سورية

قوات الجيش جاهزة حول دوما.. و«حميميم»: من غير المقبول أي تواجد مسلح خارج سلطة الحكومة في محيط العاصمة … الجعفري: تحرير الغوطة اقترب وسنحرر كامل أراضينا بما فيها الجولان وعفرين

| الوطن- وكالات

زاد الجيش العربي السوري من تحشيده في محيط مدينة دوما لزيادة الضغط على ميليشيا «جيش الإسلام» بهدف القبول باتفاق مصالحة على غرار ما حصل في المدن والبلدات المجاورة لها في الغوطة الشرقية، وفي الوقت ذاته أكدت «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية» الروسية «عدم قبول أي تواجد مسلح خارج سلطة الحكومة السورية» في محيط العاصمة.
بموازاة ذلك كانت العملية الإنسانية مستمرة بخروج المدنيين من مناطق سيطرة المسلحين، فيما كان إجلاء مسلحي الجيب الجنوبي من العاصمة متواصلاً، إلا أن الدول الغربية في مجلس الأمن كانت حريصة على التعامي عن هذه الجهود، على حين كانت الأمم المتحدة تبحث عن مخرج لإنقاذ «جيش الإسلام» بزعم «حماية المدنيين»، إلا أن مندوب سورية الدائم لديها بشار الجعفري شدد على «رفض أي وجود إرهابي أو عدواني على أراضينا أياً كان شكله وسنحرر كامل أراضينا بما فيها الجولان وعفرين».
وأكد مصدر عسكري أمس لـ«الوطن» توجه جميع القوات العاملة في الغوطة الشرقية استعداداً لبدء عملية عسكرية ضخمة في دوما ما لم يوافق إرهابيو «جيش الإسلام» على تسليم المدينة ومغادرتها.
من جهتها، ذكرت قناة «العالم» نقلاً عن مصادر عسكرية ذات الأمر، معتبرة أن هذا التطور «يأتي على ما يبدو بعد إخفاق المفاوضات التي كانت تجري برعاية روسية مع «جيش الإسلام» لتسليم دوما، وإبرام اتفاق على غرار الاتفاقات التي عقدت مع باقي الميليشيات المسلحة في باقي بلدات الغوطة الشرقية. وتتواصل منذ أيام المفاوضات المباشرة حول مصير مدينة دوما بين روسيا و«جيش الإسلام».
وقال مصدر معارض مطلع على المفاوضات في دوما بحسب وكالة «فرانس برس» أن «في آخر اجتماع لهم الاثنين، خيّر الروس جيش الإسلام بين الاستسلام أو الهجوم»، وجرى منح المليشيا مهلة أيام قليلة للرد، فيما أوضح مصدر ثان معارض أن الروس «لا يريدون اتفاقاً مختلفاً في دوما عن (الاتفاقات التي تم التوصل إليها في سائر مناطق الغوطة»، مشيراً إلى أن «جيش الإسلام في المقابل يريد البقاء» عبر تحوله إلى «قوة محلية»، وألا يتهجر أحد من أهل المدينة بحسب الوكالة.
على خط مواز، قالت «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية» الروسية عبر حسابها في «تلغرام»: لن نسمح على الإطلاق ببقاء أي قوة مسلحة خارج سلطة الحكومة السورية في محيط العاصمة دمشق، وأضافت: الآن وبكل وضوح نعلن أن انتهاء المهلة الروسية الممنوحة للمسلحين غير الشرعيين ستكون الأخيرة. وشددت «القناة» على أن «التنظيمات المتطرفة المتواجدة في المنطقة عليها إنهاء وجودها أو مواجهة الحل العسكري»، مرجحة أن تكون الحلول السياسية مع ما تبقى من الغوطة الشرقية تحت سيطرة المسلحين غير الشرعيين حاضرة في الوقت الراهن، قبل أن تستدرك «لكن لن تستبعد الحلول العسكرية في حال فشلت المفاوضات».
وشهد يوم أمس استمرار إجلاء مسلحي «جبهة النصرة» وميليشيا «فيلق الرحمن» من الجيب الجنوبي للغوطة، وعلمت «الوطن» أنه حتى الساعة السادسة مساء أمس تم تجهيز ٥١ حافلة تقل ٣٢٦٨ شخصاً بينهم ٧٧٠ مسلحاً من جوبر وزملكا وعربين وعين ترما في الغوطة الشرقية تمهيداً لنقلهم إلى إدلب، في اليوم الثالث على التوالي للعملية.
جاء ذلك بعد إتمام خروج 100 حافلة على متنها 6749 شخصاً بينهم 1620 مسلحاً، وتحرير 28 مختطفاً كانوا محتجزين لدى المجموعات الإرهابية في عربين أول أمس الإثنين، على حين خرج يومي السبت والأحد 98 حافلة بداخلها 6416 شخصاً من المسلحين وعائلاتهم، وتم تحرير 8 مخطوفين في أول يوم من بدء العملية. وحتى مساء أمس بات عدد الخارجين من الجيب الجنوبي للغوطة حتى ساعة تحرير هذا الخبر 16433 من المسلحين وعائلاتهم باتجاه إدلب.
وذكر نشطاء أن قرابة 300 مسلح رفضوا الخروج إلى إدلب وطلبوا تسوية أوضاعهم أمس. وتأكيداً على إرهاب المسلحين ذكر موقع قناة «الميادين» أن مسلحاً خرج من الغوطة الشرقية أقدم على قتل عائلة استضافته في قرية الحويجة بسهل الغاب شمال غرب حماة مؤلفة 5 أشخاص وأصاب 4 آخرين بعد ساعات من وصوله الإثنين، بعد «نقاش حصل بين المسلّح والعائلة التي استضافته يتمحور حول الاتهامات بالخيانة والخذلان الأمر الذي أثار غضب المسلّح وقيامه بسحب سلاحه وإطلاق الرصاص على الموجودين» الأمر الذي بررته تنسيقيات المسلحين بأن «المسلّح يعاني من ضغوط نفسية واضطرابات عقلية»
في مقابل ذلك واصل الجيش تأمين خروج المئات من المدنيين المحتجزين من الإرهابيين في منطقة دوما عبر ممر مخيم الوافدين. وبحسب مركز المصالحة الروسي، فقد خرج أمس 523 شخصاً من الغوطة الشرقية عبر معبر مخيم الوافدين، لافتاً إلى أن مجموع الخارجين من دوما وصل إلى 25013 شخصاً. وفي بيان للمركز التابع لوزارة الدفاع الروسية، جاء أيضاً «منذ بدء عمل الممر الإنساني وبمساعدة المركز الروسي للمصالحة خرج أكثر من 122 ألف شخص».
وذكرت وكالة «سانا» أن أغلبية الخارجين أمس هم أطفال ونساء وشيوخ وكان في استقبالهم عناصر من الجيش والهلال الأحمر ومحافظة ريف دمشق قبل أن يتم نقلهم بالحافلات إلى مراكز الإقامة المؤقتة المجهزة مسبقاً بكل الخدمات الأساسية من أماكن سكن وإطعام ومركز صحي وغيرها. ولفتت الوكالة إلى أن من بين المدنيين الخارجين 8 حالات إنسانية تم نقلهم بواسطة سيارات الإسعاف إلى المشافي في دمشق لمتابعة وضعهم الصحي.
في الغضون تعامت الأمم المتحدة عن كل الجهود السابقة ودعت إلى احترام القانون الإنساني الدولي وتوفير الحماية للمدنيين المحاصرين في مدينة دوما، وذلك في حديث لنائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق للصحفيين بمقر المنظمة بنيويورك.
وخلال جلسة لمجلس الأمن أمس حول الأوضاع الإنسانية في سورية، بدا أن مندوبي فرنسا وبريطانيا ومعهم مندوب المنظمة للشؤون الإنسانية حريصون على مواصلة الهجوم على دمشق بمزاعم «الإنسانية».
في المقابل أكد المندوب الروسي فاسيلي نبينزيا أن أكثر من 121 ألف مدني خرجوا من الغوطة الشرقية بشكل طوعي، واشاد بالجهود السورية الروسية لتوفير الطعام والمتطلبات الأخرى للمدنيين الخارجين من الغوطة. ولم يفت نبينزيا انتقاد بعض أعضاء مجلس الأمن الذين «يفضلون إضاعة الوقت بكتابة خطابات للحفاظ على جماعات يدعمونها».
المندوب الصيني ما تشاو شيو بدوره شدد ضرورة «الحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها واستقلالها» وان «العملية السياسية فيها لحل الأزمة يجب أن يقودها السوريون أنفسهم» أما الجعفري فأكد أن أهالي الغوطة رفضوا الإرهاب الذي استخدمهم دروعاً بشرية، معتبراً أن ما سماها «هيستيريا الغرب سببها أنهم لا يريدون سوى ابتزاز الحكومة السورية سياسياً وإنسانياً وحماية الإرهابيين».
وأوضح الجعفري أن ساعة تحرير الغوطة من الإرهاب اقتربت، مشدداً على «رفض أي وجود إرهابي أو عدواني على أراضينا أياً كان شكله وسنحرر كامل أراضينا بما فيها الجولان وعفرين». وفي تحليل عميق لما يصدر عن الدول الأخرى، قال الجعفري: إن دولتين فقط من أعضاء مجلس الأمن الدولي لديهما سفارة في دمشق لذلك كان تقييمها موضوعياً لحقيقة الوضع في سورية» في إشارة إلى الصين وروسيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن