تشكيك أممي فرنسي بريطاني بمسرحية دوما.. وموسكو رداً على تهديدات ترامب: أي تدخل قد يؤدي إلى عواقب وخيمة للغاية … دمشق: مزاعم «الكيميائي» غير مقنعة إلا للمتاجرين بدماء المدنيين وداعمي الإرهاب
| وكالات
وجهت روسيا رسائل تحذيرية شديدة اللهجة للولايات المتحدة الأميركية من استهداف سورية بمزاعم استخدام «سلاح كيميائي» في مدينة دوما، وشددت على أن ذلك قد يؤدي إلى «عواقب وخيمة للغاية»، بالتوازي مع تأكيد دمشق أن مزاعم استعمال الكيميائي باتت أسطوانة مملة غير مقنعة إلا لبعض الدول التي تتاجر بدماء المدنيين وتدعم الإرهاب في سورية، وسط تشكيك أممي فرنسي بريطاني بالمزاعم.
ومساء أول من أمس بدأت مواقع إلكترونية معارضة وقنوات إعلامية معارضة وأخرى داعمة للمعارضة بتسويق صور وفيديوهات زعمت أنها لعشرات الأشخاص بينهم أطفال أصيبوا بحالات اختناق إثر قصف جوي من قبل طائرات الجيش العربي السوري، فيما تحدثت منظمة «الخوذ البيضاء» التابعة لجبهة النصرة الإرهابية، عن قصف جوي مرتين بـ«غازات سامة»، الأمر الذي سارعت دمشق إلى نفيه على لسان مصدر رسمي.
وجدد أمس مصدر في وزارة الخارجية والمغتربين تأكيده أن مزاعم استعمال الكيميائي باتت أسطوانة مملة غير مقنعة إلا لبعض الدول التي تتاجر بدماء المدنيين وتدعم الإرهاب في سورية، بحسب وكالة «سانا».
وشدد المصدر على أنه في كل مرة يتقدم الجيش العربي السوري في مكافحة الإرهاب تظهر مزاعم استخدام الكيماوي لاستخدامه كذريعة لإطالة أمد عمر الإرهابيين في دوما.
وأضاف المصدر: إن استخدام الكيميائي في الغوطة من الجماعات الإرهابية كان مخططاً له وكان هناك معلومات موثقة ومؤكدة حول ذلك حذرت منها الدولة السورية.
وفي وقت سابق نقلت «سانا» عن مصدر مطلع تأكيده أن «نظام بني سعود الوهابي الذي أوجد تنظيم القاعدة الإرهابي يحاول الحفاظ على حياة تنظيمه الإرهابي المسمى «جيش الإسلام» عبر محاولة إعادة الترويج لفبركات الكيميائي وذرف دموع التماسيح على الغوطة الشرقية»، معتبراً أن «على مملكة آل سعود أن تتوقف عن دعم الإرهابيين في سورية وفي مناطق أخرى من العالم».
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، شكك بالمزاعم الكيميائية مؤكداً، وفق المتحدث الرسمي باسمه استيفان دوغريك أن أي استخدام للأسلحة الكيميائية، «إذا ثبتت صحته»، هو أمر بغيض، فيما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن «لا أدلة على تجاوز الخطوط الحمراء في سورية»، على حين طالب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في بيان «بإجراء تحقيق فوري في الموضوع وبالرد على الحادث، في حال ثبتت صحة تلك التقارير».
من جانبه قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، في ختام قداس في ساحة القديس بطرس أمس: «ليس هناك حرب طيبة وحرب سيئة، لا شيء يمكن أن يبرر استخدام وسائل إبادة ضد أشخاص وسكان بلا حول ولا قوة».
أما رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان فوجّه سهامه إلى الغرب وقال: «لايحق لهذه الدول (الغربية) أن تشتكي من الإرهاب والأعمال والمنظمات الإرهابية».
السجال الأبرز أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لم يستطع لجم طموحاته بالعدوان على سورية، وقال وفقاً لوكالة «رويترز»: إن الرئيس السوري بشار الأسد سيدفع «ثمناً باهظاً» لشنه هجوماً دموياً بأسلحة كيماوية على مدنيين وألقى باللوم على إيران والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في دعم الرئيس الأسد، وذلك في تغريدة على تويتر، قبل أن تنقل قناة «روسيا اليوم» في خبر عاجل أن «فريق ترامب للأمن القومي يبحث اليوم خيارات الرد على «الهجوم الكيميائي» في دوما السورية».
في المقابل نفى رئيس مركز المصالحة الروسي في سورية اللواء يوري إيفتوشينكو بشدة الأنباء حول استخدام الجيش العربي السوري أسلحة كيميائية في دوما، قبل أن تحذر الخارجية الروسية في بيان صحفي من أن أي تدخل خارجي تحت ذرائع مفبركة ومزيفة في سورية، حيث يوجد العسكريون الروس هناك بطلب رسمي من الحكومة الشرعية، غير مقبول إطلاقاً، وقد يؤدي إلى «عواقب وخيمة للغاية».
وأوضح البيان وفق «روسيا اليوم»، أن من لا يرغب في تدمير أحد آخر أوكار الإرهابيين في الأراضي السورية، ولا يسعى إلى التسوية السياسية الحقيقية للأزمة، يحاول بكل الوسائل تصعيد الأوضاع وعرقلة عملية إجلاء المدنيين من المنطقة.
بدوره حذر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي من أن مثل هذه المزاعم والاتهامات الموجهة من الأميركيين وبعض الدول الغربية «تكشف عن مؤامرة جديدة ضد سورية حكومة وشعباً وذريعة للقيام بعمل عسكري ضد هذا البلد، ومن المتيقن أنها ستزيد من تعقيد الأوضاع في سورية والمنطقة».