رياضة

في ختام الدوري… عدلت كرة القدم…الجيش بطل ولا عزاء للوحدة والشرطة

 ناصر النجار :

أهدى فريق الشرطة اللقب لفريق الجيش في ختام التجمع النهائي للدوري الكروي الذي أسدل الستار على مبارياته عصر الجمعة بلقاء المرحلة الخامسة والأخيرة.
ودخل الشرطة الجولة متصدراً وعلى رأس قائمة المرشحين لنيل اللقب، لكنه أضاعه في المباراة التي جمعته مع الوحدة بفضل أخطاء ساذجة من الدفاع منحت الفوز للوحدة واللقب للجيش.
وتجاوز الجيش كل جراح خسارته مع الشرطة، فتلقى هدية الشرطة مسروراً قالباً كل التوقعات بهدف صاعق منحه الفوز على المحافظة ونيل لقب الدوري.
واستحق مصفاة بانياس التحية والتقدير على إصراره على عدم مغادرة الدوري دون بصمة، فكان فوزه المفاجئ على المجد الذي لم يكن في يوم سعده فخرج خاسراً، وندب جمهور المجد حظه على فريق لم يكن أكثر من ضيف شرف على هذا التجمع، والشيء ذاته ينطبق على فريق المحافظة الذي غاب عنه الحظ والتوفيق بآن واحد معاً.
مباريات الجولة الأخيرة انتهت بنتيجة واحدة 2/1 ففاز الوحدة والجيش ومصفاة بانياس على الشرطة والمحافظة والمجد على التوالي، والمفارقة أن أهداف الفوز الثلاثة جاءت حاسمة في اللحظات الأخيرة من المباريات.

تقلبات
الشوط الأول من المباريات الثلاث انتهى إلى التعادل السلبي، وكانت الفرق فيه حذرة خشية هدف مباغت، فندرت الفرص وتاهت الكرة وسط الملعب وفي زحمة الأقدام المكبلة، ولم يكن هناك ما يستحق النشر سوى ركلة جزاء الجيش التي أضاعها محمد شريفة د30، وتسديدة الشرطة بالعارضة منتصف الشوط الأول وكانت رمية ذكية من لاعب منتخبنا الأولمبي مؤمن ناجي من منتصف الملعب مستفيداً من تقدم الحارس.
الشوط الثاني شهد تقلبات كثيرة فحاز الوحدة الدوري في ربع الساعة الأولى حسب نتائج المباريات الثلاث، ثم انتقل إلى الشرطة في الربع الثاني، وكانت ضحكة الجيش كبيرة في آخر المباراة، وبدأ هذا الشوط بثلاثة أهداف، فسجل المحافظة في الدقيقة 48 عبر أنس بلحوس وتقدم، وكذلك فعل المجد عبر رجا رافع، ثم سجل الوحدة عبر البديل ماجد الحاج د 57، عادت المباريات إلى نقطة الصفر بأهداف التعادل الثلاثة، فأدرك الجيش التعادل عبر زكريا قدور د57، كما نال الشرطة التعادل بوساطة وسيم بوارشي د 64، ومثله فعل هداف مصفاة بانياس علي خليل إنما في الدقيقة 68، حمي وطيس الملاعب الثلاثة على اللقب بين الفرق الثلاثة التي كانت تأمل الظفر باللقب، فاقترب الوحدة من اللقب بهدف الفوز الذي سجله المدافع عبد القادر دكة د87 على أمل أن يسجل المحافظة هدفاً، لكن الآمال تحطمت بعد أربع دقائق عندما سجل مؤيد الخولي هدف البطولة وكان هدفاً يعادل موسماً بأكمله، أيضاً سجل حسن أبو كف هدف الفوز الشرفي لمصفاة بانياس د88.
العدالة
فوز الجيش ببطولة الدوري كان منطقياً وعادلاً قياساً إلى ما قدمه من أداء متوازن في جميع المراحل، حتى في التجمع الأخير كان الأفضل من غيره، فرغم أنه لم يقدم الأداء المنتظر، إلا أنه كان عند حسن الظن به، والجيش طوال الموسم لم يخسر في الدوري إلا مع الشرطة، ولم يخسر آسيوياً، حتى خسارته أمام الوحدة بنصف نهائي الكأس ردها بالتجمع النهائي.
تميز الجيش بدفاعه القوي وحارسه المتميّز، ووسطه الفعّال، ومشكلة الفريق تكمن بعدم وجود الهداف، لذلك عزّز مدرب الفريق الكابتن أنس مخلوف مفهوم العمل الجماعي في الفريق كبديل من غياب الهداف، لذلك جاءت مجمل الأهداف نتيجة لذلك أو عبر حلول فرديّة.

ضريبة قاسية
الوحدة دفع ضريبة تراجع مستوى لاعبيه وأدائهم ثمناً باهظاً، فكان ضيف شرف على التجمع، ولو لعب الوحدة كما بدأ به الدوري من مستوى، وكما أدى من مباريات في كأس آسيا لكان اليوم متوجاً، أو على الأقل لم (يترنح) في هذا التجمع، ومنذ خروج الوحدة من ثُمن نهائي الكأس الآسيوية أصابت الفريق (اللعنة) فأكمل الدوري بسمعته فقط، وقلنا وقتها: إن الفريق متعب ومرهق، لكن الإرهاق استمر والتعب لم يستطع التخلص منه، فضاع الدوري، ولم يستطع الفريق الحفاظ عليه موسماً آخر، وهذا يفرض على إدارة النادي التفكير ملياً بما وصل إليه الفريق الذي لم يستحق هذا الجمهور الكبير قياساً إلى ما قدمه من أداء.
فدفاع الفريق صار على مرمى خصومه، فكل الفرق نالت منه، ولنتأكد يكفينا أن نعلم أن شباكه اهتزت سبع مرات في خمس مباريات، وصُدمنا بهجومه الذي أخفق في تعزيز قوة الفريق، فلم يكن الورقة الرابحة في التجمع، ورغم أنه سجل ثمانية أهداف إلا أنها لم تكن كافية لتغيير النتائج، وخصوصاً في المباريات التي أضاع فيها الفريق نقاطاً مهمة (المحافظة – م. بانياس)، أما وسط الفريق فمرة فوق ومرة تحت ولم يكن بمستوى واحد في المباراة الواحدة.
على كل حال أهل مكة أدرى بشعابها والموضوع برمته برسم إدارة الفريق علّها تصلح حال الفريق وما وصل إليه، نذكر أخيراً أن الوحدة جاء في المحصلة النهائية بالمركز الثاني خلف الجيش، والفريق لم يخسر هذا الموسم إلا مع الجيش والمحافظة، لكنه طبّ بكثرة التعادلات التي أرهقت كاهل الفريق.

عقدة المجد
الشرطة فرّط بلقب كان قريباً منه، فأضاعه برمشة عين، والشرطة كان الفريق الوحيد الذي كان مصيره بيده، ولم يكن بحاجة لأي مساعدة من أي فريق، والمشكلة أن الفريق لم يخسر أمام الوحدة لأن الوحدة أفضل منه، بل لأن دفاعه كان في خبر كان! فهدفا الوحدة جاءا من خطأين قاتلين لم نعهد أن يقع فيهما دفاع الشرطة المعروف بقوته وتماسكه، ولم يتمكن من إيجاد الحلول الهجومية لفرض تفوقه وتعديل النتيجة التي خالفت كل التوقعات.
وقبل مباراة الوحدة سقط الفريق مع المجد وأضاع ركلة جزاء، ولو فاز بهذه المباراة لحسم الدوري قبل مباريات الجولة الأخيرة، وعقدة الشرطة هذا الموسم كانت فريق المجد الذي خسر معه في إياب الدوري 1/2 وخسر في التجمع صفر/1، وكانت خسارته الثالثة أمام الوحدة 1/2.
الشرطة جاء وصيف التجمع وثالث الدوري، وما حققه هذا الموسم كان جيداً قياساً إلى مجموعة الجيش والوحدة التي كانت تزخر باللاعبين المتميزين، إضافة إلى لاعبي الاحتياط الذين لا يقلون قوة عن نظرائهم، ويبقى أمل الشرطة قائماً بالتعويض في نهائي الكأس الذي سيواجه به الوحدة مساء السبت القادم في الثامنة على ملعب تشرين.

رجا هداف
حسم مهاجم المجد رجا رافع لقب الهداف لمصلحته هذا الموسم بوصوله للهدف الثاني عشر الذي سجله بمرمى مصفاة بانياس، وجاء ثانياً لاعب الوحدة محمد حمدكو وله أحد عشر هدفاً، وثالثاً لاعب الاتحاد عبد اللـه نجار بتسعة أهداف، ثم لاعبا الجيش باسل مصطفى وعبد اللطيف سلقيني بثمانية أهداف، ولاعبا الشرطة رعد فران وأحمد الأسعد بسبعة أهداف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن