«أولاد الشر» في أزقة دمشق … طارق سواح لـ «الوطن»: العمل بوليسي اجتماعي ويتحدث بشكل عام عن الأحقاد
| سارة سلامة
في عودة للأعمال الشبابية نجد المخرج طارق سواح يواصل تصوير مسلسله «أولاد الشر»، من إنتاج شركة رشاء الدولية، وتأليف علي خياط وسيناريو وحوار علي خياط وربا الحمود.
والعمل هو دراما اجتماعية بوليسية تحمل الكثير من التشويق والإثارة والغموض في الشخصيات، ويعالج قضايا الشباب والحب والعلاقات الأسرية، كما يسلط الضوء على المرأة وما تتعرض له من اضطهاد في المجتمع، ويضم عدة محاور لها علاقة بالخير والشر، ويحتوي على سلسلة من الجرائم لقاتل واحد والعمل يحضر للموسم الرمضاني القادم.
ويعيدنا هذا العمل الشبابي إلى مقاعد الجامعة عبر ثلة من النجوم ونشهد عودة لنادين سلامة في دور البطولة ويمثل فيه أيضاً كل من: يحيى بيازي، ويزن السيد، وباسل خليل، وعهد ديب، وعبير شمس الدين، وأندريه سكاف، وعلي كريّم، وفايز قزق، وفاتن شاهين، وميرنا معلولي، والليث مفتي، ورشا فياض، وليد فياض، وكاتب العمل علي خياط وشكران مرتجى ضيفة شرف، بالاشتراك مع النجم اللبناني مايكل كبابة.
آمنت بالمشروع وتبنيته
ويكشف مخرج العمل طارق سواح في حديث خاص لـ«الوطن»: «أن ما نقدمه اليوم هو شيء مختلف وجديد ويأخذ منحى اجتماعياً بوليسياً، حيث نتطرق في العمل إلى جرائم القتل التي تنشأ نتيجة صراع داخلي عند الأشخاص منذ الصغر وتكبر معهم كحقد دفين لينتقموا بطريقتهم الخاصة، وفي كل حلقة نجد عنصر التشويق يزداد، ونوع التشويق هذا بعيد عن الدم وإطلاق النار، ونعمل على إدخال نوع من الإثارة والشك لدى المشاهد ليفكر ويستنتج من الشخصية الفاعلة، مع العلم أنه ليس بالضرورة أن يكشف عن القاتل في الحلقة الأخيرة إنما سيكشف بطرق مختلفة وجديدة».
ويضيف سواح: «إننا ابتعدنا في العمل عن الحرب لأن الناس تعيش الأزمة وليس من المعقول أن نجعلهم يعيشونها داخل منازلهم وعلى مائدة الإفطار لأن هذه الأعمال ستعرض في شهر رمضان المبارك، وسيجلب الغوص في تفاصيل الأزمة لهم الكآبة، والمفروض تقديم وجبة خفيفة ترفيهية وأن نخرج من أجواء الحقد والكراهية».
وأوضح سواح: «أن العمل بوليسي ويتحدث بشكل عام عن الأحقاد ونشاهد (كارول) نادين سلامة و(سوزي) عبير شمس الدين بشخصيات ممكن أن تكون مكروهة للوهلة الأولى، ولكن فيما بعد سنبرر لهم كل ما يقومون به، ومن المعروف عن نادين سلامة أنها لا تعمل إذا لم يكن هناك مادة دسمة، وساعد تقارب وجهات النظر بيننا والتقارب في طريقة العمل إلى أن نعمل مع بعض مجدداً، ومن الجميل أن يعمل الإنسان على مشروع خاص به، وأنا آمنت بهذا المشروع وتبنيته».
يناقش قضايا متعددة
وبدوره يبين كاتب العمل علي خياط وأيضاً نراه يجسد شخصية (كميل)، حيث كان له عدة تجارب تمثيلية سابقة: «أن العمل يتحدث عن عدة قضايا في المجتمع ومنها قضية المصالح الاجتماعية الموجودة بين شلل الشباب والبنات، والقضية الأخرى التي يسلط الضوء عليها هي الأمراض النفسية من خلال قاتل متسلسل يتم العمل على كشفه، عبر أحد الضباط ويتبين أنه يقتل الفتيات العاهرات حصراً وذلك جراء مرض نفسي، و(كميل) هو طالب جامعي في كلية الحقوق يقوم بمساعدة الضابط في التوصل للقاتل».
ما يهمني أداء الدور جيداً
وعن شخصية (كارول) تتحدث بطلة العمل نادين سلامة: «إن (كارول) تعرف تماماً ما تريد وهي فتاة مرغوب فيها وتمثل هدفاً لأي شاب، وأعتقد أن الناس لن يحبوها في البداية، ولكن مؤخراً سيتعاطفون معها ويكتشفون أن (كارول) لديها قضية معينة، وبالطبع لا أخاف إذا كنت مكروهة لأن ما يهمني هو أداء الدور بشكل جيد».
وتوضح سلامة سبب غيابها في الفترة الماضية قائلة: «إن السبب الرئيسي وراء غيابي هو العائلة والالتزام خصوصاً أنني أصبحت أم لطفلتين، وكان لابد لي من الاهتمام بهما، إضافة إلى هجرة الكوادر والنجوم خارج البلد، الذين يشكلون الأغلبية العظمة من مخرجين وكتاب نصوص وشركات إنتاج، وللأسف هذا الأمر أثر سلباً في الدراما السورية، كما أن المخرجين المتميزين الذين ظلوا في سورية هم قلة، وما تبقى كلهم في الخارج وهذا سبب آخر أي إننا لم نعد نعرف ما الشركات التي نتعامل معها، مع فقدان النصوص وهذا كله كان له أثر بالتزامن مع زواجي وارتباطي بالعائلة».
تحمل الألغاز والغموض
وتجسد عهد ديب شخصية عبير في العمل وتقول عن الشخصية: «(عبير) هي طالبة جامعية تعيش حالة من الحب مع شاب اسمه (جود)، وتنشأ بينهما علاقة جميلة فيها الكثير من الأحداث وتتطور هذه الأحداث إلى مشاكل، وبالرغم من اكتشافها قصص (جود) التي غالباً ما تكسرها، إلا أنه من الصعب عليها الابتعاد عنه، وبشكل عام فإن شخصيات العمل تحمل الكثير من الألغاز والغموض التي تتكشف تباعاً لنصل إلى الحدث النهائي، والعمل يسلط الضوء على مجموعة من العلاقات الاجتماعية في مراحل عمرية مختلفة والصراعات الناتجة عنها، ويعالج مشاكل الشباب، والمشاكل التي لها علاقة بالحب والحياة الأسرية، ويحتوي على شيء جديد من حيث المعالجة والطرح».
وتوضح ديب: «إن شخصية (عبير) تعتبر جديدة إلى حد ما وخاصة أنها شبابية وترجعنا مجدداً إلى مقاعد الجامعة والحياة الدراسية، وهي خطوة مهمة لنبين أن عجلة إنتاج الأعمال الدرامية ما زالت قائمة في سورية وتحقق تقدماً رديفاً لما يحققه الجيش السوري على الأرض».
قضايا درامية وبوليسية
ويكشف وليد فياض عن دوره في العمل قائلاً: «دوري هو (شادي) ابن اندريه سكاف، والخط الذي أسير به في العمل يصنف تحت اسم الكوميديا السوداء، والعمل يحمل مواقف كوميدية تفرضها الحالة، أي كوميديا الموقف وليس كوميديا التهريج، ويسلط الضوء على قضايا اجتماعية درامية وبوليسية، و(شادي) هو الإنسان الإيجابي والطيب الذي يخرج للحياة ويرى الدنيا بيضاء كما رسمها له والده، ولكنه يفاجأ بالواقع وأن الحياة مختلفة وهي أشبه بغابة، وأنها ليست جميلة كبيته الذي ربّي فيه، ويلاحظ أن المجتمع متغير ومتبدل ولم يعد هناك وجود للخير الذي كان سائداً من قبل». وتتحدث رشا فياض عن دورها قائلة: «أجسد شخصية صحفية لديها شغف كبير في عملها لتقدم سبقاً صحفياً وهي غالباً ما تصد، ولكنها تحاول باستمرار الوصول إلى الشيء الذي له علاقة بالجرائم، والعمل يطرح أشياء لها علاقة بالمرأة».
لا يوفر وسيلة لجلب المال
ويخطو يحيى بيازي بدور (مروان) إلى مكان مختلف من أدواره ويقول عن الشخصية: «(مروان) هو شاب جامعي متفوق في دراسته، ودائماً ما يحتاجه رفاقه كي يساعدهم في النجاح بموادهم ويعتمدون عليه في تقديم حلقات البحث، وهذا ما جعل (مروان) يتقاضى أجراً لقاء ذلك، وبشكل عام نستطيع القول إنه نصاب ويقوم أيضاً بقراءة الكف من أجل الحصول على المال، حيث لا يوفر أي وسيلة تجلب له المال، كما يقوم بكتابة قصائد ورسائل من الشعر يشتريها منه الشباب».
ويضيف بيازي: «في الحقيقة شخصية مروان تعجبني ومستمتع بما أقدمه وأبذل كل طاقتي لأظل عند حسن ظن الجمهور».
أما الممثل اللبناني مايكل كبابة فيتحدث عن دوره بالعمل فهي المرة الأولى التي يقوم بها في التمثيل بعمل سوري صرف حيث كان له عدة مشاركات سابقة وقال: «أجسد شخصية (جود) وهو شخصية شريرة ومثيرة للجدل بحكم التسلط الموجود في النص، ومن ناحية أخرى فإن (جود) ليس شريراً بالمطلق بل نجد لديه في أماكن معينة عطفاً و«حنية» مع عائلته ومع عمته التي ربته وكبر معها وسنلاحظ عدة تقلبات في مسار شخصيته».