رتل أميركي فرنسي دخل منبج.. وأنباء عن خطط لميليشيات معارضة لعدوان على ريف اللاذقية … الاحتلال التركي يمتد إلى ريف حماة الشمالي
| الوطن- وكالات
امتد العدوان التركي ليطول ريف حماة الشمالي في الجزء الذي تسيطر عليه «جبهة النصرة» الإرهابية، بالترافق مع ازدياد الوضع المحيط بمصير مدينة منبج تعقيداً بدخول رتل أميركي فرنسي إليها.
ويوم أمس أعلن الجيش التركي، إقامة ما سماه «نقطة مراقبة» جديدة بمحافظة حماة، في إطار اتفاق «مناطق خفض التصعيد»، وذكرت وكالة «الأناضول» التركية، أن قافلة عسكرية تركية مؤلفة من 100 مركبة توجهت صباح أمس إلى منطقة مورك في الريف الشمالي لمحافظة حماة، مروراً بقرى كفر لوسين، وسرمدا، ومدينتي معرة النعمان وخان شيخون، من أجل إنشاء نقطة المراقبة.
ووفقاً للوكالة تبعد النقطة 3 كيلومترات فقط عن مواقع انتشار قوات الجيش العربي السوري.
وتواصل أنقرة الإصرار على أن نشرها ما تسميه «نقاط مراقبة» يأتي في سياق اتفاق «منطقة خفض التصعيد» في إدلب الذي تم التوصل إليه في أيلول 2017، وتزعم «الأناضول» أن الاتفاق يشمل محافظة إدلب، وأجزاء محددة من محافظات حلب وحماة واللاذقية.
من جانبه، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أن تأسيس هذه «النقطة» في مورك، «يأتي في أعقاب تجوال قوة استطلاع تركية في الثاني من نيسان الجاري، تحت حماية من ميليشيا «فيلق الشام»، في منطقة الخزانات قرب خان شيخون وفي منطقتي تل عاس والهبيط بريف حماة الجنوبي، ومن ثم اللطامنة وكفر زيتا والصياد ومورك بريف حماة الشمالي، وسهل الغاب بشمال غرب حماة، وبعد قيام وفد تركي في الـ13 من آذار الماضي، بجولة استطلاع للمرة الأولى في قريتي الزيارة والقرقور في منطقة سهل الغاب.
ويبدو بحسب مراقبين أن التحرك التركي الجديد شجع «جبهة النصرة» للكشف عن نيات عدوان جديد بريف اللاذقية الشمالي، حيث لفتت مواقع إلكترونية معارضة إلى إن النصرة ومعظم الميليشيات المسلحة في محافظة إدلب تستعد لبدء معركة بدعم تركي للسيطرة على جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية.
وزعمت المواقع، أن الهجوم المرتقب قد يتعلق بالتفاهمات الروسية- التركية الأخيرة، التي دارت خلال الاجتماع الأخير بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني.
ورغم أن «النصرة» تسيطر على معظم محافظة إدلب، فقد ذكرت صحيفة «يني شفق» التركية في تقرير نشرته في أيلول 2017، أن تركيا بالتعاون مع ميليشيات «الجيش الحر» ستدخل المنطقة الغربية من مدينة إدلب، المطلة على لواء الاسكندرونة السليب، وذلك بعمق 35 كيلومتراً، وطول 130 كيلومتراً.
وأوضحت، أن القوات ستدخل من خلال جسر الشغور ودارة عزة، مشيرةً إلى أن مساحة المنطقة التي ستسيطر عليها القوات التركية و«الحر» ستبلغ ما يقارب خمسة آلاف كيلو متر مربع.
ولفتت «يني شفق» إلى أن العملية تستهدف السيطرة على منطقتين بارزتين ضمن المناطق الممتدة من عفرين، وصولاً إلى جبال التركمان في اللاذقية.
الخطة السابقة استبعدها المستشار العسكري في مليشيا «الحر»، إبراهيم الإدلبي، وأكد وجود إشاعات وأحاديث عن المعركة، لكنه قال «لا يوجد لها إمكانية» بسبب وجود قوات روسية وإيرانية في منطقة الساحل إلى جانب قوات الجيش العربي السوري.
وبالانتقال إلى ريف حلب الشرقي، فقد دخل رتل عسكري يتألف من سيارات أميركية وفرنسية أمس إلى مدينة منبج شمال شرق مدينة حلب، قادما من مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي. ووفق ما نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن مصدر خاص مما يسمى «مجلس منبج العسكري»، فإن الرتل يتألف من 18 آلية متنوعة بين عربات مدرعة وسيارات عادية، مضيفاً: إن خمس سيارات منها كانت ترفع العلم الأميركي وثلاثة ترفع العلم الفرنسي، مبيناً أن الرتل توجه نحو قرية خطاب في الريف الشمالي الغربي، بعد دخوله إلى مدينة منبج فجر أمس قادما من مدينة تل أبيض شمال الرقة.
ودخلت قوات فرنسية الأربعاء الماضي إلى القاعدة العسكرية الأميركية الواقعة شمال غرب مدينة منبج، بالتزامن مع معلومات عن نية فرنسا إنشاء قاعدة عسكرية لها في المنطقة.
وسبق لرئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أن أكد أول من أمس أن بلاده لن تقدم تنازلات بخصوص مدينة منبج الواقعة شمال سورية أو شرق الفرات أو غربه، «ما دام التهديد الإرهابي لا يزال موجودا هناك».
أما وزير خارجيته مولود تشاويش أوغلو فاعتبر في مقال له بمجلة «فورين بوليسي» الأميركية، أن تدخل تركيا في سورية يصحح أخطاء أميركا، ويضع الأساس لسلام مستدام، معتبراً بحسب مواقع داعمة للمعارضة ترجمت المقال، أن «نقطة الخلاف مع أميركا تتعلق بسياستها بتسليح حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، للقيام بالأعمال العسكرية المطلوبة منهما، على الرغم من تاريخهما الإرهابي».
وأضاف: «هذه سياسية مشكوك فيها من ناحية قانونية ومن ناحية أخلاقية» على حد قوله.