سورية

تعديلات على التفاهم الأولي بشأن مصالحة دوما تسلم عصر اليوم.. وموسكو: المسلحون مستعدون للخروج بأقرب وقت … إصرار حكومي على اتفاق مماثل لبقية اتفاقات المنطقة.. ولا خيارات أمام «جيش الإسلام» إلا الرضوخ

| موفق محمد – وكالات

تسلم مختلف الأطراف عصر اليوم ردودها وتعديلاتها على التفاهم الأولي الذي تم التوصل إليه بين الجانب الروسي وميليشيا «جيش الإسلام» بشأن تسوية الوضع في مدينة دوما والتي تعتبر آخر معاقل الميليشيات المسلحة في الغوطة الشرقية، وسط إصرار الحكومة السورية على أن يكون اتفاق المصالحة مماثلاً للاتفاقات التي جرت في باقي مناطق الغوطة.
وعلمت «الوطن» من مصادر مطلعة على ملف المصالحات مساء أمس، بأن جميع الأطراف واصلت أمس دراستها لبنود التفاهم الأولي بالترافق مع استمرار المفاوضات لتحويله إلى اتفاق نهائي. وكانت نفس المصادر كشفت أول من أمس لـ«الوطن»، أن الجانب الروسي توصل إلى تفاهم أولي مع «جيش الإسلام»، بشأن تسوية الوضع في مدينة دوما، بعد أن سيطر الجيش العربي السوري على الأغلبية العظمى من مساحة الغوطة الشرقية.
ولفتت المصادر حينها إلى أن هذا التفاهم الأولي لم يتم توقيعه من أي طرف، على أن يعرضه الجانب الروسي على الحكومة السورية، على حين تقوم الميليشيا بدراسته، مشيرة إلى أن جميع الأطراف ستقوم بدراسة مضمون التفاهم في مدة ثلاثة أيام وفي حال التوافق عليه يصار إلى تحويله إلى اتفاق يجري التوقيع عليه، مع الإشارة إلى وجود بنود تحتاج إلى دراسة متعمقة، وقد يجري تعديل عليها.
وفي تصريحها، أمس، أوضحت المصادر، أن جميع الأطراف «ستسلم عصر اليوم الثلاثاء ردودها وتعديلاتها على التفاهم الأولي»، مؤكدة أن هناك إصراراً من قبل الحكومة السورية على أن يكون اتفاق دوما مماثلاً للاتفاقات التي حصلت في حرستا وبقية مناطق الغوطة الشرقية والتي تم بموجبها إخراج المسلحين وأهاليهم الرافضين للمصالحة إلى شمال البلاد وتسوية أوضاع من يرغب وتسليم المدينة إلى الجيش العربي السوري وعودة مؤسسات الدولة إليها.
ورأت المصادر، أن «جيش الإسلام»، «سيرضخ» لشروط الحكومة السورية لأن «الأمر لم يعد بيده ولا خيارات أمامه»، بعد أن سيطر الجيش العربي السوري على الأغلبية العظمى من مساحة الغوطة الشرقية ومحاصرة الميليشيا في دوما.
وأكدت المصادر، أن الأهالي في مدينة دوما يصرون على إبرام اتفاق مصالحة مع الدولة ينهي وجود السلاح والمسلحين في المدينة ويعيدها إلى كنف الدولة.
وفي وقت سابق من يوم أمس نقلت وكالة «سوتنيك» الروسية عن نائب رئيس إدارة العمليات الرئيسية للأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، ستانيسلاف حجي محميدوف، تأكيده استعداد مسلحين في مدينة دوما، لإلقاء السلاح ومغادرة المدينة «في أقرب وقت».
وقال محميدوف وفقاً للوكالة: «إنهم على اتصال بضباطنا من مركز المصالحة، وأعتقد أننا سنخرجهم في أقرب وقت من دوما»، معتبراً أن «المشكلة فقط في عدد وسائل المواصلات التي يمكن أن يوفرها الجانب السوري، ورغبة المسلحين».
وأضاف: «أعتقد أننا سنحل المسألة، لأنهم مستعدون بالفعل لإلقاء السلاح في أقرب وقت».
وسبق حديث محميدوف أول من أمس، تأكيد رئيس المكتب السياسي في «جيش الإسلام» محمد علوش أن المفاوضات مع الجانب الروسي «صعبة للغاية» مقللاً من توقعاته فيها بـ«نتائج سريعة».
وفي توضيح على حسابه الشخصي في تلغرام أكد علوش حصول اللقاء مع الجانب الروسي مساء الأحد.
واحتوى حديث علوش على مزاعم بأن المدنيين الذين خرجوا من الغوطة يعانون من «الأوضاع المزرية لمراكز الإيواء التي يحتجزون فيها»، معتبراً أنها كانت أول محاور البحث إضافة إلى «تبادل جثث الضحايا من موقوفي عدرا العمالية الذين قضوا تحت القصف الذي استهدف أماكن تواجدهم» على حد زعمه.
ولفت علوش إلى أن «النقاش دار حول المبادرة المقدمة في اللقاء الماضي» والسماح لإيصال المساعدات بالدخول، مع التأكيد على استمرار وقف إطلاق النار طيلة فترة المفاوضات.
وبحسب علوش تم تحديد الجولة المقبلة بعد ثلاثة أيام سيتم خلالها استكمال الحوار حول المبادرة، حيث طلب الجانب الروسي إعادة النظر في المبادرة وطرح بعض الأسئلة والاستفسارات التي ينتظر الجواب عليها خلال الجولة القادمة.
واختتم علوش حديثه بتوجيه رسالة إلى من سماهم «أهلنا الصابرين»، وقال: «إن جولات المفاوضات التي نخوضها صعبة للغاية، ولا يتوقع منها النتائج السريعة، ولذلك فإن المرحلة تحتاج منا جميعاً إلى طول النفس والصبر والتماسك وأخذ الحيطة والحذر، والبعد عن تداول المعلومات المغلوطة والتحليلات الخاطئة».
من جانبه نشر الناطق باسم «جيش الإسلام»، حمزة بيرقدار، على موقع «تلغرام» ليل الأحد، أيضاً أن «المفاوضات الجارية مع روسيا هي من أجل البقاء في دوما وليس الخروج منها».
وكان عضو مجلس الشعب عن مدينة دوما محمد خير سريول رأى في تصريح لـ«الوطن» نشر أول أمس أن المفاوضات المكثفة قد تفضي إلى التوصل إلى اتفاق، يقضي بحل ميليشيا «جيش الإسلام»، وتسليم الأسلحة الثقيلة، وعودة مؤسسات الدولة إلى العمل داخل المدينة، ورفع علم الجمهورية العربية السورية هناك، على حين رجح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن تؤدي المفاوضات إلى اتفاق يقضي بتحويل دوما إلى منطقة «مصالحة» على أن تعود إليها مؤسسات الدولة مع بقاء مسلحي «جيش الإسلام».
في المقابل، أشارت وكالة «سانا» في تقرير لها إلى أن أهالي المخطوفين في الغوطة يترقبون بحسرة خروج المخطوفين أو تأكيد استشهادهم.
وجاء في التقرير: أن الأمل يشرع أبوابه في قلوب العديد من عائلات المخطوفين بلقاء أحبتهم أحياء أو استعادة جثامين شهداء ارتقوا دفاعا عن سورية مع انتصار الجيش العربي السوري في الغوطة الشرقية ودفعه المسلحين للانخراط في اتفاقات تسوية تقضي بخروج المسلحين الرافضين للتسوية مع عائلاتهم من بلدات شرق العاصمة وشمالها حيث ينتظر تحرير العشرات من مدنيين وعسكريين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن