الأمن الروسي يحبط تسليم خرائط سرية لجهات أجنبية … موسكو: طرد ممثلينا في الـ«ناتو» تحد للمجتمع الدولي وسنرد
اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو طرد الدبلوماسيين العاملين في البعثة الروسية لدى الـ«ناتو» «تحدياً للمجتمع الدولي».
وقال غروشكو خلال مناقشات منتدى «فالداي»، إن هذه الخطوة «تحد خطير للعلاقات الدولية والمجتمع الدولي»، مشيراً إلى أنه «من مصلحة الجميع عدم المساس بما له دور مهم، وخاصة في فترات تصعيد التوتر».
ووصف طرد الدبلوماسيين بأنه «مأساة بالنسبة إلى العلاقات الدولية، حيث تم توجيه ضربة ممنهجة للحضور الدبلوماسي الروسي في العديد من الدول الغربية، وقبل كل شيء في الولايات المتحدة وبريطانيا»، وأضاف: إن ذلك جاء نتيجة لـ«تقييمهم للقوة الدبلوماسية الروسية».
واعتبر غروشكو قضية الضابط السابق في الاستخبارات الروسية والعميل المزدوج سيرغي سكريبال، الذي تتهم بريطانيا السلطات الروسية بتسميمه، «استفزازاً كبيراً ضد روسيا» يهدف إلى تبرير زيادة النفقات العسكرية للناتو.
وأكد ألكسندر غروشكو أنه لا يمكن بناء منظومة أمن عالمية إلا بمشاركة روسيا، وقال: «كلنا نتعرض للأخطار بدرجة متساوية ولن يتمكن الـ«ناتو»، ولا الاتحاد الأوروبي، ولا الولايات المتحدة من إقامة مناطق آمنة معزولة لهم».
وأضاف: «هذه المحاولات محكوم عليها بالفشل، بغض النظر عما إذا كان ذلك يعجبنا أم لا يعجبنا. هذا هو الواقع ولا يمكن إلا بمشاركة روسيا بناء منظومة أمن وطيدة تأخذ بالحسبان ضرورة احترام المصالح المشروعة والاستعداد للرد بشكل مشترك على الأخطار والتحديات الجديدة».
وأكد غروشكو أن روسيا سترد على أي خطوات غير ودية من الحلف، مشيراً إلى أن محاولات الـ«ناتو» جعل الدول المجاورة لروسيا خطوطاً أمامية لنشر القوات العسكرية، لن تأتي بجدوى.
وأضاف: إن روسيا بدأت تأخذ هذه الدول بعين الاعتبار في التخطيط العسكري لها، مشيراً إلى أن الـ«ناتو» «قد اجتاز الخط الأحمر». وتابع: «لدينا مجمع الصناعات العسكرية الذي يسمح لنا بالرد المناسب في حال الضرورة، واختيار الوسائل التي نعتبرها أكثر فعالية لضمان قدراتنا الدفاعية وحماية مصالحنا الشرعية»، وأكد أن روسيا ستفعل كل ما في وسعها من أجل ضمان أمنها 100 بالمئة.
وفي معرض تعليقه على العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، أشار غروشكو إلى أن روسيا تدرس كل الوثائق الإستراتيجية الأميركية، مضيفاً: إن «تلك الوثائق تثير قلقنا، حيث تم وضعنا على قائمة الأعداء».
وأضاف: إن «الولايات المتحدة تتحدث علناً حول سعيها إلى التفوق العسكري والاقتصادي»، مشيراً مع ذلك إلى أن هناك أيضاً «جدول أعمال إيجابي في العلاقات مع الولايات المتحدة».
جدير بالذكر، أن إستراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة التي أعلن عنها البنتاغون في كانون الأول الماضي، تعتبر مواجهة روسيا والصين من أولويات السياسة الأمنية الأميركية.
وفي سياق آخر أعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي عن ضبط مجموعة من أربعة متورطين في ثلاث مناطق روسية، خطط عناصرها لتسليم خرائط عسكرية سرية لجهات أجنبية.
وذكر المكتب الصحفي لمديرية جهاز الأمن الفدرالي في مقاطعة سفيردلوفسك، أنه تم إحباط نشاط مجموعة من المتورطين في جمع مواد سرية ذات طابع عسكري لتسليمها لجهات أجنبية.
وأكد المكتب إلقاء القبض على 3 مواطنين روس ومواطن أوكراني في مدن يكاترينبورغ وسيمفيروبول وأومسك الروسية.
وذكر أنه تمت لدى الموقوفين مصادرة نسخ إلكترونية ومطبوعة عن خرائط طبوغرافية سرية تابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية.
وأشار إلى أن جميع المتورطين، اعترفوا بأن أعمالهم كانت تشكل خطراً على أمن روسيا، وتعهدوا خطياً بالكف عن مثل هذه الممارسات، تحت طائلة ملاحقتهم الجنائية بموجب التشريعات التي تعاقب على جرم التجسس والعمالة لجهة أجنبية.
إلى ذلك أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي الروسي أمس أنه كشف هوية منفذي الاعتداء الإرهابي الذي وقع بمترو الأنفاق في مدينة سان بطرسبورغ العام الماضي وراح ضحيته 14 شخصاً على الأقل وأصيب أكثر من 50 آخرين، مشيراً إلى أن الذي نفذ الاعتداء مجموعة إرهابية متطرفة.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن المتحدثة باسم المكتب سفيتلانا بترينكو قولها للصحفيين: إن «مخططي ومنفذي هذا الاعتداء لم يكونوا على معرفة ببعضهم البعض وتواصلوا فيما بينهم بمساعدة وسائل الاتصال الالكتروني ما شكل صعوبة في الحصول على المعلومات الدقيقة على الفور»، مبينة أنه تم كشف وتحديد جميع أفراد المجموعة المخططين والمشاركين بهذا الاعتداء من خلال الآثار الإلكترونية، ولفتت إلى «أن التحقيق بات في مراحله النهائية».
وأوضحت المتحدثة أن «محققي مكتب التحقيق الفدرالي المختصين بالقضايا ذات الأهمية الخاصة تمكنوا بالتعاون مع جهاز الأمن الروسي من تحديد هوية كل المشاركين بهذا العمل الإرهابي بمن في ذلك العميل والمخططون والمنفذون».
روسيا اليوم – سانا – وكالات