رياضة

في جبلة.. تعادل فريقها مع الفتوة حرك المياه الراكدة

| خالد عكو

ما إن انتهت مباراة جبلة والفتوة بالتعادل السلبي حتى بدأت حملة تقاذف الاتهامات وتحميل مسؤولية الأداء السلبي من الجمهور للاعبين والإدارة، ليعقبها ليلاً إعلان رئيس النادي أحمد حميدوش استقالته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن بعدها أيضاً الأنباء عن استقالة المدرب عمار الشمالي، لتجتمع في اليوم التالي اللجنة التنفيذية في اللاذقية مع إدارة النادي ويتم رفض الاستقالة وتجديد الثقة بالإدارة.
وقد قامت إدارة النادي بإجراء مؤتمرٍ صحفيٍ يوم السبت المنصرم للوقوف على مشاكل النادي وإبداء حقيقتها للجمهور المحتقن وأيضاً لتبيان نتيجة الاجتماع الذي جرى في اللاذقية، وقد حضر المؤتمر رئيس النادي إضافة لعضوين من الإدارة وأيضاً المدرب الشمالي، وغاب عن المؤتمر خبرات النادي.
بدأ المؤتمر بدقيقة صمت على أرواح الشهداء الكرام ليتحدث بعدها حميدوش إلى الحاضرين عن مشاكل النادي منذ أن استلم إدارته.

أزمة مالية خانقة
أبدى رئيس النادي استغرابه من التهجم عليه وعلى الإدارة من الجمهور، شارحاً بأن الجمهور لم يع بعد أزمة النادي المادية والشح الكبير للموارد، مصرحاً بأن النادي منذ استلامه لمنصبه لم يحصل على دعمٍ ماديٍ سوى بمبلغ عشرة ملايين ليرةٍ، منها مبلغ مليونٍ ونصف المليون فقط كدعمٍ مقدمٍ من الاتحاد، واصفاً مبلغ العشرة ملايين بأنه لا يكفي لشراء لاعبٍ واحدٍ ممتازٍ، كما فصّل بأن الاستثمارات الكثيرة التي يملكها النادي لاتعود عليه سوى بمبلغٍ لا يتجاوز الخمسة ملايين سنوياً، محملاً رؤساء النادي السابقين مسؤولية عقد هذه الاستثمارات، ووصف ما حققه مع النادي منذ استلامه بالإنجاز الكبير، لتمكنه هو والإدارة من بناء فريقٍ ينافس على صعيد كأس الجمهورية إضافة للمنافسة على التأهل للدوري الممتاز وذلك كله بالاعتماد على هذه الموارد القليلة، كما نوه بتشويه الحقائق من البعض، حيث بين أن جميع اللاعبين استلموا رواتبهم بشكلٍ كاملٍ قبل مباراة الفتوة (باستثناء قلةٍ قليلةٍ)، ووضح بأن مجموع ما بقي من مبالغ مقدمات العقود للاعبين في ذمة النادي أقل من مليوني ليرة.

حلولٌ تلوح في الأفق
شرح رئيس النادي بأن النادي سيستمر بالدوران في الدائرة المفرغة التي استمر وجوده فيها منذ مطلع الألفين ما لم يجد حلاً جذرياً لمشكلته، مبيناً بأن النادي وإن استطاع الصعود للدوري الممتاز فإنه لن يصمد على الأكثر وسيعاود الهبوط تحت وطأة الضغوط المالية، إلا في حالة إيجاده لحلٍ جذريٍ لهذه المشكلة، مصرحاً عن وجود أملٍ يلوح في الأفق، بوجود خططٍ استثماريةٍ قادمةٍ قد ناقشها في اجتماعه الأخير مع تنفيذية اللاذقية، بإنشاء استثماراتٍ تدر على النادي ملايين الليرات في السنوات القادمة، مبيناً بأنه يكفيه فخراً أن يتم في عهده حل عقدة النادي المادية إن تم الأمر، وبالتالي تصويب مسار النادي إلى المسار الصحيح.

الأمل موجود
تحدث الكابتن الشمالي عن وجوب التركيز على المباريات المتبقية، واصفاً حظوظ فريقه في التأهل بأنها جيدة، وشارحاً بأن الحسابات معقدةٌ جداً وبأن جبلة يحتاج لثلاثة انتصارات على الأقل ليكون بين المتأهلين، مبيناً أن هذا يقع تحت إطار الممكن، كما شدد على أهمية الانتصار غداً أمام الكسوة، وأضاف بأنه حتى لو لم يحقق الانتصار غداً فإن الأمل ما زال موجوداً، وطلب من الجميع التحلي بالصبر.

إيقاف الضغط النفسي
طلب الشمالي من الجميع إيقاف تبادل الاتهامات فوراً، طالباً من الجمهور أن يكونوا داعمين نفسياً للاعبين، وأن يؤجلوا الكلام السلبي والانتقادات لهم إلى ما بعد انتهاء الدوري، حتى لا يكون الانتقاد عاملاً سلبياً، وبالتالي يؤثر في أدائهم بأرض الملعب، واصفاً المرحلة بالحساسة جداً، وراجياً بألا تتكرر سيناريو العام الماضي مع جبلة في مبارياته الأخيرة من الدوري الممتاز.
كما أوضح أن فريقه يتحسن مباراةً تلو الأخرى، واصفاً أداء اللاعبين مع جرمانا بأنها الأسوأ، وأن أداء فريقه مع الفتوة هو الأفضل من بين كل المباريات على الرغم من التعادل.

أزمة حقيقية
تحدث الشمالي عن أزمة نادي جبلة عموماً، مبيناً أن هدف جميع أبناء النادي هو إعادة أمجاده إلى ما كانت عليه قبل عام 2000 ولكنه أوضح أن مقومات الوصول لهذا الهدف لم تكن موجودة طوال العقدين الماضيين لعاملين رئيسيين هما سوء التخطيط والأزمة المالية، وبين أنه بسبب هذه الأزمة المادية قد رفض التوقيع مع إدارة النادي منذ البداية لتدريب الفريق، لعدم وجود مالٍ كافٍ للتعاقد مع لاعبين قادرين على إنجاز المهمة، وأوضح أنه قد عاد بعدها لقبول مهمة التدريب بعد استقالة الكابتن أكرم علي على سبيل الإنقاذ، وقد كانت مرحلة بناء الفريق قد انتهت.

التعاقدات الأخيرة
سئل الشمالي من الحاضرين عن التعاقدات التي أبرمها النادي مع بعض اللاعبين بعد تعيينه، فبين أن التعاقدات الخمسة التي قام بها قبل النهائيات لم تكن مطلقاً لحل المشكلة التي حصلت في أثناء بناء الفريق، وإنما كانت فقط لتقوية خط البدلاء، موضحاً أن اللاعبين الذين تم التعاقد معهم أتوا بعلاقاتٍ شخصيةٍ من قبله، وأنهم لم يكلفوا النادي سوى مبلغ قليل.

ولنا كلمة
المرحلة التي يمر بها النادي فعلاً حساسة، والوقت ليس وقت لوم وحسابات، ويجب على أبناء النادي أن يحافظوا على الضبط الشديد للنفس (على الرغم من صعوبة هذا الأمر عليهم) وتأجيل الانتقادات إلى ما بعد انتهاء النهائيات، كي لا تزداد الأجواء المشحونة أصلاً توتراً فيؤثر ذلك في النتائج، وبعد انتهاء الدوري يمكن للجميع القيام بمراجعةٍ شاملةٍ، والوقوف بشكلٍ جليٍ وحقيقيٍ على ما قدمته الإدارة وما قدمه الجهاز الفني وما قدمه اللاعبون بكل صراحةٍ وشفافيةٍ، ويبقى الأمل معقوداً على الفريق كي يحدث نهضةً ويستطيع تدارك ما فاته لحجز إحدى بطاقتي التأهل، بدءاً من مباراة الكسوة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن