معركة الهبوط في الدوري الممتاز حامية الوطيس … الجهاد حسمها والمنافسة على الهروب مستعرة
| نورس النجار
الحديث عن معركة الهروب من الهبوط بالدوري الممتاز تشبه حال المنجمين الذين يتوقعون وقد يصيبون أو يخطئون، وهو حديث أشبه بعلم الغيب لا يعرف مصيره إنسان، لكن هناك بعض المقومات تجعلنا نضع النقاط على الحروف طبقاً للوقائع والأحداث وظروف الفرق والمباريات.
في الحديث عن الفرق المهددة هناك فريقان مهددان بشكل مباشر هما الجهاد والمحافظة، وهناك عدة فرق قريبة من الهبوط هي: الحرفيون وحطين قبل مباراته أمس بعشرين نقطة والوثبة 21 نقطة والمجد 22 نقطة وهذه الفرق واقعة تحت الخطر وإن كانت بنسبة أقل.
العيون تتجه إلى الجهاد لأنه (انتهى) وإلى المحافظة لأنه مقل بنقاطه وإلى الحرفيين لأنه (أفلس)، وتبقى الأسابيع القادمة كفيلة بإيضاح الصورة الحقيقية لمعركة الهبوط الساخنة.
وداع مبكر
من الطبيعي أن يكون فريق الجهاد أول المودعين للدوري نظراً لضآلة النقاط التي جمعها حتى الآن فرصيده بلغ ست نقاط، والرصيد الكامل المفترض من بقية مبارياته 21 نقطة، فإن جمعها كلها نجا وإلا فسيهبط إلى الدرجة الأولى.
ولا أحد يلوم الجهاد على ذلك فظروفه كانت أكبر من مشاركته وهو عانى الكثير من الإرهاق والتعب وسوء الحالة المالية، والأهم أنه لم يرفع الراية البيضاء فلعب كل مبارياته بقوة وتفان وإخلاص وحقق بعض النتائج الطيبة.
مباريات الجهاد السبع القادمة غاية في الصعوبة ومن المستحيل نظرياً الثبات في كل هذه المباريات لذلك نعتقد أن الجهاد حسم أمر بقائه في الدوري وسيكون أول الهابطين.
سيلعب الجهاد أولى مبارياته مع الاتحاد المنافس على لقب الدوري بدمشق ثم يغادر إلى اللاذقية لمواجهة تشرين ويعود إلى دمشق لمواجهة الشرطة ويلعب مع الطليعة بحماة، هذه الفرق تعتبر الفوز على الجهاد تحصيل حاصل من خلال موقعها وإمكانيات فرقها ودعم جمهورها.
المباريات الثلاث الأخيرة ستكون مع الفرق المتأخرة فسيقابل على التوالي فرق الوثبة والمحافظة والمجد وتعتبر هذه المباريات مباريات النقاط المضاعفة لأن هذه الفرق المهددة ترى من نقاط مبارياتها مع الجهاد جسر عبور نحو الأمان وخصوصاً إذا افترضنا أن نقاط النجاة المفترضة بحدود 28 نقطة.
بين الجنة والنار
فريق المحافظة أكثر الفرق تهديداً بالهبوط ومبارياته صعبة للغاية، رصيده من النقاط 16 نقطة فقط، المشكلة التي تواجهه أنه سيقابل الفرسان الثلاثة في مبارياته القادمة، فسيلعب مع الجيش والوحدة والاتحاد على التوالي، وإذا افترضنا أن هذه المباريات انصبت لمصلحة المتنافسين على اللقب كوضع طبيعي، فإن آماله تنحصر بأربع مباريات لتصل نقاطه إلى 28 نقطة وهو رصيد معقول لكنه يحتاج إلى مساعدة صديق، المساعدة تكمن بتدهور فريق الحرفيين وعدم وصوله إلى هذا الرصيد، وفي ذلك شك ومقامرة غير محسوبة.
في الموسم الماضي كان المحافظة قريباً من الهبوط واستطاع النجاة بفضل نتائجه الأخيرة التي أنقذته، وأعتقد أن الحسابات ستجري أسبوعاً بعد أسبوع، وسيبقى موضوع الهبوط معلقاً حتى صافرة الدوري الختامية.
المحافظة سيواجه الجيش في المباراة القادمة يوم الخميس، ويستقبل الكرامة في الأسبوع الذي يليه ثم يغادر إلى حماة ليواجه النواعير ويستقبل حطين والجهاد على التوالي، مع الجيش يمكن أن يحقق المحافظة مفاجأة، فسبق أن فاز عليه في الذهاب، ومباريات الفريقين اتسمت بالندية دائماً، ومع الكرامة المباراة متكافئة نوعاً ما وأفضلية المحافظة واضحة من خلال حاجته للمباراة على حساب ضيفه المرتاح، لقاء النواعير في حماة ليس صعباً لكنه بحاجة إلى (هز كتاف) المشكلة مع حطين الواقع بالمصير ذاته وستكون مباراة النقاط المضاعفة والفوز فيها غير مضمون، وبعده لقاء الجهاد المفترض أن يكون باليد لكن حذار من الاستهتار.
اللقاءان الأخيران للمحافظة سيكونان مع الوحدة والاتحاد بحلب وهما مشكلة المشاكل، والمفترض أن يكون المحافظة قد حسم موضوع الهبوط قبلهما، لأن هاتين المباراتين قد تحددان بطل الدوري!
لا ننكر أن موقف المحافظة في النجاة صعب لكن بإمكانه النجاة إن حقق الفوز في أربع مباريات وساعدته نتائج الفرق الأخرى.
النفق المظلم
رغم أن فريق الحرفيين يملك في رصيده عشرين نقطة إلا أنه دخل النفق المظلم وبات وجوده بالدوري يحتاج إلى جهود كبيرة جداً، وموقفه صعب كموقف المحافظة وهو مهدد تهديداً جدياً وذلك لكونه يعيش على رصيد نقاطه في الذهاب فلم يحقق بمبارياته الأخيرة أي انتصار في حلب وخارجها.
الفخ الذي وقع به الفريق هو فخ إداري فبعد أن كان ينعم بداعمين طار هؤلاء لطيران الإدارة وباتت إدارة النادي في مأزق مالي وضعها في حالة العجز عن سداد مستحقات اللاعبين ونفقات الدوري، وهذا أسفر عن تراجع الأداء والنتيجة بعد أن أصاب الإحباط اللاعبين، وأولى تبعات ما حدث بالفريق أنه انسحب من دوري الشباب للتخفيف من المصاريف ويخشى البعض أن ينسحب أيضاً من الدوري الممتاز إن لم يجد من يعينه على متابعة المباريات ومصاريفها.
بالشكل العام مباريات الحرفيين صعبة للغاية، سيلعب ثلاث مباريات على أرضه وأربعاً خارجها، أولى المباريات سيستقبل تشرين على ملعبه وهي صعبة بكل الأحوال وخصوصاً أن تشرين يعيش حالة جيدة من الألق، ثم سيلعب مع المجد بدمشق بمباراة النقاط المضاعفة تليها مباراته مع الجيش بدمشق أيضاً وهي أصعب من سابقتيها، يستقبل بعدها الكرامة بمباراة متوازنة ويحل ضيفاً على النواعير بمباراة لن تكون سهلة، وبعدها يستقبل حطين بمباراة النقاط المضاعفة أيضاً ويودع الدوري بلقاء الوحدة بدمشق.
نجاة الحرفيين متعلقة بنتائجه فإن حاز تسع نقاط فسيبقى بالدوري وإلا فسيكون الهابط الثاني.
المقربون من الفريق يعتقدون أن هبوط الحرفيين مسألة وقت، فالنادي غير قادر على تحمل ما تبقى من الدوري ولا يرون فائدة من الاستمرار بين الكبار في ظل عدم وجود النفقة المالية القادرة على تجهيز فريق جديد ودفع العقود والرواتب والتجهيزات، والهروب الجدي بدأ من الكأس عندما انسحب الفريق من المسابقة أمام الكرامة لاعتقاده بعدم جدوى الاستمرار بالمشاركة للأسباب التي ذكرناها.
مما سبق فإننا نستنتج أن يكون الحرفيون أحد الهابطين إن لم يجد الفريق من يتبناه ويدفع له ما يترتب عليه من ذمم.