ابن سلمان في قبضة ترامب واللوبي اليهودي
| تحسين الحلبي
لا تزال عناوين وسائل الإعلام الأميركية تتزايد وهي تعلن أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يطالب واشنطن بشن حرب أميركية على طهران وتصعيد الحرب على سورية بعد انتصار الجيش العربي السوري وحلفائه على المجموعات الإرهابية التي قدمت لها العائلة المالكة السعودية الدعم والمال لإسقاط الحكم في سورية، ويبدو أنه كلما طالت زيارة ولي العهد السعودي للولايات المتحدة كلما ازداد عدد الذين يتناولون زيارته بالتعليق، فقد ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «سي إن بي سي» الأميركية في 20 آذار الماضي أن هناك من يطالب السلطات الأميركية بإعداد زيارة لمحمد بن سلمان إلى موقع تفجيرات 11 أيلول 2001 في نيويورك لكي يرى عن كثب مسؤولية الحكم السعودي في هذه العملية ويضيف الموقع: «إن محمد بن سلمان قد جاء إلى الولايات المتحدة بعد أن خلق وحوشاً إقليمية ولاستثمار الأموال التي صادرها من نخبة رجال الأعمال السعوديين رغم أن ثروة النفط ومستقبلها بدأت تنخفض وقد آن الأوان لإجراء تقييم حول ما إذا كانت السعودية حليفاً استراتيجياً أو عبئاً على الولايات المتحدة».
وبالمقابل يرى محللون في إسرائيل أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يسرّه كثيراً أن يطالب ابن سلمان بشن حرب أميركية مباشرة على إيران لكن ابن سلمان ربما لا يعرف أن إسرائيل تعد أهم حليف استراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة ولا يضارعها بهذه القيمة السعودية أو غيرها، وأن إسرائيل كانت منذ عام 2009 وهي تطالب الرئيس الأميركي في ذلك الوقت باراك أوباما بأن يشن حرباً مباشرة أميركية ضد إيران بحجة منعها من امتلاك السلاح النووي، ولم يستجب لها فكيف سيستجيب ترامب وكل وزرائه يعرفون جيداً أن وزارة الدفاع الأميركية ما تزال غير واثقة من نجاحها في أي حرب مباشرة على إيران بل ستتعرض مصالحها للتدهور في المنطقة إذا شنت مثل هذه الحرب.
يضيف المعقبون في إسرائيل أن ابن سلمان لا يستطيع إقناع ترامب بإلغاء قانون «جاستا» الذي أقر فيه الكونغرس لكل مواطن أميركي تضرر من تفجيرات 11 أيلول 2001 الحق في تقديم شكوى في المحاكم الأميركية على المسؤولين السعوديين والمطالبة بالتعويض المالي عن الضحايا والدمار الذي تسببت به هذه التفجيرات، وقد أعلن أحد القضاة المسؤولين عن متابعة هذا القانون أن أحداً لن يستطيع تعديل هذا القانون وهو ما زال ساري المفعول قانونياً بصيغته التي يحاول محمد بن سلمان تغييرها لكن بلا جدوى، فمن الواضح أن ابن سلمان لن يحقق في هذه الزيارة النجاح في أي من أهدافه بل إن عقلية ترامب كتاجر عقارات ستسلبه عشرات إن لم يكن مئات المليارات من الدولارات ولن يجد في واشنطن إلا دفع الأموال دون مقابل.
لكل ما سبق، تتحدث الصحف الإسرائيلية عن المكاسب التي حققتها إسرائيل من زيارة ابن سلمان دون أي مقابل أيضاً بعد أن عقد اجتماعاً مع جميع قادة المنظمات الصهيونية الأميركية في نيويورك «إيباك» ومنظمة رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية، ومنظمة «بني بريت» أي أبناء العهد الإسرائيلية واللجنة اليهودية الأميركية، ومنظمة الاتحاد الفيدرالي اليهودي الأميركي، وقالت صحيفة «جروزليم بوست» الإسرائيلية في 29 آذار الماضي إن قادة الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة وصفوا ما قدمه لهم ابن سلمان بـ«نقطة تحول تاريخي نحو اليهود ولبى حاجة أساسية لهم بتشكيل قناة علاقات بينهم وبين العائلة المالكة وأنه تطرق معهم إلى موضوع مدينة القدس وقرار ترامب بنقل السفارة الأميركية إليها كعاصمة لإسرائيل وقال لهم إنه يعترف بالإرث اليهودي فيها»؟! وتعلق صحيفة «هآرتس» متسائلة عما إذا كان ابن سلمان قد سعى من اجتماعه بقادة اليهود الأميركيين إلى الحصول منهم على خدمات يضغطون فيها على الإدارة الأميركية لمصلحة السعودية، وهو ربما لا يعرف أنهم سيطلبون منه ما يريده نتنياهو وهو زيارة الكنيست أي البرلمان الإسرائيلي وتوقيع اتفاقية التطبيع مع تل أبيب، ويبدو أن التخبط الذي يسيطر على عقلية ابن سلمان ستجعله يفرط بعد عودته من واشنطن بأكثر من 500 مليار دولار أخرى بلا مقابل وتحت حجة شراء الأسلحة علماً أن السعودية ومعها بعض دول الخليج اشترت في عام 2010 أسلحة بقيمة 123 مليار دولار وكانت قد اشترت منذ عام 1996 حتى عام 2002 أسلحة بقيمة 200 مليار دولار في عام 2018 سلم محمد بن سلمان ترامب مبلغ 410 مليارات دولارات ثمن أسلحة إضافة إلى 500 مليار لتوظيف الأميركيين.