شهداء وجرحى بقصف من ميليشيا «جيش الإسلام» على العاصمة.. وعودة إلى مسرحيات «الكيميائي» … الجيش يقتحم الخطوط الأمامية للإرهابيين في مزارع دوما
| الوطن – وكالات
نقض إرهابيو «جيش الإسلام» باتفاقياتهم، فرفضوا إطلاق سراح المخطوفين، وأرادوا لدمشق وأهلها العودة بهم إلى الوراء وحرمانهم أمنهم وأمانهم، فقرر الجيش السوري الرد سريعاً واقتلاع شوكتهم من دوما، واستعادة بقعة سورية جديدة من يد الإرهاب.
الجيش السوري اقتحم أمس الخطوط الأمامية لإرهابيي جيش الإسلام في مزارع دوما، بعد توجيه ضربات دقيقة ومركزة وسط حالة من الانهيار والفوضى في صفوفهم، وبحسب وكالة «سانا» الرسمية وبعد عمليات استطلاع ورصد دقيقة للتحصينات والمرابض والمواقع التي يطلق منها إرهابيو «جيش الإسلام» القذائف على دمشق، نفذت وحدات من الجيش عمليات قصف مركزة براجمات الصواريخ والطيران الحربي أسفرت عن تدمير العديد من الأوكار ومنصات إطلاق القذائف وتكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد.
المعلومات الميدانية أكدت استمرار الرد بالأسلحة المناسبة على إرهابيي «جيش الإسلام»، حتى يوقفوا اعتداءاتهم بالقذائف على الأحياء السكنية في دمشق ومحيطها، ويرضخوا للعودة إلى تنفيذ بنود اتفاق دوما، وفي مقدمتها تحرير المختطفين بالكامل.
الإعلام الحربي المركزي كان قد ذكر بأن الجيش السوري سيطر على عدد من المزارع عند الجهة الجنوبية والغربية من دوما، علما أن المساحة التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي في المدينة تقدر بحوالي 19 كلم مربعاً.
من جانبها قالت وزارة الدفاع الروسية أمس إن مسلحي ميليشيا «جيش الإسلام» أطاحوا بقادتهم الذين شاركوا في المفاوضات حول خروج التنظيم منها، وأقدموا على انتهاك الاتفاقات التي تم التوصل إليها.
ووفقاً للموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، قالت الوزارة، في بيان لها أمس: «منذ الـ5 من آذار الماضي ونتيجة للاتفاقات التي تم التوصل إليها مع زعيم تنظيم جيش الإسلام، أبو همام، عمل مركز حميميم الروسي لمصالحة الأطراف المتناحرة في سورية على إخراج المدنيين والمسلحين وأفراد عائلاتهم من مدينة دوما إلى شمال محافظة حلب»، وشددت الوزارة على أن عملية خروج المسلحين وأفراد عائلاتهم من دوما توقفت، موضحة أن معلومات المساعدين المقربين من أبو همام، تفيد بأنه تمت، نتيجة الخلافات الحادة بين المسلحين المتشددين والفصيل، الذي كان مستعداً للمشاركة في العملية التفاوضية، تصفية الزعماء السابقين للتنظيم وهم أبو همام، أبو عمر، أبو علي، لافتة إلى أن مسلحي «جيش الإسلام»، الذين يتزعمهم القائد الجديد، أبو قصي، انتهكوا تطبيق الاتفاقات، التي تم التوصل إليها سابقاً، وعرقلوا خروج المدنيين من مدينة دوما عبر الممر الإنساني المقام، كما استأنف المتطرفون، خلال الساعات الـ24 الماضية، الأعمال القتالية ضد القوات الحكومية السورية، «مستخدمين السكان المحليين كدروع بشرية».
ولفتت الدفاع الروسية إلى أن المسلحين المتطرفين نفذوا عدداً من «عمليات الترهيب» قاموا في إطارها «بإطلاق النار على المدنيين المتظاهرين الداعمين لخروج عصابات المتشددين من دوما».
من جهة أخرى لفت مصدر رسمي بحسب «سانا» إلى أن «الأذرع الإعلامية لتنظيم «جيش الإسلام» الإرهابي تستعيد فبركات استخدام السلاح الكيميائي لاتهام الجيش العربي السوري في محاولة مكشوفة وفاشلة لعرقلة تقدم الجيش».
وأشار المصدر إلى أن «الجيش الذي يتقدم بسرعة وبإرادة وتصميم، ليس بحاجة إلى استخدام أي نوع من المواد الكيميائية كما تدعي وتفبرك بعض المحطات التابعة للإرهاب».
وبين المصدر أنه «لم تنفع مسرحيات الكيميائي في حلب ولا في بلدات الغوطة الشرقية ولن تنفع الإرهابيين ورعاتهم اليوم فالدولة السورية مصممة على إنهاء الإرهاب في كل شبر من أراضيها».
وكانت بعض وسائل الإعلام زعمت أن الجيش استخدم أسلحة كيميائية، خلال عملياته في الرد على الاعتداءات.
في الأثناء واصل إرهابيو «جيش الإسلام»، استهداف الأحياء السكنية في مدينة دمشق، ما أدى إلى ارتفاع عدد المدنيين المصابين بجروح إلى 37 بينهم نساء وأطفال والشهداء إلى 8، ووقعت أضرار جسيمة في منازل الأهالي والممتلكات العامة والخاصة.
مدير عام مشفى المواساة الجامعي عصام الأمين تحدث لـ«الوطن» عن استقبال 47 حالة أمس جراء القذائف الإرهابية التي استهدفت مناطق وأحياء سكنية في العاصمة دمشق، مشيراً إلى وجود 7 شهداء بينهم، على حين قام وزير الصحة نزار يازجي بزيارة المرضى في المشفى واطلع على حالاتهم.
وفي سياق متصل بين مدير مشفى دمشق المجتهد هيثم الحسيني لـ«الوطن» أيضاً أن المشفى استقبلت 5 حالات خلال يومين.
وتوقف الخميس الفائت تنفيذ «اتفاق دوما» نتيجة خلافات داخلية بين إرهابيي «جيش الإسلام» قبل أن يقوموا بإطلاق القذائف على المدنيين في ممر مخيم الوافدين علماً أنه تم خلال الأيام الماضية إخراج 2963 من إرهابيي التنظيم وعائلاتهم إلى جرابلس على 3 دفعات.