من الجيش العربي السوري نفذت أمس أعمال تفتيش وتمشيط واسعة داخل بلدة حزة لتطهيرها من مخلفات التنظيمات الإرهابية عثرت خلالها على مستشفى ميداني وشبكة طويلة من الأنفاق من بينها نفق ضخم يمتد إلى بلدة كفر بطنا كان الإرهابيون يستخدمونه في التنقل وتخزين الأسلحة والذخيرة.
وأوضحت «سانا» أن الجيش واصل تأمين الأهالي داخل منازلهم في بلدات حزة وعين ترما وكفر بطنا وسقبا في حين قامت عيادات متنقلة تابعة لوزارة الصحة بتقديم خدمات مجانية للأهالي في بلدة سقبا.
ورصدت وسائل الإعلام المحلية في بلدة حزة، حجم الدمار والتخريب الذي لحق بالبنى التحتية والخدمية والمدارس نتيجة جرائم التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة التي أقامت الأنفاق والخنادق بين منازل المدنيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن