شارك في مؤتمر موسكو السابع للأمن الدولي … العماد الشوا: وجود قوات أجنبية في سورية من دون موافقة حكومتها عدوان موصوف
| وكالات
أكد نائب وزير الدفاع، العماد محمود الشوا، أن وجود أي قوات عسكرية أجنبية على الأراضي السورية من دون موافقة الحكومة السورية هو عدوان موصوف واحتلال وسيتم التعامل معه على هذا الأساس.
وقال الشوا في كلمة سورية خلال مؤتمر موسكو السابع للأمن الدولي أمس، وفق وكالة «سانا»: إن القضاء على الإرهاب في سورية شكل ضربة للمشاريع الغربية المرسومة للمنطقة ومهد انتصار الجيش العربي السوري وحلفائه عسكرياً الطريق نحو إنجاز حل سلمي يقرره السوريون بأنفسهم.
وأشار الشوا إلى أنه في الوقت ذاته الذي يحارب فيه الجيش العربي السوري والقوات الرديفة الإرهاب ويجتث جذوره فإن سورية ماضية في مسيرة الانفتاح والحوار السوري السوري والمصالحة الوطنية وإعادة الإعمار.
وأوضح الشوا، أن الحكومة السورية استجابت لاجتماعات أستانا برعاية الضامنين الروسي والإيراني والتركي كما وافقت سورية على حضور جولات مؤتمر جنيف.
وبين الشوا، أنه مع انطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري في سوتشي ازدادت حالة الهذيان لدى أقطاب منظومة العدوان وقادتهم أوهامهم إلى الغوص أكثر للعب بالجغرافيا السورية وبات من الواضح أن الحل السياسي يرعب ثالوث الإرهاب الأميركي الفرنسي البريطاني وأدواتهم في المنطقة. وبين الشوا، أن وجود تنظيم داعش الإرهابي حالياً في سورية يقتصر على عدة جيوب معزولة ومطوقة بالكامل وتمثل ما نسبته أربعة بالمئة من مساحة أراضي الجمهورية العربية السورية أي نحو سبعة آلاف كيلومتر مربع موزعة في عدة مناطق.
ودعا الشوا جميع القوى والأطراف الفاعلة دولياً وإقليمياً للعب دور إيجابي وحقيقي في مكافحة الإرهاب والحد من مخاطره التي لن تكون محصورة ضمن الجغرافيا السورية كما يظن البعض، وهذا ما يتطلب إجراءات فاعلة ومؤثرة تنعكس نتائجها على الأرض واقعا ملموساً، ومن هنا نطالب مجلس الأمن الدولي الاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين ووقف جرائم التحالف الأميركي والعدوان التركي والاعتداءات الإسرائيلية ومساءلتهم.
وتساءل الشوا: كيف يمكن للاستقرار أن يترسخ ويتعزز في منطقتنا ما لم يتم لجم التصرفات العدوانية من قبل النظام التركي والكيان الإسرائيلي وحليفه الأميركي، مؤكداً أن سورية تعتبر وجود أي قوات عسكرية أجنبية على أراضيها من دون موافقة صريحة من الحكومة السورية هو عدوان واحتلال وسيتم التعامل معه على هذا الأساس.
وقال: إن الجميع مدعو اليوم للعمل بكل جدية والتعاون الصادق والبناء للتخلص من آثار الإرهاب وتبعاته الكارثية وتجفيف منابعه ومصادر تمويله واستئصال جذوره وأفكاره الهدامة، مجدداً مطالبة سورية بمحاسبة كل الأطراف الدولية والإقليمية التي تواصل دعم الإرهاب.
من جانبه، أكد الرئيس الروسي في رسالته للمشاركين في المؤتمر أن تنظيم داعش هزم في سورية ولكنه لا يزال يحتفظ بقدراته التخريبية وسبل شن هجماته في مختلف بلدان المنطقة والعالم.
وقال بوتين: «من الواضح أن هذا التنظيم الإرهابي رغم وضعه العسكري المنهار لا يزال يحتفظ بطاقة تخريبية كبيرة وقدرة على تغيير تكتيكه بسرعة وشن هجمات في مختلف بلدان المنطقة والعالم ناهيك عن خطر التنظيمات المتطرفة الأخرى».
بدوره، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في كلمة له خلال الافتتاح أن الأوضاع في سورية تغيرت وتم القضاء على تنظيم داعش، محذراً من حصول الإرهابيين في سورية على أسلحة كيميائية وأسلحة دمار شامل للقيام بأعمال استفزازية وزرع الخوف والفوضى بين السكان وإطالة أمد الأزمة.
وأشار إلى أن «التحالف الدولي»، لم يسهم في تحقيق أي نتائج بمحاربة الإرهاب بعد تدخله في سورية حيث توسع تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى بدلاً من القضاء عليها.
وأكد شويغو أن هدف التحالف الدولي كان زعزعة الأوضاع في المنطقة وتعزيز وجوده العسكري والاقتصادي فيها وهو لم يتعاون مع روسيا ولو حدث ذلك لتم القضاء على الإرهاب خلال فترة أقل، مبيناً أن الأوضاع في سورية تغيرت بعد بدء عملية القوات الجوية الفضائية الروسية وتم تحرير سورية من الإرهابيين وسلمت الكثير من المجموعات الإرهابية أسلحتها وتم القضاء على تنظيم داعش.
بدوره، اعتبر رئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية سيرغي رودسكوي، أن الولايات المتحدة تخطط لتقسيم سورية، والتأسيس لحرب جديدة في هذا البلد، وأضاف: «اتخذت واشنطن مساراً جديداً لتقسيم سورية، هم يبذلون الآن كامل إمكانياتهم لإشعال صراع سيتحول عاجلاً أم آجلاً إلى حرب جديدة، يقاتل فيها الكل ضد الكل».
وفيما يتعلق بداعش، قال رودسكوي: إن «النتائج الرئيسة للعمليات الروسية التي أسفرت عن دحر داعش في سورية، وألحقت به أضراراً فادحة، هيأت الظروف المناسبة لإنهاء الحرب الأهلية في سورية، وإطلاق التسوية السلمية، واستعادة المؤسسات الحكومية دورها في الأراضي المحررة».
من جهته، أكد وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي أن بلاده تسعى لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية وتقف ضد أي تدخل عسكري خارجي فيها.
وبدأت في العاصمة الروسية موسكو أمس أعمال مؤتمر موسكو السابع للأمن الدولي الذي تنظمه سنوياً وزارة الدفاع الروسية بمشاركة وفود من 95 دولة بينها سورية.