سورية

درعا.. محافظة أرهقها الإرهاب وأهلها تقلقهم الحرب

| درعا الوطن

في كراج باب مصلى بدمشق، كان الوجوم سيد الموقف على وجوه أبناء محافظة درعا المتوجهين إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم.
بعضهم قادم من مناطق تحت سيطرة المسلحين كما تروي أم جاسم لـ«الوطن» وهي في «السرفيس» خلال الطريق من دمشق إلى درعا.
وتضيف أم جاسم: إن الأهالي غير راضين عن وضع المحافظة، ويقلقهم أكثر الحديث عن عمل عسكري قادم فمن يقطن في مناطق سيطرة المسلحين لا يقو على معارضتهم ويخشى الحرب القادمة أما من يعيش في المناطق الآمنة فليس بمنأى عن القذائف التي قد تسقط على منزله في أي لحظة.
قبيل الوصول إلى بلدة الكسوة، يشاهد العلم السوري يرفرف عالياً وسط ساحتها وتقول أم جاسم: كان قسم من الكسوة تحت سيطرة مسلحين منهم من فر ومنهم من قبل بالمصالحة وإن شاء الله يقبل المسلحون في درعا بذلك ويوفرون علينا مشقة الحرب.
توحي الأبنية الضخمة التي تبدو قيد الإنشاء بعد منطقة الكسوة بأن جهوداً حكومية بذلت في السابق لإنشاء مجمع صناعي ضخم في هذه المنطقة الخالية من الكثافة السكانية، ولكن بعد ذلك وقبل الدخول في الحدود الإدارية لمحافظة درعا تبدأ البلدات تباعا وقد ظهرت عليها آثار المعارك مع الإرهابيين، بينما لا تزال بعض الدشم على جنبات الطريق في بلدة خبب.
ومع الدخول في الحدود الإدارية لمحافظة درعا تبدو مدينة إزرع بوضع جيد مقارنة بمدينة الشيخ مسكين التي تليها أو نامر التي بدا حجم الدمار فيها كبيراً.
وتظهر آثار تفجير جسر خربة غزالة كدليل واضح على الإرهاب الأعمى الذي قطع طريق درعا دمشق في أعوام سابقة، على حين تظهر سلاسة المرور على معبر خربة غزالة حرص الدولة على المصالحة وتسهيل عبور المدنيين.
وقبيل دخول المدينة تظهر بلدة عتمان على يمين الطريق وهي خاضعة للمسلحين فيما تظهر ورش الكهرباء على جانبي الطريق عبر 4 آليات ترفع عمال صيانة إلى أعمدة لا يبدو أن تركيبها كان منذ وقت بعيد فلون الإسمنت يؤشر على حداثة التركيب، كما أن الأعمدة بمعظمها جديدة، وخطوط الشبكة جديدة كذلك.
الأراضي الخضراء على جانبي الطريق تظهر بوضوح أن هذه المحافظة يمكن أن تكون سلة سورية الغذائية، وتنفذ فيها مشاريع وخطط زراعية عديدة، فأشجار الزيتون والكرمة منتشرة بكثافة وآبار المياه ومشاريع الدولة لمد المياه إلى المزارعين لا تزال واضحة. وتقول أم جاسم عند أول حواجز المدينة: لقد أزالوا السواتر الترابية مؤخراً وركبوا أعمدة إنارة جديدة واليوم أصبح منظر مدخل المدينة يذكرنا بالأيام الخوالي.
وحين يدخل المرء في حي السبيل أول أحياء المدينة حتى تفتح له مبانيها صفحات تاريخ الحرب وما تعرضت له من قصف فآثار المعارك على كل جدار وفي كل زاوية.
ويقول أبو أدهم، صاحب بقالية لـ«الوطن»: لقد تعرضنا لحرب شديدة ولولا بسالة الجيش لاحتل المسلحون المدينة في «عاصفة الجنوب»، في إشارة إلى المعركة التي أطلقتها «جبهة النصرة» الإرهابية والميليشيات المسلحة في حزيران العام الفائت.
ويضيف أبو أدهم: اليوم نسمع أن الجيش قادم لإنقاذنا ولكننا نخشى القذائف أيضاً بعدما شاهدنا ما فعله الإرهاب بدمشق قبل عملية الغوطة.
وداخل المجمع الحكومي تبدو المساتر والدشم على مختلف الجدران وكأنه موقع عسكري على أحد خطوط الجبهة، أما المكاتب فلا توحي بأنها لمجمع مركزي في محافظة، ويقول أحد المسؤولين داخل المجمع لـ«الوطن»: أكثر من 100 مكتب تعرضت للقصف والتدمير خلال «عاصفة الجنوب» فقد استماتوا للسيطرة على المدينة ودحرهم الجيش.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن