رياضة

الأزمة الحقيقية..!

| مالك حمود

لا يختلف اثنان على أن الأزمة أثرت كثيرا في رياضتنا بشكل أو بآخر.
صحيح أنها ولدت الحافز وكشفت القدرات على مواجهة التحديات والخروج بعدد من الانتصارات والإنجازات، لكن ذلك يبقى على نطاق معين، وفي ألعاب محددة، ولكن لدى الحديث عن البناء الرياضي العام والدخول في تفاصيله وثناياه سرعان ما نكتشف التأثيرات السلبية للأزمة التي خلفتها حالة النزيف والهجرة للكفاءات والقدرات من لاعبين وكوادر من مختلف مفاصل العمل الرياضي.
لم يكن لذلك وحده الأثر السلبي في رياضتنا، وثمة أثر آخر تضاعف وتضخم خلال الأزمة وهو أزمة السلوكيات ولاسيما على المدرجات.
ربما كان للأزمة منعكسها السلبي على النفوس بشكل عام لتبدو أكثر انفعالا وتشنجا، وتعاملا بردود أفعال منفعلة وحادة، لكن علينا في الرياضة بالذات أن نحاصرها وإخراجها من أجوائنا وتنظيف مدرجاتنا من آثارها.
تلك الحالة بات تشكل خطورة على أجوائنا الرياضية ومبارياتنا الجماهيرية، وتعكر ألوانها الجميلة ولوحاتها الخلابة التي انتظرناها طويلا كي نراها بتلك الحالة الكرنفالية الرائعة، لكنها بحاجة للتوجيه والقيادة في الفكر والقول.
المسؤولية تبدأ من إدارات الأندية المطالبة بتوعية جماهيرها ووضعها بالصورة الحقيقية والناصعة للرياضة ومفهومها الراقي والسامي، الرياضة التي تعني احترام وتقدير جهد الآخرين، الرياضة التي تعني تقبل الخسارة قبل الفوز، والرياضة التي تعني الابتعاد عن الإساءة للآخرين، والرياضة التي تعني الترفع عن الترهات وسفاسف الأمور، الرياضة التي تعني التعامل بحكمة وحنكة ومنطق وذكاء، الرياضة التي تعني التعامل بدبلوماسية ووطنية، الرياضة التي تعني الاعتراف بكل الطاقات والقدرات ومن مختلف المحافظات، الرياضة التي تستخدم للمتعة والسرور والترويح عن النفس، وليس للتعصب والانفعال والسباب والشتام، الرياضة التي تترجم الروح الرياضية.
فهل نعثر على هذه المواصفات في مدرجات ملاعبنا وصالاتنا؟
وهل بلغنا مرحلة التوعية من إدارات الأندية إلى الفرق وإلى روابط المشجعين، ومن روابط المشجعين إلى بقية الجمهور؟
فالرياضة السورية بحاجة لحملة توعية تبدأ من الأعلى إلى الأسفل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن