روحاني: احتفال سورية يكون يوم نهاية الحرب.. وأردوغان تباكى على السوريين كعادته … بوتين في ختام قمة «ضامني أستانا»: هدفنا الإستراتيجي المشترك هو دحر الإرهاب
| وكالات
اختتمت أمس قمة أنقرة التي جمعت رؤساء الدول الثلاث الضامنة لمساري «أستانا» و«سوتشي» للحوار السوري السوري وهم الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان، بتشديد الأول على أن الهدف الإستراتيجي المشترك هو دحر الإرهابيين نهائياً، واعتبار الثاني أن یوم احتفال سوریة يكون یوم وضع نهایة للحرب، دون أن يخرج الثالث عن ديدنه بالتباكي على السوريين.
وإلى اليوم جرت 8 جولات من محادثات أستانا، التي ساهمت بإطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسية في 31 كانون الثاني الماضي، والمساران ترعاهما الدول الثلاث روسيا وإيران وتركيا.
وسبق قمة أنقرة لقاءان تمهيديان منفصلان جمعا روحاني مع كل من بوتين وأردوغان، الذين عقدا قمة ثنائية الثلاثاء.
وفي مؤتمر صحفي مشترك للرؤساء الثلاث في ختام القمة، قال بوتين: إن «المباحثات الثلاثية جرت في جو عملي وبناء، وبحثنا النواحي الرئيسية للوضع في سورية وتبادلنا الآراء حول الخطوات اللاحقة التي تهدف إلى ضمان تطبيع الأوضاع في هذا البلد لأمد طويل»، حسبما أورد موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني.
ووفقاً للموقع الروسي، أكد بوتين التزام روسيا وتركيا وإيران بالمساهمة في تعزيز سيادة واستقلال وسلامة أراضي سورية، مشيراً إلى أن «هذا الموقف المبدئي له أهمية خاصة اليوم على خلفية المحاولات المتزايدة لإشعال الخلافات الإثنية والطائفية في المجتمع السوري، وتقسيم البلاد مع الحفاظ على مخاطر النزاعات في الشرق الأوسط لسنوات طويلة».
وأشار بوتين إلى أن الدول الثلاث اتفقت على توسيع التعاون بينها بشأن سورية، وخاصة في إطار عملية أستانا، التي أثبتت فاعليتها، والتي تراجع بفضلها مستوى العنف في سورية بشكل جذري، فيما نقلت «سانا» عنه قوله: «تم الاتفاق على التعاون في مجمل الخطوات الرامية إلى التسوية السياسية ولاسيما في عملية أستانا وتفعيل الحوار الوطني السوري بموجب القرارات الأممية ونثمن في هذا الصدد نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري في سوتشي وأنه لا بديل منه حتى اليوم ونحن على يقين أننا سنستمر في مواصلة العمل من أجل الاستقرار والسلام في سورية».
وأضاف بوتين: «اتفقنا على توحيد الجهود لإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاع في سورية، ويدور الحديث قبل كل شيء عن بناء منشآت البنية التحتية والمؤسسات العامة»، مشيراً إلى أن الشركات الروسية قد بدأت تشارك في هذا العمل، بما في ذلك في المناطق التي كانت تحت سيطرة المسلحين قبل فترة.
وتؤكد دمشق مراراً أن إعادة الإعمار لن تشارك فيها دول ساهمت بسفك دماء أبناء الشعب السوري.
ودعا بوتين جميع الدول إلى المساهمة في إعادة إعمار سورية، «بالأفعال وليس بالأقوال»، مشيراً إلى أنه «بالإضافة إلى التسوية السياسية من الضروري أن يعيش السكان في ظروف طبيعية، ولن يتسنى ذلك دون مساهمة كبيرة من الخارج».
وشدد بوتين على أن «الهدف الإستراتيجي المشترك هو دحر الإرهابيين نهائياً، الذين يدأبون على محاولات زعزعة الوضع على الأرض ويحاولون إفشال الجهود لتفعيل عملية السلام».
من جانبه أكد روحاني أن ضمان السیادة الوطنیة والوحدة الوطنیة واستقلال ووحدة أراضي سوریة یجب أن یكون موضع اتفاق الجمیع وأن یتم طرد ما تبقى من المجموعات الإرهابیة من سوریة، وقال بحسب ما نقلت عنه وكالة «إرنا»: إن أي دولة لا یحق لها أن تقرر مستقبل سوریة بل إن هذا القرار هو من حق الشعب السوری. وتابع: إن یوم احتفال سوریة هو یوم وضع نهایة للحرب وفتح الأبواب لعودة النازحین ودحر الإرهابیین من سوریة.
أما أردوغان، قال حسبما أوردت وكالة «الأناضول»: إن الشعب السوري، هو الطرف الخاسر من الأزمة، (في ظل استمرار) الاشتباكات الدائرة في بلاده، أما الطرف الرابح فمعروف من قِبل الجميع، على حد قوله. وأضاف: إن الهدف من القمة الثلاثية، إعادة إنشاء وإحياء سورية يسودها السلام في أقرب وقت، داعياً المجتمع الدولي لدعم الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية.
وتعامى أردوغان على احتلال بلاده لمناطق في شمال سورية وخاصة عفرين وقال: «لن نسمح بأن يخيّم الظلام والسوداوية على مستقبل سورية والمنطقة نتيجة تسلّط عدد من التنظيمات الإرهابية»، قبل أن يضيف: إن «وحدة التراب السوري لا غنى عنها بالنسبة لنا، وتركيا على استعداد للعمل مع روسيا وإيران لجعل (مدينة) تل رفعت (شمال سورية)، منطقة مؤهلة كي يعيش فيها إخواننا السوريون» في إشارة إلى نيته احتلالها. وشدد الرئيس التركي، ضرورة الإسراع في التوصل إلى تسوية للأزمة السورية، مؤكداً أن «مسار «أستانا» ليس بديلاً لمحادثات جنيف، «إنما هو متمم لها». وزعم أن «تركيا أوفت، بكل حرص، بمسؤولياتها بخصوص مناطق خفض التصعيد، وأنها أظهرت عزمها بشأن هذا الأمر من خلال 8 نقاط مراقبة أسستها قبل فترة في محافظة إدلب». ولم يفت أردوغان أن يتباكى على السوريين كعادته، ويرفع رايات (إنسانية) خدمة لمصالحه الاستعمارية في شمال سورية، وقال: إن «تركيا تكفّلت بجميع الإجراءات من أجل توفير احتياجات 160 ألف شخص عادوا إلى مدن جرابلس والراعي والباب».
وأضاف أردوغان: عرضنا على بوتين وروحاني، وقبل ذلك على المجتمع الدولي «منطقة خفض تصعيد» في المناطق الشمالية السورية، ويدور الحديث عن بناء مساكن في تلك المناطق ونستطيع المساهمة بذلك، ليتسنى للناس مغادرة مخيمات اللجوء والعيش في منازل وظروف اعتيادية عبر إعادة بناء المنازل ومراعاة كل المواصفات المعمارية والهندسية المحلية في سورية وبذلك نستطيع توفير ظروف محلية للاجئين في مناطقهم.
في الأثناء، وقبيل انطلاق القمة، وصفها وزير الدولة الألماني للشؤون الخارجية، نيلس آنن، بأنها «قمة حرب في الواقع»، مضيفاً: إن الأطراف الثلاثة متورطة عسكرياً في الحرب في سورية.
وذكر آنن بحسب شبكة «إيه آر دي» الألمانية، أن اجتماعات الرؤساء الثلاثة مخيبة للآمال حتى الآن، حيث إنها لا تساهم في التوصل إلى حلول سياسية، على حد تعبيره، زاعماً أن الحكومة الألمانية تعزز اهتمامها بالمفاوضات السياسية الرامية إلى إنهاء الحرب في سورية، و«الأولوية الثانية في ذلك للوضع الإنساني المشين هناك».